الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

البحرينية نجاة الفرساني.. توثق عادات الشعوب بـ«لغة الكاميرا»

نجاة الفرساني مصورة فوتوغرافية بحرينية حاصلة على أكثر من 170 جائزة محلية وعالمية، وهي عضو في الاتحاد الدولي للتصوير «FIAP» الفوتوغرافي والجمعية الأمريكية للتصوير. «PSA». وخلال مسيرتها الاحترافية- التي تمتد لما يقرب من عقد كامل- حصلت على عدة ألقاب منها «فنان الفياب» المتميز من الاتحاد الدولي، ولقب «مصور محترف» من الجمعية الأمريكية للتصوير، وكانت أول مصورة عربية تنتخب في الجمعية الأمريكية للتصوير في البحرين، وأول مصورة عربية تحصل على لقب أفضل متسابق (Best Author) الذي يمنحه الاتحاد الدولي في مسابقات عدة.

ولم تحتكر الفرساني النجاح لنفسها، بل سعت لنقل خبراتها إلى عشاق التصوير الفوتوغرافي، من خلال تنظيم الورش والدورات، وتنظيم الرحلات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي، والمشاركة في المحافل والمهرجانات والمعارض المحلية والدولية المتخصصة، وعبر المشاركات في لجان التحكيم في المسابقات المحلية والدولية الخاصة بفن التصوير.

البداية إثيوبية


وعن بداياتها في عالم التصوير الفوتوغرافي، قالت الفرساني لـ«الرؤية»: «بدأت طريقي عام 2015 مع رحلتي الأولى المختصة بالتصوير الفوتوغرافي، التي قصدت بها إثيوبيا لتصوير القبائل البدائية التي تسكن في وادي أومو السفلي». وبحسب نجاة، كانت تجربة مليئة بالمغامرة والإثارة، نظراً لصعوبة الوصول والتعامل مع هذه القبائل، بسبب الحياة البدائية التي يعيشها السكان، وتمسكهم بالعادات والتقاليد التي تعود لمئات السنين، ومنها السكن في الأكواخ، والعيش مع الحيوانات، وتزين نسائها بالإكسسوارات التي تستخرج من الطبيعة من جلود وعظام الحيوانات.


وتابعت قائلة إن التجربة كانت غريبة وخطرة، ولكنها من أجمل الرحلات التي قامت بها؛ «حيث تمكنت من الحصول على مخزون صور متنوع بسبب العادات والطقوس التي يمارسونها، والتي تختلف من قبيلة إلى أخرى».

قبائل وصور

تعتبر الفرساني أن رحلتها إلى إثيوبيا هي الرحلة التي غيرت نظرتها إلى الحياة، ومنها عرفت طريقها الذي ستمنحه حياتها، ليكون شغفها الوحيد هو السفر وتصوير حياة الشعوب وعاداتهم وتقاليد وتفاصيل وجوههم.

وعن أبرز الصور التي التقطتها، قالت إن الصورة التي تعتبرها «وجه الخير» عليها والتي حصلت بسببها على جوائز عدة، كانت لطفلة تحمل الماعز وهي في قبيلة الكارا الإثيوبية، إضافة لمجموعة من البورتريهات لكبار السن عكست ما تحمله قلوبهم من معاناة وحزن أو فرح وسعادة، من خلال نظرات عيونهم وبريقها وخطوط الزمن التي حفرت في تقاسيم وجوههم، لتثبت مجموعتها أن العين مرآة للقلب.

وتعتبر نجاة التصوير رسالة إنسانية، «فأبناء القبائل والشعوب عندما يصورون أنفسهم وقبائلهم، فإنهم يوثقون لأحداث ومشاعر وأفكار وعادات هذه القبائل، والصورة يمكن أن تكون وسيلة لنشر الحقيقة التي يتعذر على الكلمات أحياناً سردها، فهي وسيلة لكشف المشاهد الخفية التي لا يراها الجميع، وسبيل لزيادة الوعي بقضايا كبرى ومنها الفقر والجوع والكوارث الإنسانية التي تتعرض لها وتعيشها بعض الشعوب، حيث تنقل الصورة تلك الرسالة للعالم بأسره باختلاف خلفياته الاجتماعية والعرقية».

إتقان المهارات

وخلال مسيرتها الفنية اكتسبت الفرساني مهارات عدة، في التعامل مع المعدات المختلفة، وبرامج الصور وتطبيقاتها المتباينة خاصة الفوتوشوب، والاستفادة من تجارب المصورين العالميين، ومهارات التدريب من خلال تنظيم الورش ورحلات التصوير، بجانب المهارات الشخصية التي تتمثل في الاستقلالية والبحث الدائم عن الإبداع

وتحرص الفرساني على تطوير مهاراتها في التصوير من خلال قراءة الكتب والمجلات المختصة، بالإضافة لحضور المعارض الفنية، سواء المختصة بالتصوير أو الرسم ومشاهدة الأفلام، كما تحرص على قراءة أعمال المصورين العالميين ومن سبقوها في المجال الفوتوغرافي.

وما يزال هناك الكثير من الأماكن التي تحلم فرساني بتصويرها، والتي خططت لزياراتها بمجرد انتهاء أزمة جائحة كوفيد-19 ومنها منغوليا، وغينيا، وإثيوبيا مرة أخرى لزيارة المزيد من القبائل، بالإضافة إلى أماكن مميزة في السودان.

وتتمنى الفرساني أن تكون إحدى الشخصيات في كتاب «أوائل العهد الملكي، نصوغ إنجازاتنا من ذهب»، وهو كتاب يستعرض الإنجازات التي حققها أبناء البحرين ويعكس الإنجازات المميزة في مختلف المحافل عبر المسيرة المباركة في العهد الملكي.