السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

الجزيرة الحمراء القديمة.. وجهة سياحية تفوح بعبق التراث في رأس الخيمة

تحظى الجزيرة الحمراء القديمة في رأس الخيمة باهتمام حكومة الإمارة لما تتمتع به المنطقة من مبانٍ ومعالم قديمة تم إنشاؤها في منتصف القرن العشرين، ولا تزال حاضرة إلى اليوم، حيث كان يمتهن سكانها الصيد وتجارة اللؤلؤ، إلى أن توجه سكان الجزيرة الحمراء إلى الحياة المدنية ولا يزال نمط الحياة القديم راسخاً في ذاكرة الأهالي.





وتحرص الجهات المعنية بالمواقع التراثية في رأس الخيمة على أن تكون الآثار الموجودة في منطقة الجزيرة الحمراء القديمة على وجه الخصوص ضمن أولويات اهتمامها للاستفادة منها، باعتبارها شاهداً على ترابط الأجيال حاضراً ومستقبلاً بماضي مجتمعهم، واستثمار المنطقة في الأغراض السياحية التي سيقصدها الناس من كل مكان ليستمتعوا بعبق الحياة التي عاشها الآباء قبل الطفرة الاقتصادية.





ويقول إبراهيم الزعابي أحد سكان المنطقة، تعد الجزيرة الحمراء القديمة فريدة من نوعها في رأس الخيمة حيث تحتوي المنطقة على جميع عناصر المدينة التراثية، بما في ذلك الحصن الخاص بالأغراض الدفاعية وسوق صغير والعديد من المساجد والمنازل القديمة والبيوت البسيطة، وكانت تشتهر المنطقة بمسمى «جزيرة الزعاب» لأن سكانها ينتمون إلى قبيلة الزعاب الذين اشتهروا بتجارة اللؤلؤ والصيد.





وأضاف الزعابي أن الجزيرة الحمراء تشهد بشكل مستمر توافد الزوار من مختلف مناطق العالم من شرق آسيا إلى أوروبا، يقصدون المنطقة للاطلاع على نمط الحياة قديماً قبل اكتشاف النفط، حيث يجذب السياح تصميم المنازل القديمة إذ كانت البيوت تختلف في أحجامها، إضافة إلى السوق القديم، كما يتوافد إلى المنطقة علماء الآثار حيث تنظم دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة زيارات للاطلاع على تاريخ المنطقة وجهود إعادة تأهيلها، من خلال مشروع الترميم الذي تنفذه الدائرة حالياً مع جهات أخرى.





بدوره، أشار سلطان العلكيم من أهالي الجزيرة الحمراء إلى أن المنازل القديمة في المنطقة تعد ملهمة للمهندسين في وقتنا الحاضر، حيث المباني التراثية المبنية من الحجارة المرجانية التي استخدمت على طول ساحل الخليج العربي، ولا يزال أكثر من 100 منزل مبنياً بالأسلوب التراثي، لافتاً إلى أن البيوت الكبيرة في المنطقة كانت تضم «البارجيل» حيث كان يقوم بمهمة المكيف في وقتنا الحاضر، فالبارجيل يدخل الهواء إلى داخل غرف البيت السفلية عبر قنوات عمودية وهو يعطي الهواء الطبيعي خلال فترة أشهر القيظ الحارة.





من جانبها، قالت مريم الزعابي، من أهالي المنطقة، إن منطقة الجزيرة الحمراء القديمة تشهد حركة نشطة طوال العام سواء من الأفواج السياحية أو علماء الآثار أو عمال الترميم، إضافة إلى عشاق التصوير حيث تعد شاهداً على أصالة وتاريخ المنطقة، فتستقبل المنطقة بشكل متكرر في عطلة نهاية الأسبوع المصورين الذين يجذبهم نمط المنازل القديمة والقلاع والسوق الشعبي في المنطقة، حيث شهدت تصوير العديد من المسلسلات والأفلام لتوفر كافة العوامل التي يحتاجها أي عمل تلفزيوني أو سينمائي.