أوصى جمهور النسخة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يسدل الستار على دورته الـ40 اليوم السبت، إدارة المعرض بالعمل على وضع سياسة تسعيرية محفزة للكتب المقدمة خلال المعرض في النسخ المقبلة، واستحداث جوائز تحفيزية لدور النشر التي تستطيع تحقيق أعلى مبيعات خلال المعرض، الأمر الذي يمثل دافعاً لهذه الدور على تقديم المزيد من العروض التي تفتح الشهية على غذاء العقول.
وطالب زوار التقتهم «الرؤية» دور النشر إلى تنحية الربح المبالغ فيه جانباً، ووضع هامش ربحي بسيط حتى لا يضطر الكثير من الزوار إلى التعدي على ميزانية شراء الكتب في ظل الميزانية المتخمة بالمطالبات، مؤكدين أن هذا الأمر سيساهم في خفوت مقولة «أمة اقرأ لا تقرأ» شيئاً فشيء.
ودعوا إلى تخصيص مكان مستقل لتنظيم فعاليات الأطفال سواء الترفيهية والتثقيفية، تفادياً للازدحام الشديد الذي يتسبب فيه الطلبة صباحاً، الأمر الذي سيساعد الجمهور على التجوال بحرية والاستمتاع بالندوات الثقافية في أجواء مهيأة لذلك، لا سيما أن عدد الفعاليات والجمهور يزداد سنوياً وبنسب كبيرة.
وطالبوا، المعرض بإلزام دور النشر بالعمل على إيجاد نسخ رقمية لقائمة الكتب التي تعرضها، الأمر الذي يسهل على القارئ إيجاد العناوين التي يبحث عنها بكل سهولة وييسر الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت والجهد.
ولفت رواد المعرض إلى أن اعتماد هذه الأفكار في الدورات المقبلة، من شأنه إضافة لمسات تزيد من تألق ونجاح هذا العرس الثقافي، الذي يعد من أهم المحافل الدولية احتفاء بالكلمة المكتوبة وعشاقها.
حجز مسبق
دعا الشاب عبيد بالليث إلى أن يكون هناك تنسيق لحضور طلبة المدارس، عبر الحجز المسبق، مع تخصيص قاعات لعالياتهم الترفيهية والثقافية بحيث لا يكون هناك ازدحام على المعرض، في الساعات الأولى.
وحث بالليث إدارة المهرجان إلى استحداث قاعة حفلات ومؤتمرات على مساحة أكبر، خصوصاً أثناء وجود المشاهير من الكتاب أو الفنانين، في محاضرات داخل المعرض لاستيعاب أكبر عدد من الحضور، لا سيما في ظل الإجراءات الاحترازية التي يحافظ عليها المعرض.
عروض وخصومات
طالب عبدالله العنزي، دور النشر المختلفة بتقديم عروض وخصومات مناسبة للزوار؛ لجذبهم خاصة أن المعرض، ينطلق لمرة واحدة في العام، مشيراً إلى أن أغلب دور النشر تقدم خصومات تصل إلى 20%، لكنه يتمنى أن تكون الخصومات العام المقبل أكبر من ذلك بحيث تصل إلى 40 أو 50%.
وأكد العنزي أن الهدف من هذا المعرض يجب أن يبقى دوماً المساهمة في نشر ثقافة القراءة، وتشجيع الجمهور على ارتياد الكتب مرة أخرى، مشيراً إلى أن هذا لن يأتي في ظل أسعار بعض الكتب المبالغ فيها، مؤكداً أن على دور النشر أن تقوم بمسؤوليتها الأخلاقية المتمثلة في نشر المعرفة وتغذية العقول، مؤكداً أن هذا لن يأتي إلا بتنحية مسألة الربح الكبير جانباً.
تخصيص ميزانية
اقترح كريم الجندي، أن تشهد الدورات المقبلة ندوات يُقدمها الكتّاب والأدباء الذين يوقّعون إصداراتهم خاصة من الشباب؛ لطرح الأفكار التي تم التطرق إليها في الكتب أمام المشاركين من الزائرين والنقاد والمثقفين الذين يقصدون المعرض كل عام.
وأكد أنها ستكون فرصة ذهبية خاصة للكتّاب الذين يطرحون باكورة أعمالهم الأدبية؛ ليتعرف الجمهور على شخصياتهم وحالتهم النفسية عند كتابة العمل الأدبي، ويكوّنوا مع القارئ جسراً من التفاهم النفسي والإنساني بجانب الفكري.
ولم يغفل الجندي أهمية الشق الاقتصادي، مشيراً إلى أنه ورغم تقديم دور نشر خصومات على كتب الشباب؛ لجذب الجمهور لشراء هذه الكتب والتعرف على مؤلفيها، إلا أنه يطمع في أن تشمل هذه الخصومات كتب كبار الكتاب، مؤكداً أنه وغيره الكثير يخصص ميزانية للمعرض لكنه يفاجأ بارتفاع أسعار بعض الكتب التي يريد اقتناءها.
تشجيع الناشرين
دعا الناشر وائل عبد ربه، إدارة المعرض بوضع سياسة لتسعير الكتب، وتشجيع دور النشر على التنافس في تقديم الخصومات على كل الكتب الموجودة المعروضة، من خلال طرح جائزة لأفضل دار نشر تحقق أكبر نسبة مبيعات داخل المعرض، تشجيعاً للناشرين على اختيار الكتب الجيدة، وتقديم خصومات تفيد الزائر.
وأكد عبد ربه أن التنافس بين دور النشر على جذب القارئ سيعود بالخير على المشهد الثقافي وسيرفد الساحة بكتاب جدد ممن نهلوا من بحور المعرفة الكثير، مشيراً إلى أنه كناشر يسعى إلى جذب أكبر عدد من القراء عبر تقديم بعض الإغراءات مثل الحسومات أو تقديم هدايا عبارة عن كتب لمن يشتري مجموعة كتب معينة وهكذا.
كتب قديمة
اقترح الناشر مصطفي فتحي، على إدارة المعرض اعتماد فكرة تخصيص جزء من المعرض لاستقبال الكتب القديمة التي لا يريد أصحابها أو ناشروها الاحتفاظ بها، ومبادلتها بكتب أخرى مع قراء آخرين، مع تخصيص أركان للكتب القديمة مثل سور الأزبكية في معرض القاهرة للكتاب، والتي تطرح الكتب بأسعار رمزية لجذب الشباب وتشجيعهم على القراءة مقابل مبالغ قليلة يستطيعون توفيرها من مصروفهم اليومي دون أن تشكل عبئاً على ميزانيتهم.
وأكد فتحي أن المعرض عرس ثقافي كبير يحتفي بالمعرفة، إلا أنه ورغم أنه ناشر اعترف أن الكثيرين من الزوار يصطدمون بالأسعار المرتفعة لبعض الكتب والروايات.