السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

ريم الكمالي تبحر في عالم الأساطير والمعاناة الإنسانية في «تمثال دلما»

ريم الكمالي تبحر في عالم الأساطير والمعاناة الإنسانية في «تمثال دلما»

قالب روائي خيالي يعتمد عالم الأساطير والخرافات في ظاهره، ولكن في باطنه يعكس آمال وتطلعات طبقة البسطاء والمُعدمين، أحداث تسردها الكاتبة الإماراتية ريم الكمالي في رواياتها تمثال دلما.

وتدور أحداث العمل الأدبي حول شخصية البطل الذي يحاول أن يخلّص هذه الطبقة الاجتماعية من الظلم والفقر، ويمد إليها يد العون لإنقاذها مما هي فيه، فيجد ضالتها في شخصية نورتا، تلك الشخصية التي تمثلت فيها الكثير من خصال الخير تجاه المطحونين والإحساس بمعاناتهم.

غير أن البطل المتحوّل دوماً مع تبدل مراحل حياته، بانتقاله من غياهب الجهل إلى التعليم فالكهانة والنحت، ذا الموهبة الكبيرة، قد أصابه الكِبر والغرور لما علت مكانته، ليرى نفسه فوق الجميع، ويتحول إلى شخص آخر.

وعن رواياتها التي حصلت على جائزة معرض الشارقة الدولي للكتاب 2018 كأفضل كتاب إماراتي، قالت الكاتبة ريم الكمالي: إنني مغرمة بأدب الجزر، وكنت أبحث عن جزيرة تتسم بالحياة والطبيعة والبشر، والرواية تتضمن 3 محطات هي: جزيرة دلما، ودلمون (البحرين) أرض الخلود، وأورك (الوركاء) في جنوب العراق والتي لم أستطع الذهاب إليها.

تابعت: لكنها ذهبت إلى برلين لترى متحف أورك، أما دلما فأخذت وقتاً حتى تعرف السبيل للوصول إليها خاصة بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في الرواية، ووجدت سيدة مصرية تعيش في أبوظبي قد صممت موقعاً لجزيرة دلما وطريقة الوصول إليها وساعدتها هذه السيدة وذهبت معها إلى جبل الظنة، ثم ركبتا عبارة إلى موقع الجزيرة التي تتسم بطبيعة رائعة، وغروب مميز وشمس ساطعة، حجارتها كلسية وملونة.

وأوضحت أنها عندما ذهبت إلى هذه البقعة المكانية، أُجبرت على تغيير نصها الأدبي الذي كان أحد شخوصه نحاتاً، حينما تفاجأت بهشاشة الحجارة في الجزيرة، الأمر الذي يغاير فكرة النص، وسألت عن حجارة يمكن النحت عليها، حتى وجدت أعداداً قليلة منها وبأحجام كبيرة، وكانت تتسم باللون الرمادي ومع البحث اكتشفت العديد من الأشياء والحكايات في الجزيرة.

وأشارت الكمالي إلى أنها في «بداية الرواية وصفت الطريقة التي عثر بها نورتا البطل النحات على الحجر ليدحرجه قليلاً ويصل به إلى المعبد ليبدأ عمله في نحت التمثال، وكانت العين هي الأساس في نحت التمثال لما يمثله شكلها الدائري من فلسفة، فالأرض دائرية وبطن الأم الحامل دائري».

وعن الأسباب التي دفعتها للاعتماد على هذه الفكرة في رواياتها، قالت إنها «ابنة الساحل، وفي الإمارات العربية المتحدة جزر كثيرة فيها خيرات، وفي جزيرة دلما الكلسية لا الصخرية، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بالطائرة، حيث إنها تحاول من خلال سطور رواياتها البحث عن الإنسان لا الآثار، ورمزت إلى الصيرورة باسم «سيرارا».

وحرصت أن يكون النص هو أداتها للتعبير عن روح المنولوغ بحيث يعكس النص المكتوب بالخط الغامق حالة «المونولوغ»، والبطل «نورتا» شخص متمرد، نحت «سيرارا» كتمثال.

وأوضحت الكمالي أن «هناك تشابكاً أراد أن يفرض نفسه في المعبد، لذلك أرّقت عينا التمثال الفنان النحات البطل «نورتا»، لأنه لا يريدهما عاديتين، فجعل عيناً تنظر إلى المدى، وعيناً تنظر إليه، أي إلى الشخص العابد، والعين دائرية الشكل، وهي البصيرة، فالإنسان يعيش في دوائر مغلقة أو مفتوحة، كما أن القبور المكتشفة دائرية، إنها فلسفة الدائرة التي بلا نهاية».