استضاف أمس الأربعاء اتحاد كتاب الإمارات محاضرة بعنوان «قراءات في أدب الشباب» شارك فيها كل من الدكتور هيثم الخواجة والدكتورة بديعة الهاشمي وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، بحضور الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات الدكتور محمد حمدان بن جرش.
وأشار النقاد المشاركون في تقييم قصص 8 كتاب شباب ناشئين إلى أبرز الأخطاء التي اقترفوها ممثلة في اعتمادهم على اللغة التقريرية المباشرة والأخطاء اللغوية التي أثرت سلباً على فكرة النصوص.
واستهل الناقد هيثم الخواجة نقده لقصة «ريم الكعبي» بعنوان «بيضاء كالورق»، قائلاً: القصة تدور حول فكرة الرضا وقبول الذات إذ تؤكد الفتاة قائلة شكراً والدي لأنك جعلتني أحب ذاتي، وتتساءل عن لون جلدها الملون، لكنه يؤكد عليها أن المضمون هو الأهم.
وأضاف «موضوع القصة مهم جداً فقد استطاعت الكعبي أن تعالج الفكرة عبر فنيات أدبية متماسكة، لكن ينبغي أن أنوه إلى نقطة في أدب الشباب المحلي لا يوجد أدب كامل حتى نجيب محفوظ والمتنبي كانت لديهم نواقص ومثالب، عندما نتحدث عن بعض الملاحظات لا يعني أن القصة أو الكاتب غير جيد ولكن الهدف أن ندفع بها إلى الأمام».
وتابع «الكاتبة حاولت أن تمسك بناصية لكن كان ينبغي تعميق موقف الفتاة عبر المنولوج الداخلي، فالصراع في القصة لم يأخذنا إلى مساحات أوسع، ونوه إلى الأخطاء النحوية التي وقعت فيها الكاتبة».
فيما تطرقت د. بديعة الهاشمي لأهمية الفكرة التي تطرحها ريم حول تقبل الذات ولاسيما للشباب والناشئة، حيث وجه الأب الفتاة للقراءة لتهتم بذاتها وتغذي نفسها بتطوير الجوهر الداخلي.
وتابعت «النص ينقصه الكثير فهو أقرب لخاطرة، حتى إن النهاية جاءت بشكل مفاجئ، وفيها شيء من التكلف، أما على مستوى اللغة فهناك أخطاء كثيرة لذلك نصحتها بالقراءة».
إلى ذلك، انتقل الناقد هيثم الخواجة لقصة الكاتبة روضة الكعبي مؤكداً أنها تمتلك موهبة كتابة الرواية وليس القصة حيث اتسمت بالتوسع والانتقالات والخلط ما بين الواقعية والفنية، وطلب منها إعادة النظر في كتابة القصة بحيث تصبح مقنعة عبر الانحياز إلى الواقعية الفنية، والتخلص من الحشو والابتعاد عن الوعظ والنصح».
نبهت الدكتورة بديعة إلى حداثة عمر روضة الكعبي فهي تدرس في الصف العاشر متسائلة عن أسباب الدموية والدراما المبالغ فيها، مؤكدة أن القصة عبارة عن سوالف تم سردها عبر اللهجة العامية وذلك بدا واضحاً من خلال تركيب الجمل العامية.
أما قصة عائشة العبدولي «لعيون شمة» فذكرت د. بديعة الهاشمي أن اختيار عتبة النص «العنوان» ينبغي أن يكون دقيقاً وليس ارتجالياً، أما القصة منذ بدايتها فمن السهل للقارئ أن يتوقع خاتمتها، كما أن الكاتبة وقعت في فخ الإطالة الممل للتفاصيل غير المبررة، كما أن اللغة تقريرية مباشرة وليس إبداعية.
أما الناقد هيثم الخواجة فعقب على قصة تغريد البشر بعنوان «ذكريات وحنين» ذاكراً أن الكاتبة لديها إمكانيات عالية في وصف الزمان والمكان، لكن ينبغي الوقوف عند بعض النقاط المهمة، على الرغم من كونها مشروع كاتبة ممتازة إلا أنها خلطت ما بين القصة والرواية فضلاً عن الأخطاء اللغوية.
ونوه إلى الفكرة المهمة للمقارنة ما بين «المدينة» و«الريف» التي طرحتها المؤلفة.
أما بالنسبة للكاتبة لما السعدي وقصتها «بسطة البطيخ» فذكرت د. بديعة أن المؤلفة كتبت نصها وهي متأثرة جداً بفن المقامة عبر السجع والاهتمام بخواتيم الجمل، وهي مؤشرات تضيف للقصة الكثير ما يعزز مكانتها لتكون صالحة للأطفال.
وتضيف «القصة في مضمونها تضم معاني نبيلة، لكن ينبغي تنظيم فقرات القصة، فضلاً عن توظيف علامات الترقيم، وأهمية استخدام المنطق في الكتابة لإقناع القارئ».
فيما يتصل بقصة مريم الرميثي «على حافة الفجر» ذكر هيثم الخواجة أن السرد الأفقي أدخل القصة في الرتابة والملل لأنه خلا من الدراما والمفاجأة.
ونصح الرميثي إلى التنبه للأخطاء اللغوية وتجنب التوغل في سرد التفاصيل المملة، وعلى الرغم من العنوان القوي إلا أن الأخطاء اللغوية اثرت سلباً على النص.
وبالنسبة للكاتب أحمد النعيمي ذكر الناقد هيثم الخواجة أنه لا يجوز تحديد ملاحظات معينة للقارئ فالقصة ينبغي أن يفهمها المتلقي كما يريد من خلال الأحداث بعيداً عن المباشرة، معتبراً القصة مبتورة.
وتحدث أول قاص إماراتي عبدالله صقر من خلال تجربته الأدبية أن القصة هي عبارة عن فكرة جريئة يتم صياغتها بأسلوب لغوي مميز، ناصحاً الشباب بالقراءة والتعمق في فهم النفس البشرية والابتعاد عن اللغة التقريرية المباشرة.