الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

عوض الدرمكي: هجمة تستهدف الشباب العربي بإسقاط مفهوم «القدوة»

عوض الدرمكي: هجمة تستهدف الشباب العربي بإسقاط مفهوم «القدوة»

عوض الدرمكي

يمتلك الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي حضوراً مؤثراً في ساحة الشعر النبطي محلياً وخليجياً، كان بالنسبة له مدخلاً لولوج عالم الإعلام، من باب منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما يوتيوب، الذي قدم من خلاله دورتين مختلفين لبرنامج «بصمات»، فيما يستعد الآن لإطلالة جديدة عبر جزئه الثالث.

ويخلع الدرمكي رداء الشاعر في برنامجه، ليغوص بأدوات الباحث والمثقف في أعماق التاريخ العربي والإسلامي، منطلقاً من قيمة تؤمن بأهمية قراءة التاريخ من أجل إبصار أكثر دقة للواقع والمستقبل.

وأكد في حواره مع «الرؤية» أن الجزء الجديد من «بصمات» الذي حصد بإحدى حلقاته جائزة العويس الثقافية في دورتها الأخيرة لأفضل فيديو توعوي، سيركز على تقديم القدوة والنموذج الملهم للشباب، من أجل حمايتهم مما يتربص بهم، داعياً كل المؤثرين والكتّاب إلى العمل معه في هذا الموضوع الذي يستحق جهداً كبيراً.


وحذر من وجود هجمة كبيرة تحاول إسقاط القدوات من شخصيات في تاريخنا الإسلامي من عيون الشباب، مشيراً إلى أنه بعدم وجود قدوة جيدة ستكون هناك ما تشبه حالة الفراغ التي ستسمح بوجود قدوات سيئة ونماذج لا نرضى أبداً للأجيال القادمة أن تقتدي بها.


• في البداية كيف ترى حصولك على جائزة العويس الثقافية لهذا العام؟

- الحقيقة أنني عندما شرعت في تقديم برنامج «بصمات»، لم أكن أفكر على الإطلاق في أن أتقدم به لأي جوائز، وكنت أنظر دائماً إلى أن الجائزة الكبرى تكمن في تقدير الناس وتفاعل الجمهور مع محتوى الحلقات، ولقد جاء احتفاء الناس بالعمل ليدفع اللجنة المسؤولة عن جائزة العويس هذا العام إلى التفكير في ضمه للأعمال الفائزة بهذه الجائزة المرموقة، وبكل تأكيد أشكرهم على ذلك من كل قلبي، وأعتبره إنجازاً يثلج الصدر، وأحد المؤشرات المهمة في تقدير ما يجري تقديمه من جهد، وأتمنى أن أكون عن حسن ظن الجمهور والقائمين على الجائزة في كل ما أقدم.

• كيف جاءت فكرة الإعداد لـ«بصمات»؟ ولماذا اخترت مجال التاريخ ليكون موضوع الحلقات؟

- أنا متخصص في مجال بعيد كل البعد عن التاريخ، فمجال دراستي هو إدارة الأعمال، والماجستير الخاص بي في executive leadership، ولكنني أهوى التاريخ منذ نعومة أظفاري، وكنت أقرأ أحياناً روايات متضاربة للعديد من المؤرخين، وأرى أن قراءات التاريخ الحالية لأغلب المؤرخين المعاصرين تحاول أن تصل بالمتلقي للاقتناع بما يخدم أجندات خاصة بهم، وحاولت بقدر الإمكان أن أكون موضوعياً، وألا أضع ألواناً وردية على الماضي، وذلك من خلال التركيز على ثلاثة محاور بواقع محور لكل حلقة إما كياناً أو شخصية أو حدثاً أسهم في وضع بصمة في تاريخنا العربي الإسلامي، والوقوف عند أسباب نجاحها أو عوامل الإخفاق وكيف بالإمكان الاستفادة من تلك الدروس مع ربطها بأساسيات التخطيط الاستراتيجي الحديث وعلم الاجتماع.

• وكيف تروي التاريخ من خلال بحثك وقراءتك له؟

- تاريخنا العربي به صفحات مضيئة كثيرة، وأيضاً هناك بعض السقطات التي ينبغي أن نبرزها ونتحدث عن أسبابها، إذا أرادت هذه الأمة أن تتقدم وأن يكون لها حضور قوي في المستقبل، ولكن إذا ظللنا نبحث عن النقاط الإيجابية فقط فسنخدع أنفسنا، لأننا لا ننظر للطرف الآخر من المعادلة.

• كم من الوقت استغرق الإعداد لتلك الحلقة؟

- بأمانة بدأت فيها منذ عيد الفطر الماضي، أي ما يقرب من عام، فأنا من الأشخاص الذين لا يفضلون أن يعد لهم أحد برامجهم، وأن يقتصر دوري على كوني مذيعاً فقط، فعندما أؤمن بالفكرة والمعلومة وأبحث عنها فعلياً أستطيع طرحها بثقة نابعة من نتاج بحثي وجهدي في توثيقها من مصادرها على أكمل وجه متاح، والمادة التاريخية ليست سهلة، كذلك ربطها بالوقائع المعاصرة يحتاج إلى سعة بال واستقاءات كثيرة.

• ما الخطوة التالية بعد ردود الأفعال الإيجابية على البرنامج؟

- سيكون هناك برنامج «بصمات 3»، وأجري الإعداد له، حيث تابعت ردود الأفعال والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي وحاولت قراءته، إذ كانت هناك مطالبات ومقترحات في العديد من الموضوعات التي يرغب المشاهدون في مناقشتها من خلال البرنامج، ومنها موضوع «القدوة»، وحالياً هناك هجمة كبيرة تحاول إسقاط القدوة من شخصيات في تاريخنا الإسلامي، وهذا في تقديري خطر كبير، فإذا لم نقتدِ بهذه الشخصيات فمن سيكون قدوة شبابنا؟ مايكل جاكسون أم جاستن بيبر؟!! لا بد من وقفة حاسمة مع هذا الأمر، فعندما لا تكون هناك قدوة جيدة فسيكون هناك ما يشبه حالة الفراغ التي ستسمح بوجود قدوة سيئة ونماذج لا نرضى أبداً للأجيال القادمة أن تقتدي بها، لذلك هذا مشروعي المقبل.

• هل ترى أن الشباب العربي مستهدف بهذه الطريقة؟

- بكل تأكيد.. فعماد أي أمة هم شبابها، إن صلحوا صلحت، وإن فسدوا فسدت، وبالتالي من يتربص بنا لا بد أن يكون الشباب في مرمى تصويبه، لذا لا بد أن يكون لنا دور وجهد كبير لحمايته بأفكارنا وما نقدمه من نماذج إيجابية له يتخذها قدوة، وما أكثرها في تاريخنا وحاضرنا العربي والإسلامي، وأنا كشخص واحد أعمل من خلال برنامجي على هذا وأتمنى أن تكون هناك جهود أكثر من الجميع لأن الموضوع يستحق.