انفردت مدينة تعز جنوب غربي البلاد، يوم الخميس، بإحياء «يوم الأغنية اليمنية» من خلال مهرجان فني طربي أقيم على فترتين في الهواء الطلق بمشاركة وحضور المئات من سكان المدينة المشغوفين بالطرب اليمني الأصيل.
وأقرت الحكومة اليمنية عبر وزارة الإعلام والثقافة والسياحة منذ أيام اعتبار الأول من يوليو من كل عام يوماً للأغنية اليمنية، بهدف الحفاظ على الإرث الغنائي المتعدد الألوان في البلاد والتضامن مع مئات المُطربين المحليين الذين مُنعوا عن الغناء في صنعاء والمحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأطلق مكتب الثقافة في مدينة تعز على فعاليته الأولى في يوم الأغنية اليمنية «مقامات» لما يحمله المسمى من مدلول على صلة بالفن والموسيقى، حيث أطرب فنانون شباب الحضورَ بمجموعة متنوعة من الأغاني بالألوان الغنائية الصنعانية، والتهامية، والحضرمية، واللحجية.
وقال مدير مكتب الثقافة في تعز عبدالخالق سيف لـ«الرؤية»، إن تعز تدشن وتحتفي بيوم الأغنية اليمنية وتكاد تكون وحدها السباقة إلى هذا الاحتفاء الفريد للتضامن مع الفنانين في صنعاء الذين يواجهون الإقصاء.
وأضاف أن لليمن تاريخاً غنائياً يمتد لألفي عام وأن آلة العود أخذت من «القنبوس» اليمني، والقنبوس هو آلة غنائية تشبه العود لكنها صغيرة مقارنة به ولم تعد تستخدم في اليمن إلا نادراً لدى عشاق التراث التقليدي، بعد أن أصبح العود هو الآلة الموسيقية الأكثر انتشاراً في اليمن.
ولفت إلى أن تعز وهي المصنفة عاصمة للثقافة اليمنية حتى الآن، تقدم الألوان الغنائية لتؤكد أنها ستظل أيقونة ثقافية مستمرة في هذا العطاء وفي التضامن مع الفنانين، وتقدم رسالتها الثقافية الرائعة. مستطرداً «نغني للحياة، نغني للجمال، نغني للسلام نغني للفن، نغني اليوم الأغنية العريقة والخالدة».
وقال لـ«الرؤية» عبدالواسع الفاتكي الذي كان مشدوهاً وسط الحضور بالألوان الغنائية التي قدمت في الاحتفاء، إن الأغنية بالنسبة لليمنيين هي جزء من كيان اليمني، باعتبارها حاضرة في شتى شؤون الحياة؛ لافتاً إلى أن الأغنية اليمنية تتعرض اليوم لمحاولة السلب ولهذا حضر هو للاستمتاع بهذا الطرب الجامع للألوان الغنائية.
ويرى الفنان الغنائي جميل مهيوب، أنهم قدموا ما بوسعهم في إحياء يوم الأغنية اليمنية بإمكانات متواضعة مقارنة بإمكانات محافظات أخرى تخلفت عن إحياء هذه المناسبة الوليدة. مضيفاً «نحاول أن نحافظ على الأغنية، ونصدر الأغنية التاريخية ونجددها بقدر الاستطاعة».
وأضاف مهيوب لـ«الرؤية» أن اليمني مرتبط بشكل متجذر بالأغنية اليمنية، والأغنية لها ارتباط بأنشطة الناس، سواء بالزراعة أو غيرها، ولهذا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافة اليمنيين الشغوفين بتراثهم الغنائي.