لفتت مجموعة من الأطفال الأوكرانيين من كورال «ألوان الموسيقى» أنظار متابعيهم، عبر الأعمال الفنية العالمية التي قدموها. حيث انتشرت مقاطع حفلاتهم على يوتيوب لتحقق نجاحاً كبيراً وصلت أصداؤه إلى العديد من دول العالم. الأطفال الموهوبون أبهروا عشاق الموسيقى بمهارتهم في تقديم الموسيقى العالمية، بأداء احترافي بدون أخطاء أو تفاوت في طبقات الصوت.
يضم الكورال أطفالاً تم اختيارهم عبر انستغرام، وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي والمواهب المدرسية في أوكرانيا. وقدمت الفرقة 14 فناناً منذ بداية تأسيسها في عام 2006 على يد الموسيقي ألكساندر بيتريكوف ومعلمة الموسيقى والغناء إيلينا بيتريكوف، وعلى الرغم من تأكيد مؤسس الفرقة الرغبة في الاستفادة من ثراء الموسيقى العربية، إلا أن حاجز تعلم اللغات الأخرى، بما فيها العربية يبقى أبرز التحديات أمام أطفال الفرقة.. «الرؤية» التقت ألكساندر مؤسس الفرقة في هذا الحوار:
*متى بدأ كورال ألوان الموسيقى؟ ولماذا اخترتم هذا الاسم؟
تأسس الكورال في عام 2006 على يدي مع إيلينا. إذ أعمل موسيقياً ملحناً ومنسقاً، أما إيلينا فهي مدرسة غناء وموسيقى. وتم تسميته بهذا الاسم كون قوس قزح مكوناً من 7 ألوان، والكورال مكون من 7 فئات عمرية تقوم بالغناء.
ولدينا فئات عمرية لها ألوان خاصة تبدأ من عمر 4 حتى 16 عاماً، ولكل مجموعة لونها الخاص بالملابس المستمدة من ألوان قوس قزح.
*من صاحب فكرة الكورال؟
قبل تكوين الكورال كنا نقدم حفلات مع الأطفال بشكل منفصل، ولم نكن نجمعهم حسب التدرج العمري. وفي إحدى الحفلات قررنا أن ندمجهم معاً، وبالفعل حقق الحفل نجاحاً كبيراً. ولهذا قررنا أن نجمعهم في كورال واحد أطلقنا عليه اسم كورال ألوان الموسيقى.
*كيف يتم اختيار أفراد الكورال، وما هو عددهم؟
يتكون الكورال من 58 طفلاً تراوح أعمارهم بين 4 و16 عاماً. يتم اختيار الأطفال بهذا العمر لكي نعمل على صقل موهبتهم في سن مبكرة جداً، فنستطيع تنمية قدراتهم الموسيقية واكتشاف المواهب التي يتميزون بها.
ونبحث عن الأصوات الجميلة عبر موقع «إنستغرام أوكرانيا»، ونتواصل مع المدارس في أوكرانيا لترشيح الأطفال الموهوبين.
*كيف وصلتم بالكورال إلى الأداء الاحترافي الذي أبهر الجمهور؟
نحن نثق بأن النجاح الذي حققه أطفال الكورال هو نتيجة العمل الطويل والشاق مع كل طفل. إذ نتبع آلية تعليم الأطفال بشكل منفرد، ونخصص لكل طفل يوماً في الأسبوع لتدريب صوته، إضافة إلى تعليمه التجويد والتحكم في التنفس، وطرق استخدام طبقات الصوت ونطق اللغة الإنجليزية بطلاقة.
وكل هذه الجلسات تتم في الاستوديو الذي أسسته مع المعلمة إيلينا خصيصاً للأطفال.
*هل تخططون للقيام بجولات فنية حول العالم؟
نحلم بذلك لكننا لسنا منظمة تجارية وليس لنا رعاة، وعمل جولة مع الأطفال لتقديم حفلات حول العالم أمر مكلف مادياً.
*تقدمون أغنيات عالمية معروفة فكيف تغلبتم على مشكلة اللغة، وهل لديكم أغان خاصة بكم؟
نواجه مشكلة واحدة وهي كلمات الأغاني التي تكون باللغة الإنجليزية، لأن الأطفال يتحدثون اللغة الروسية والأوكرانية. لذلك قبل تعلم نص جديد باللغة الإنجليزية نتدرب على كل كلمة، ونقرأ الترجمة ونفهم معنى الكلمة ونتعلم نطقها بشكل صحيح. كما نسعى للحفاظ على التناغم الصحيح مع الإيقاع.
إنه أمر صعب لكنه مثير وممتع للغاية. تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأغاني أمر رائع. ولنا بعض الأغنيات الخاصة من كلماتي وألحاني.
*كيف يتم التعامل مع الأطفال مع تفاوت أعمارهم؟
عند البروفات يتم فصل السبع مجموعات عن بعضها، كي لا تحدث مشاغبات بينهم. ونعمل على تدريبهم في الأجزاء الخاصة بالمقاطع التي سيقدمونها في العروض والحفلات.
*كم تستغرق مدة تدريب الأطفال على الأغاني؟
إذا كان الأطفال من الجدد على الكورال، ولديهم أذن موسيقية، تستغرق مدة تدريبهم ليكونوا محترفين بين العام والعامين من العمل المكثف، لاكتساب خبرة وإتقان توظيف الإمكانات الصوتية.
*تدرب الأطفال بشكل فردي لكنهم يغنون جماعياً فكيف جعلتهم ينسون الفردية في سبيل العمل الجماعي؟
نقول للأطفال دائماً: نحن فريق وعائلة واحدة، وكلكم تستحقون وزنكم ذهباً. وأنتم أبطال.. لكل منكم دور مهم في الغناء.
لهذا ستلاحظون أنهم على المسرح جميعاً لديهم ابتسامة محبة لما يقدمونه معاً أمام الجمهور عبر الشاشة أو في الحفلات.
*ما هي أحلام الكورال الفنية؟
نحلم أن يصل صوت أطفال أوكرانيا ومواهبهم إلى كل دول العالم. ونطمح أن نقدم عروضاً ونقف على خشبة المسرح الكبير مع فرقة «كولد بلاي»، أو مع حفلات الدي جي آلان ووكر، ومع المغنية الأمريكية أفا ماكس.. نحن نعلم أن هذا صعب المنال، لكن الحلم هو كل ما نملك.
*هل لديكم في المستقبل القريب خطط للمشاركة في مهرجانات موسيقية عربية؟
بكل تأكيد نحلم بالغناء في مهرجانات الموسيقى العربية. ونتمنى بعد عودة الحياة لطبيعتها بانقضاء وباء كورونا، أن نسافر إلى العالم العربي، ونعرف جمهوره على كورال ألوان الموسيقى، وسنعمل على تقديم أغان عربية في حال تمكنا من تعليمها للأطفال.