الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

ناشرون: «غوغل» شريك في جريمة قرصنة الكتب

أحمد الشناوي

اتهم ناشرون مشاركون في فعاليات اليوم الثالث والأخير من الدورة العاشرة لمؤتمر الناشرين، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، محرك البحث الشهير غوغل بالمشاركة في عملية قرصنة الكتب، مؤكدين أنه يساعد المزورين على نشر كتبهم المقرصنة على محركه، كما أنه يعلم جيداً المواقع الرسمية والمزورة، منوهين بأن القرصنة تتم على الكتب المشهورة، والتي حققت نسبة مبيعات كبيرة.

وأكد مشاركون في جلسة «السرقة الأدبية للكتب (القرصنة): ما الذي يمكن فعله حيال هذه المشكلة؟»، أن هناك قوانين تحارب القرصنة لكنها ليست كافية لمواجهتها بعد أن باتت تمثل خطراً على المشهد الثقافي عامة، داعين إلى تعاضد جهود الدول لمحاربة هذه الظاهرة وفضح القائمين عليها.





أشكال القرصنة

واعتبر المؤسس والرئيس التنفيذي لدار الخيال لبنان عادل الزيني، القرصنة من المواضيع التي باتت تشغل حيزاً كبيراً من تفكير الناشرين، خاصة أن المقرصنين يفتكون بالناشر ويتسببون في تكبده خسائر مادية، بعد أن اعتدوا على حقوقه، مشيراً إلى أنهم يقدمون مرة أخرى كتباً لها حقوق نشر وبأسعار زهيدة، موضحاً أن بعضهم يعتقد خطأ أن دور النشر هي مطبعة فقط لكن ينسون أنها تتصدى للكثير من الأعمال الفنية والإبداعية قبل وصول الكتاب إلى الجمهور.

ولفت إلى أن للقرصنة أشكالاً كثيرة جداً، لكن الرائج لها هو أن يصور الشخص المقرصن نسخة الكتاب ويطبعها مرة أخرى، خاصة الكتب المشهورة والناجحة، حيث يقدم الناشر عشرات الكتب فقط قد ينجح منها كتاب أو كتابان، ومن ثم يأتي المقرصن لينسف كل هذه الجهود.

وأضاف الزيني أن هناك نوعاً آخر من القرصنة يقوم به ناشرون، ويتمثل في ترجمة ونشر كتب ناجحة، في الوقت الذي لا يمتلكون فيه حقوق طباعة أو تسويق ونشر، لكن النوع الأصعب من ذلك هو أن يلجأ ناشرون إلى الاستسهال، حيث يأخذون كتباً مشهورة، ويعيدون قولبتها مرة أخرى، وتغيير اسم الناشر واسم الكتاب وغلاف الكتاب واسم المترجم، ويطرحون هذه الكتب مرة أخرى.

واتهم الزيني محرك البحث الشهير «غوغل» بالمشاركة في عملية القرصنة، حيث جعل منها عملية سهلة، خاصة وأنه يعلم جيداً المواقع الرسمية والمزورة، لافتاً إلى أنهم أخطروا المحرك أكثر من مرة بهذه المشكلة، لكنه لم يتعامل معها بشكل جيد، ما ساهم في تسهيل عملية بيع الكتب المقرصنة وشجع على قرصنتها.



خطورة كبيرة

وأوضح مدير مطبعة جامعة كامبريدج في نيجيريا لورانس الأديسويي، أن في نيجيريا قوانين قوية ومحددة لهذا الأمر، لكنها ليست كافية لمواجهة القراصنة التي تمثل خطورة كبيرة على الناشرين وعلى الثقافة، مشيراً إلى أن دور النشر قد تضطر نتيجة انخفاض نسبة المبيعات إلى التراجع عن طباعة كتب جديدة، ما يؤثر على المجال الثقافي والإبداعي والفكري لدى المجتمع.

وأكد أن للكتب الإلكترونية حقوقاً للنشر وحقوقاً لصاحبها، خاصة عندما نجد الكثير من الكتب تباع بالمجان أو بمبالغ زهيدة على الكثير من المواقع غير الرسمية ومجهولة الهوية.

وأضاف أنهم يحاولون في هذا التوقيت التصدي لحملات القراصنة من خلال متابعة المواقع الإلكترونية التي تقوم على هذا الأمر ومن ثم يجري تبليغ السلطات المختصة؛ لاتخاذ الإجراءات الرسمية تجاهها.





فضح القراصنة

واعتبر مدير الجلسة ومؤسس شركة أفيسينا بارتنرشيب المحدودة، بيل كينيدي، القرصنة من الأمور الخطرة في الوقت الحالي؛ لأنها تؤثر على الإصدارات وعملية النشر حول العالم، كما أنها جريمة يعاقب عليها القانون، مؤكداً ضرورة فضح القراصنة، داعياً إلى ضرورة تعاون الدول لمحاربة القرصنة، خاصة أنها تؤثر على العملية الإبداعية.

وطالب كينيدي معارض الكتب على مستوى العالم بأن تتعاون للتصدي لأي كتاب مقرصن يوجد داخلها، حماية للمعرفة والكاتب والناشر وكل من يعمل في مجال النشر.