السبت - 30 نوفمبر 2024
السبت - 30 نوفمبر 2024

«القصيدة في زمن الذكاء الاصطناعي» بـ«اتحاد كتَّاب الإمارات»

ناقش اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إشكالية إبداع الروبوتات في مجال الفن، في جلسة حوارية تحت عنوان «القصيدة في زمن الذكاء الاصطناعي»، شارك فيها الدكتور هيثم الحاج أستاذ النقد الأدبي الحديث في مصر، والدكتورة بديعة الهاشمي (أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد)، والشاعر عبدالله الهدية، وأدارتها الشاعرة شيخة الجابري.

وقالت الشاعرة شيخة الجابري، إننا اليوم في زمن الذكاء الاصطناعي ودول الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت روبوتات الذكاء الاصطناعي بالفعل في إنتاج أعمال إبداعية، منذ أعوام، منها القصائد الشعرية، واللوحات التشكيلية، والمقاطع الموسيقية، لكن السؤال الذي يبقى ماثلًا في أذهان متذوقي الفنون هو، هل يستحق نتاج الروبوتات لقب الفن لدى مقارنته بإبداعات فنية مذهلة أنتجها عباقرة الفنون في تاريخ البشرية؟ وهل يستطيع الروبوت أن يكتب القصيدة الشعرية؟

وأكد الدكتور هيثم الحاج أنَّ السؤال يتوقف على نوع القصيدة الذكية فالشعر قائم على أساس فكرة تجاوز الاستخدام اللغوي المعتاد، والشاعر قائم على فكرة المجاز، واستخدام اللفظ في مكان مختلف يجعل قصيدة الذكاء الاصطناعي صعبة؛ لأن الروبوت هو مجموعة القصائد الشعرية المخزنة التي يحاول أن يقوم بربط المتجانسات والألفاظ مع بعضها البعض، لكن لا يمكن أن يقوم بفكرة التجاوز اللفظي لأنها فكرة بشرية، فلذلك أجد أنَّ القصيدة الذكية ستكون صعبة، وإن وجدت ستكون في إطار محدود جداً وهي محاولة اللعب باللغة؛ لأن الروبوت يقوم على فكرة اللعب على الاحتمالات تجاوز الألفاظ.

وأوضح أنَّ الذكاء الاصطناعي يقوم بما نغذيه به من معلومات لكن لن يكون هناك إبداع مثل البشر، فالشعر قائم على الإبداع البشري، ومساحة الإبداع التي يقوم بها المبدع هي الإنشاء على غير مثال، أما الذكاء الاصطناعي فيعمل على النماذج الموجودة بالفعل وهنا فقدت القصيدة «الإبداع».

وأشارت الدكتورة بديعة الهاشمي، إلى أنَّ موضوع كتابة الروبوت للشعر حديث الساعة، موضحة أنَّه يجب علينا قبل طرح سؤال: هل يمكن للربوت أن يكتب شعراً؟ مراجعة مفاهيم نعتقد أننا نعرفها جيداً، وهي: ما الشعر؟ وما الحاسوب؟ وما الإبداع؟ وما الذكاء الاصطناعي؟.

وتابعت بأنَّه كانت هناك تجارب عالمية حول هذا النوع من الشعر الاصطناعي، وهذه التجارب تعتبر جزءاً من الإجابة عن سؤال: كيف يكتب الذكاء الاصطناعي الشعر؟ فقد طوَّر فريق من باحثي شركة مايكروسوفت وجامعة كيوتو ذكاء اصطناعياً لكتابة الشعر يكون قادراً على خداع خبراء الشعر على الإنترنت، ويعد هذا الإنجاز، وفقاً لورقة بحثية نشرت في موقع أرشيف، أحدث خطوة لتطوير ذكاء اصطناعي قادر على توليد نصوص بشرية واقعية.

وأكد أن الباحثين زوَّدوا الذكاء الاصطناعي بآلاف القصائد والتراكيب الشعرية لتدريبه على توليد صور شعرية تشبه الصور الموجودة في القصائد البشرية، إضافة إلى تزويده بكيفية الربط بين الصور والنصوص الشعرية وأنماطها والقوافي واللغات الأخرى، وطريقة ربط الألوان والصور بالمشاعر والاستعارات الشعرية، كما طوَّرت شركة «هيومن موت» الأمريكية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، تصميم روبوت لكتابة الشعر الاصطناعي، وأصدرت أول ديون شعري اصطناعي في 2019.

وذكرت أنَّ القصائد تشبه النصوص الشعرية البصرية، واستطاع أن يخدع مجموعة من الناس بأن من كتب هذه القصائد هم البشر، لأن الروبوت اليوم مزود بآلاف القصائد والأبيات الشعرية، وكيفية الربط بين الجمل والفقرات والتي يستخدمها الأديب البشري.

وقال الشاعر عبدالله الهدية، إنَّ الإنسان هو من يقوم بتغذية هذا الجهاز بكم هائل من القصائد والأبيات، لكن القصيدة ليست أبياتاً فقط لكنها روح ومشاعر، ومزاج كل شاعر في القصيدة يختلف عن القصيدة السابقة، فكل شاعر عندما يكتب قصيدة يكتبها بروحه وبمزاجه الفني، كما أن لغة الجسد عند إلقاء القصيدة تختلف من شخص لآخر وهنا سيفشل الروبوت؛ لأن الروبوت آلة وليس إنساناً يستطيع أن يكتب بمشاعر الإنسان.