تحتفي الأوساط الثقافية العراقية بترشيح الأديبة العراقية إنعام كجه جي للحصول على جائزة نوبل في الآداب 2022، وهو الاختيار الذي جرى في مُؤتمر أقامته مُنظمة القلم السويدي «svenska pen» في العاصمة ستوكهولم، لاختيار المُرشح الذي ستقدمه للأكاديمية السويدية المنوط بها تقديم جوائز نوبل.
وفازت الروائية إنعام كجه جي في تصويت علني مع اثنين من المُرشحين هما: الشاعر السوري سليم بركات، والروائية الأمريكية إدويدج دانتيكات.
من هي إنعام كجه جي؟
ولدت كجه جي في بغداد عام 1952 ودرست الصحافة، ثم انتقلت إلى باريس في عام 1979، ومنها حصلت على الدكتوراه من جامعة «السوربون»، عملت في الصحافة ببغداد قبل أن تنتقل إلى باريس، ورغم أنها تعيش بباريس مُنذ 40 عاماً إلّا أن روحها هناك، تحنو إلى بغداد وتطبطب على أوجاعه في رواياتها، فهي عراقية مئة بالمئة، لم تشعر يوماً أنها فرنسية رغم أنها عاشت بفرنسا ثلثي عمرها، لم تأخذها الغربة عن أوجاع بلدها والحروب التي مرت بها، فسيطر عليها المزاج العراقي في كتاباتها، لتصور حياة الناس ببلاد الرافدين، فهي تكتب لتدون سيرة عراق زلزلته الحروب.
لكجه جي الكثير من الروايات منها «سواقي القلوب» والتي صدرت في عام (2005) و«الحفيدة الأمريكية» (2008) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 وصدرت بالإنجليزية والفرنسية والصينية، وأيضاً «النبيذة» التي رُشحت لنفس الجائزة 2019، كما أنها تكتب لتحكي أوجاع العراق من خلال قصص سيدات حقيقيات أو مُتخيلات أو بين بين كما قالت في إحدى لقاءاتها، وهو ما يتجسد في رواياتها «لورنا» و«كلام عراقيات» و«طشاري»، فهي تحكي حكايات النساء من خلال أنثى تنتقل بين أكثر من بلد.
وتقول عن رواياتها: «أريد تدوين ما كان عليه وطني من تسامح ومدنية واحترام للمرأة، وما تقهقر إليه بسبب الحروب وما تلاها من احتلال أمريكي وواقع سياسي».
وتعتبر كجه جي أن وفاءها للعراق وعدم اقتلاع روحها منه ليس منة منها وليس مُجرد واجب بل هو حق، فهو وطنها منبع العراقة والثقافة والرفاهية، ولولا الظروف ما كانت فكرت في هجره، فهي تؤمن أنه مهما ابتعد المرء عن مسقط رأسه فإن لغته وذاكرته ومذاقاته وصوره وأغنياته تظل تشده إلى هناك.
«وُلدت عراقية وأموت عراقية» هكذا قالت عن نفسها، فدائماً ما تُصور انجراف روحها لبلدها الأم على صفحات رواياتها، تُعبر عن إحساسها بالذنب لأنها تركته، ترى أن حديثها عن الوطن من خلالها هو تكفير عن تركها له.
وتقول الأديبة العراقية إن الحروب هي التي حولتها لأديبة، فرغم حبها للصحافة مُنذ الصغر، وعملها بها حتى حصولها على شهادة المؤهل العالي، إلا أن الحروب كان لها رأي آخر لتتخلى عن شغفها الصحفي، وتكتب من أجل العراق عن أوجاع وطن سلبته الحروب آماله، لكن في المُقابل يبقى الشعب وتبقى الإرادة لتحقيق الآمال الضائعة.