الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

مسجد الشيخ خليفة في العين .. تحفة معمارية تتألق بجمـــــاليات الخط الـــعربي

يعتبر مسجد الشيخ خليفة بن زايد في مدينة العين تحفة معمارية فريدة، تزدان بخطوط عربية متنوعة، تفيض منها أنوار وتجليات الآيات القرآنية التي خطها الفنان التشكيلي الإماراتي محمد مندي.

ويقع المسجد وسط مدينة العين، ويعد من المعالم الدينية والحضارية المهمة في الدولة، ومن المتوقع افتتاحه في الفترة القريبة المقبلة، وتكتسي جدرانه الداخلية والخارجية وقبته الرئيسة بتصاميم ونقوش إسلامية متفردة وزخارف بهية تعانق شموخ المآذن الأربعة.

واعتمدت قبة المسجد في تشكيلها على لوحات قرآنية متداخلة نسجت من خط الثلث العربي بحروف بارزة تظهر رونق الخط العربي وجمالياته، وبذلك لم تعد تلك اللوحات نقوشاً وزخارف تزين سطح القبة وحسب، بل تحولت إلى مكون أساسي وعنصر تكامل في نسيج القبة المعماري.


إبداع


وقال الخطاط والفنان التشكيلي محمد مندي، الذي تولى مسؤولية كتابة خطوط المسجد الداخلية والخارجية، أن المسجد بعد اكتماله سيصبح الأكبر في مدينة العين والأجمل معمارياً بين مساجد العالم، باعتباره تحفة معمارية بديعة.

وأوضح أنه اعتمد في كتابة الآيات القرآنية على خط الثلث، لأنه الأكثر جمالاً وقوة، والوحيد الذي يتيح للكلمات أن تكتب فوق بعضها البعض وتكون واضحة ومقروءة، ما يجعل المكان يتسع لكتابة كلمات كثيرة في مساحة صغيرة.

خط الثلث الدائري

وأشار مندي إلى أنه جرت مناقشة العديد من المقترحات قبل اختيار الخط الثلث الدائري لنقوش قبة المسجد الخارجية، مبيناً أنه نفس الخط الذي يستخدم للكتابة على كسوة الكعبة المشرفة وأرجاء المسجد النبوي.

وذكر أنه كتب على قبة المسجد من الخارج آية قرآنية دائرية، فيما كتب الشهادتين على المئذنة من الخارج بالخط الكوفي الهندسي.

طرق كتابة مبتكرة

وحول أسس اختيار الخط لزخرفة المساجد، أكد الخطاط الإماراتي أنه في حالة ما إذا كان المسجد صغيراً لا يلتفت المصلون والزائرون إلى الخطوط، ولكن في المساجد الكبرى تكون الخطوط كبيرة وواضحة، لذلك ينصب الاهتمام بشكل كبير على نوعية الخط.

ولفت إلى أنه اختار طريقة مبتكرة لكتابة أسماء الله الحسنى واستغرق منه الاختيار ثلاثة أشهر، بينما تجاوزت مدة التنفيذ السبعة أشهر.

صرح فريد

وتوقع محمد مندي أن يكون مسجد الشيخ خليفة بن زايد في العين من أبرز الصروح المعمارية ذات الطابع الإسلامي المميز على مستوى العالم، من حيث تعبيره عن روح العمارة الإسلامية وتراثها الفني الفريد، ودلالاته الرمزية لثقافة الدولة وموروثاتها الحضارية.

256 ألف متر

يذكر أن المسجد يشغل مساحة 256 ألفاً و680 متراً مربعاً، بينما تبلغ المساحة المشيد عليها 15 ألفاً و684 متراً مربعاً، ويتألف من الحرم الرئيس للمسجد (القبة) ومساحته أربعة آلاف و417 متراً مربعاً، إلى جانب أربع مآذن بارتفاع 75 متراً للواحدة منها، مستمدة من طراز مآذن الجامع الكبير في سامراء، فضلاً عن رواق صمم على الطراز الأموي الأندلسي يربط مكونات المشروع المختلفة ويؤطر الصحن.

20 ألف مصل

ويتسع المسجد لـ 20 ألفاً وأربعمائة وستين مصلياً، منهم خمسة آلاف ومئتان داخل الحرم الرئيس للمسجد، و1200 مصلٍ في الفضاءات الداخلية المغطاة، إلى جانب 14 ألف مصلٍ في الساحات الخارجية المفتوحة.

القبة الأكبر محلياً

وتعد قبة المسجد الأكبر من حيث الحجم على مستوى مساجد دولة الإمارات، إذ يبلغ قطرها الخارجي 86 متراً، وقطرها الداخلي 75 متراً، وارتفاعها من الداخل 29 متراً، وتغطي الحرم من دون أعمدة داخلية.

طراز عريق

يحاكي تصميم قبة المسجد الطراز الأموي بشقيه الشامي كقبة الصخرة، والشمال أفريقي والأندلسي كالمسجد الكبير في تلمسان بالجزائر.

وروعي في التصميم التخطيط الهندسي والتنظيم الرياضي للفن الإسلامي القائم على ترابط العلاقات المجردة، التي تستند إلى المربع كشكل أساسي للتناسق والتناسب، بهدف تحقيق علاقات متوازنة ومتكاملة بين أجزائه المترابطة للتعبير عن البساطة والاستقرار، اللذان هما من سمات الدين الإسلامي الحنيف.