الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

شعراء وكتاب يكسرون الإطلالة النمطية بنصائح «بيرسونال شوبر»

مروة السنهوري ـ الشارقة

لم يعد بريق الطلة وأناقة سجادات المهرجانات الحمراء مقتصراً على نجوم السينما والدراما والمشاهير بالمفهوم التقليدي، حيث جذب مفهوم «المبدع النجم» العديد من الكتاب والشعراء الذين تألقوا بإطلالاتهم، سواء في الملتقيات والمهرجانات الأدبية أو عبر شاشات الفضائيات ووسائط منصات التواصل.

ودفعت الصرعة الحديثة، العديد منهم إلى الاستعانة بخبير تسوق شخصي يختار الأزياء المناسبة ويعقد جلسات تصوير احترافية، وذلك بحجة مجاراة عصر سوشيال ميديا والتسويق لمنتجهم الإبداعي.

وغيّر خبير التسوق الشخصي أو ما يطلق عليه «بيرسونال شوبر»، الصورة النمطية التي ما زالت راسخة لدى البعض وحصرت هيئة المبدعين في الشعر واللحى الطويلة وارتداء ملابس رثة، نظراً لانشغالهم بالهم الإنساني عن الاهتمام بالمظهر الخارجي.

وعزا مثقفون هذا التحول إلى تبدل الثقافة العامة للمجتمع وبروز الثقافة الاستهلاكية، وانتشار سوشيال ميديا الذي دفعهم إلى مجاراة أدواته وأولها الإطلالة الجاذبة.

وأرجع فنانون الاهتمام بالمظهر واللجوء إلى الفوتوسيشن، إلى شعورهم بالظلم، فعلى الرغم من أن الكتاب والشعراء حجر الزاوية الأساسي لنص الفيلم والكلمة المكتوبة للأغنية إلا أنهم لا يحظون بأي اهتمام أسوة بالفنانين أو الممثلين، لذلك لجأ بعضهم إلى ذلك ترويجاً لمنتجه الإبداعي.



إبداع مزيف

لا يمانع الشاعر حمد اليحيائي في الاستعانة بـ «بيرسونال شوبر» ليهتم بمظهره من الألف إلى الياء ويساعده على اختيار الأنسب له ليكون مواكباً الموضة عبر لمسات خاصة.

ويؤكد اليحيائي أن الثقافة العامة للمجتمع تبدلت على ضوء المتغيرات التي نشهدها، لذلك خرج المثقف من برجه العاجي إلى آفاق أوسع من الابتكار التسويقي، منوهاً بأنه لا ضير من الاهتمام بالمظهر الخارجي طالما أن ذلك لا يبعد الكاتب عن التفكير في تجويد مضمونه.

وحملت الشاعرة النبطية «بنت الشوامس»، سوشيال ميديا مسؤولية تبني بعض المثقفين ممارسات تشبه تلك التي يمارسها مشاهير الفاشونيست، مؤكدة أن هذا الأمر أسهم في بروز «المستشعرين» أي الشعراء المزيفين، حيث توافرت لديهم منصة للانتشار الجماهيري دون بذل أي جهد يذكر.

وترفض الشوامس اللجوء إلى بعض الأساليب التي يعتبرها البعض مجاراة للعصر مثل تنفيذ جلسة «فوتوسيشن»، مؤكدة أن العمل الجيد يفرض نفسه على الجمهور ولا يحتاج إلى مثل هذه الأساليب الترويجية.



إبراز الإبداع

وعزت المصورة المتخصصة في التقاط صور للكتاب عبير كزبور إلى البحث عن الشهرة، حيث يلجأ كتاب وشعراء إلى المبالغة في المظهر نتيجة شعورهم بالظلم لعدم تسليط الضوء على إبداعاتهم، حيث تذهب الأضواء للمطرب أو الممثل رغم أنهما حجر زاوية نجاح الفيلم والأغنية.

وتعمل كزبور عبر جلسة «فوتوسيشن» لتصوير المؤلفين مع كتبهم الجديدة عبر اختيار عبارات وجمل تتماشى مع شكل الصور التي يجري التقاطها.



ولا تستنكر مصممة الأزياء الإماراتية مريم الشيباني استعانة المبدعين بمن يتولى تنسيق ظهورهم، مؤكدة أن على المثقف أن يبرز إبداعاته بشتى الطرق، مشيرة إلى أنه وعلى سبيل المثال لا يمكن أن تكتمل كلمة الشاعر من دون أن يساندها مظهر جيد.



ولفتت إلى أننا نعيش في عالم طغت عليه الصبغة الاستهلاكية وأصبح للمظهر تأثير كبير في المحيط الخارجي، سواء في العمل أو الحياة، حيث يعكس شخصية المرء وطبيعته ومكانته الاجتماعية.أكدت ابتهال كنزي خبيرة التجميل أن الاستعانة بخبير التسوق الشخصي لم تقتصر فقط على الكتّاب والمثقفين، بل امتدت إلى مديري الشركات الكبرى.

ونوهت بأنه على الرغم من أن الفكرة غريبة، لكنها برزت بوضوح، نتيجة تسارع إيقاع الحياة وعدم قدرة بعض المبدعين لا سيما المبدعات منهم على ملاحقة آخر أخبار الموضة والأزياء.

وذكرت أن محال بيع ملابس توظف «بيرسونال شوبر» يركز على تغيير المظهر الخارجي للزبون مقابل 500 درهم في الساعة الواحدة.