الاثنين - 06 يناير 2025
الاثنين - 06 يناير 2025

حديقة آثار هيلي بالعين .. التاريخ في حضرة الطبيعة الخلابة

في حضرة التاريخ يقف الزائر لحديقة آثار هيلي بمدينة العين، لكي يتنسم عبير حضارات تليدة امتدت لآلاف السنين، يتوسطها أعداد كبيرة من النخيل الذي يمتد على مدّ البصر، وتزينه زهور مختلفة الألوان والأشكال ونوافير المياه التي تطرب الآذان بهديرها.

وتقع الحديقة على بُعد نحو اثني عشر كيلومتراً، تقريباً، في الجهة الشمالية من مدينة العين، وتتألف بشكل رئيس من حديقة تضم نباتات وأشجاراً باسقة ونوافير مياه منعشة ومنطقة أطفال صغيرة عن بقايا تجمع بشري خلال العصر البرونزي، والذي بدأ نحو عام 2500 وحتى عام 2000 قبل الميلاد، تقريباً.

واكتشف الخبراء بقايا لمستوطنات ومقابر تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث يضم الموقع بقايا منطقة تجمع بشري من العصر البرونزي (2000 ـ 2500 قبل الميلاد) تم حفرها وترميمها عام 1995، كما تعد مصدراً لأبرز الاكتشافات الأثرية في المنطقة.


وأوضح الآثاري محمد خليفة في دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي أن مدفن هيلي الكبير يعود إلى العصر البرونزي (3000 عام إلى 1300)، وتحديداً إلى حقبة أم النار، التي بدأت في الفترة من 2700 إلى 2000 قبل الميلاد، وأعيد بناؤه وفق مخططه الأصلي باعتباره أضخم النصب الأثرية في الإمارات، من حيث حجم الأحجار التي استعملت في بنائه، ويبلغ قطره 12 متراً، ويزيد ارتفاعه على أربعة أمتار.


وأشار خليفة إلى أن النقوش الزخرفية، والتي يزيد عمرها على أربعة آلاف سنة على المدخلين الشمالي والجنوبي أكثر ما يميز هذا المدفن، وتجسد رسوماً لحيوانات وبشر، ومن أبرز تلك النقوش التي أصبحت اليوم شعاراً لمدينة العين، رسوم لغزلان المها عند المدخل الجنوبي للمدفن، لافتاً إلى أن هذه النقوش تؤكد أن الغزلان من الحيوانات الأصيلة في الجزيرة العربية. وذكر خبير الآثار أنه وعلى الرغم من أن الحفريات أظهرت تعرّض الموقع لدمار كبير في الماضي، لكن اكتشفت قبور أخرى تعود إلى الفترة ذاتها، وكانت تضم عدداً كبيراً من الموتى، مشيراً إلى أن الموتى كانوا يتخذون شكل القرفصاء وإلى جوارهم كانت توضع حاجاتهم، لافتاً إلى أن استعمال المدفن الواحد كان يستمر لقرن أو أكثر.من جانبه، قال عمر الكعبي باحث المباني التاريخية في دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي، إنه جرى اكتشاف هذه الحديقة عام 1959 في جزيرة أم النار، من قبل بعثة آثار دنماركية.

وأشار إلى أن حضارة أم النار التي يرجع إليها مدفن هيلي الكبير، تتكون من عدد من المستوطنات السكنية، التي لا تزال معالمها ظاهرة على سطح الأرض، وجرى تنقيب بعضها، إضافة إلى عدد من المقابر المرتبطة بالمجتمعات القديمة، التي عاشت في تلك الحقبة الزمنية، والتي امتدت إلى سبعة قرون قبل الميلاد.• هيلي 1 .. برج يقع في الجزء الشمالي من الحديقة واكتشف في ستينات القرن الماضي.

• هيلي 2 .. قرية صغيرة في الجزء الشمالي من الحديقة ترجع للعصر الحديدي، وتتكون من 10 منازل مبنية بالطوب اللبن.

• هيلي 8 .. برج دائري مبني من الطوب اللبن، يقع في الركن الجنوبي الغربي من الحديقة، يرجع إلى وقت متأخر من 3000 قبل الميلاد وحتى 1600 قبل الميلاد.

• هيلي 15 .. نظام فلج الري في الجزء الشمالي من الحديقة، ويرجع للعصر الحديدي واكتشف في عام 1983.

• مقبرة أ .. يشار إليها بالمدفن الكبير أو مقبرة هيلي الكبرى، بُنيت ما بين عامي 2300 و2000 قبل الميلاد، ورُممت في 2005.

• مقبرة ب .. قبر محفور بيضاوي الشكل يحتوي على رفات أكثر من 600 جثمان وبضائع جنائزية ترجع إلى نهاية عام 3000 قبل الميلاد.