ثمّن عدد من المسؤولين والأكاديميين وقادة الفكر العربي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم سموه للغة العربية، ورعايته لإنجاز «المعجم التاريخي للغة العربية»، وكل ما يختص بالشأن الثقافي الذي يرسخ مكانة العربية بوصفها لغة عالمية تحفل بتاريخ معرفي وحضاري عريق. جاء ذلك في الندوة التي شارك فيها مجمع اللغة العربية بالشارقة، ونظّمها مركز اللسان العربي في موريتانيا، حول مشاركة موريتانيا في إنجاز «المعجم التاريخي للغة العربية»، والتي تحدث خلالها ختار ولد الشيباني، وزير الثقافة والشباب والرياضة في موريتانيا، والدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور الخليل النحوي، رئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا، والدكتور عبدالحميد مدكور، أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعدد من رؤساء المجامع العربية والأكاديميين والمفكرين المتخصصين بالدراسات اللغوية والمعجمية.مكاسب علمية واستحضرت الندوة مجموعة المكاسب التي تم تحصيلها من الإنجاز التاريخي العلمي الكبير، والإجراءات التي اتخذها مجمع اللغة العربية بالشارقة مع شركائه من المجامع العربية لتجاوز التحديات التي اعترضت المشروع، ما نتج عنه إصدار المجلدات الـ17 الأولى، كما استعرض المشاركون ما يميز «المعجم التاريخي للغة العربية» في إنجازه عن باقي المعاجم التاريخية للغات الأخرى. وفي مشاركته خلال الندوة، عبر وزير الثقافة والرياضة والشباب الموريتاني عن تقدير بلاده لجهود الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في النهوض باللغة العربية ورعاية الأدباء والعلماء والشعراء. وقال: «نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية، معربين عن استعدادنا الدائم لمؤازرة «مركز اللسان العربي» في موريتانيا، كما أننا نشد على أيدي الباحثين والعلماء الذين بذلوا الكثير من علومهم ووافر اجتهادهم ليقدموا لنا مساهمة مقدرة في هذا الإنجاز العلمي غير المسبوق، والذي ستكون آثاره المستقبلية عظيمة الأثر على اللغة العربية». رعاية فائقة من جهته، أشاد الدكتور امحمد صافي المستغانمي بالدعم اللامحدود والرعاية الفائقة التي حظي ويحظى بها مشروع «المعجم التاريخي للغة العربية» من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كما ثمن الدور الكبير الذي لعبته موريتانيا في المشاركة الفاعلة بإنجاز المعجم، من خلال مركز اللسان العربي، حيث انضمت إلى جهود كبار علماء اللغة العربية والمعجميين من دول عربية شتى، الذين استطاعت إمارة الشارقة أن توحد جهودهم وتستفيد من خبراتهم ومعارفهم في إنجاز المشروع الحضاري والثقافي والعلمي الأبرز في علوم اللغة العربية. واستعرض الخبراءُ اللغويون والمحررون المشاركون عن بعد في الندوة، دور المعجم في مساعدة الباحثين واللغويين في المستقبل على تتبع تاريخ تطور المصطلحات والألفاظ العربية ودلالاتها منذ نشأتها حتى الوقت الحاضر، لإثبات ما تمتاز بها اللغة العربية من مرونة وحيوية على مر العصور. وفي ختام الندوة، نظم مركز اللسان العربي في موريتانيا دورة تدريبية لتحسين مهارات المشاركين في تحرير المعجم، في مجالَي التحرير والمراجعة، استفاد منها عشرات الباحثين والعاملين في المشروع الأبرز الذي تتبناه وترعاه إمارة الشارقة، والذي من شأنه خدمة حاضر اللغة العربية ومستقبلها.
يقدم متحف الأطفال في «اللوفر أبوظبي» عروضاً سينمائية وورشاً فنية وسلسلة من الألعاب والأنشطة الرقمية والرياضية على هامش المعرض الفني الجديد «مشاعري مغامرة جديدة في عالم الفن»، والذي يستمر على مدى 23 شهراً.
واستطاع متحف اللوفر بأبوظبي استقطاب أكثر من 2.3 مليون زائر منذ افتتاحه في عام 2017 وحتى نهاية العام الماضي «2020» (أي على مدى 4 أعوام)، علماً بأن الدخول مجاني لجميع للأطفال دون 18 عاماً.
وقال مدير التفسير والوسائط التعليمية في لوفر أبوظبي، أمين خرشاش، لـ«لرؤية» إن متحف الأطفال افتُتح قي عام 2017 لتوفير تجربة ثقافية وتعليمية للأطفال عبر برامجه ومعارضه المصممة خصيصاً للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات.
وتابع بقوله إن المتحف يسهم في إعداد جيل من رواد المتاحف ومحبي الفن والمفكرين المبدعين، «وذلك عبر تعريف الأطفال في سن مبكرة على فنون مختلفة من خلال برامج ومعارض تفاعلية مسليّة وتعليمية».
تصميم مبتكر
ونوه خرشاش بأن متحف الأطفال يجسد رسالة وأهداف متحف اللوفر أبوظبي، ومن ضمنها تعزيز مشاركة أجيال المستقبل في الفنون، ولذا صُمم متحف الأطفال بطريقة مبتكرة، "لبث روح التفاعل والمرح في بيئة آمنة باستخدام الوسائط المتعددة في جميع مراحلها، لتوفير تجارب حسية عبر استخدام التكنولوجيا والألعاب”.
ولفت إلى أن معرض متحف الأطفال الجديد يقدم منطقة مخصصة لورش العمل تستضيف ورش عمل افتراضية للتعلّم الذاتي، يقدمها 3 فنانين من الإمارات هم شيماء العامري وعلي كشواني ومريم العتولي.
وأوضح أن تلك الورش تتمحور حول كيفية تجسيد المشاعر عبر أنشطة فنية متنوعة، مثل الرسم، وفن الكولاج، وفن النحت الثنائي الأبعاد.
المعرض الجديد بالمتحف يأتي تحت عنوان «مشاعري! مغامرة جديدة في عالم الفن»، هو رابع معرض يندرج في إطار «متحف الأطفال»، وهو عبارة عن معرض تفاعلي للأطفال يتيح لهم التعرّف إلى مشاعرهم واستكشافها من خلال الأعمال الفنية والتجارب التفاعلية، ويمتد إلى مايو 2023.
المعرض الجديد يشمل 3 طوابق، ويقدّم مغامرة فنيّة تبدأ بتعريف الأطفال بالأعمال الفنية من مختلف الحقب الزمنية والمناطق الجغرافية عبر سلسلة من الألعاب والأنشطة الرقمية لاكتشاف تفاصيل الأعمال الخفية وقصصها والمشاعر المختلفة التي تعبر عنها، بالإضافة إلى ساحة خارجية تتضمن منطقة مخصصة لممارسة تمارين الوقوف والتنفس التي تساعد في التعامل مع المشاعر غير المحبّبة، كما يشرح خرشاش.
4 معارض
قدم المتحف لزواره منذ افتتاحه في 2017، 4 معارض مميزة، تتضمن معرض «رحلة الأشكال والألوان» (2017 – 2018) الذي قدّم تشكيلة من الأعمال الفنية من مختلف الأماكن والعصور، بما في ذلك أعمال خزفية تركية، وأوانٍ مزخرفة فرنسية، ولوحة تجريدية للفنان بول كلي.
وقد شملت المعارض أيضاً معرض «الحيوانات، بين الواقع والخيال» (2018 - 2019)، الذي عرّف الأطفال على الطرق الإبداعية المختلفة التي قدمت فيها الحيوانات عبر تاريخ الفن في مختلف الثقافات والعصور. فيما كشف معرض «مغامرة الأزياء» (2019 – 2020) عن كيفية استعانة الفنانين بالأزياء عبر التاريخ لكشف الحقائق حول الشخص الذي يرتديها في أعمالهم الفنية.
أنشطة متجددة
ويوفر متحف الأطفال العديد من الفعاليات والأنشطة المتجددة لجميع زواره من محبي الفن والعائلات والأطفال، من بينها عروض الأفلام العائلية في مسرح اللوفر أبوظبي وعروض الكاياك السينمائية على جدران متحف الأطفال.
وأشار خرشاش إلى أن الفنون تمتلك القدرة على إطلاق العنان للإمكانات الإبداعية لدى الطفل مما يسمح له برؤية ذاته ورؤية العالم حوله من منظور مختلف، وما يميز متحف الأطفال هو استمراره بإطلاق المعارض والفعاليات التي تساهم في تنمية الطفل.
وأكد أن المتحف يركز على صحة الأطفال النفسية واحتياجاتهم التنموية، ذلك بالإضافة إلى تعريف الأطفال بمعلومات فنية وثقافية بطريقة مبسطة ومسلية في بيئة آمنة ومحفزة للإبداع.