وصفت الشابة الإماراتية حور الخاجة، مساعد نائب الرئيس للعمليات الدولية في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، العمل في قطاع السياحة، بالجاذب للكوادر المحلية، مشيرة إلى أن أكثر ما يميز العمل في هذا القطاع هو أنه يكسب الموظف خبرة كبيرة في وقت قصير.
وأكدت حور في حوارها مع «الرؤية»، أن الإمارات أثبتت قدرتها الكبيرة على مواجهة كافة التحديات التي فرضتها الجائحة، حيث أطلقت عدداً من المبادرات التي مكنتها من الحفاظ على مكانتها العالمية باعتبارها وجهة رائدة ومفضلة لدى ملايين الزوار.
وشددت على أن دبي تخطو خطوات متسارعة في مجال استهداف أسواق سياحية جديدة، مشيرة إلى أن لدى الدائرة فريق عمل مهمته الأساسية تفقد جميع المواقع ومحركات البحث التي يستخدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك متابعة الأنشطة الأكثر طلباً لدى شرائح وفئات رواد هذه المواقع، مشيرة إلى أن مهمة هذا الفريق تتمثل في التدخل في الوقت المناسب عبر عرض كلمات مفتاحية جاذبة لتعزيز الفضول لدى الباحثين عن تجارب وخيارات سياحية جديدة وفريدة لزيارة دبي.
أكدت في حوارها مع «الرؤية» على فخرها بالعمل بدائرة حكومية تلعب دوراً هاماً بالترويج للسياحة في دبي، من خلال تواصلها وتوليها إدارة العلاقات مع وكالات السفر والتجارة العالمية، لافتةً إلى أن الإمارات منحت المرأة والشباب دعماً كبيراً، والذي جعلها تصل لمنصبها الوظيفي اليوم.
بدأت العمل مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي منذ 2013، كيف تصفين هذه التجربة؟ وهل يعتبر العمل في هذا القطاع جاذباً للشباب الإماراتي؟
بدايةً، أود أن أشير إلى أن العمل ضمن أي قطاع أو مجال لا بد أن يواجه فيه الإنسان بعض التحديات والصعوبات، لكن عليه أن يجد لنفسه طريقاً ومنهجاً للتعامل معها لتجاوزها، ليتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة من الوظيفة التي يشغلها.
في كثير من الأحيان، نقترح الأفكار التي تدعم مشروعاتنا وأفكارنا لتأديتها والتي تجد لدى الإدارة العليا القبول والتوجيه والدعم لإدارة العمل لأن لديهم الخبرة والدراية الكافية بالتجارب المماثلة، حيث أذكر أنني اقترحت في عام 2016 على الإدارة العليا تبنّي نظام 360 لإدارة الأسواق التي نشرف عليها، وذلك من خلال تشكيل فريق عمل من كافة الإدارات المعنية، يكون مسؤولاً عن كافة العمليات التسويقية للأسواق المعنية، ويختص بتوفير نظرة ورؤية شاملة للمعلومات المحدثة عن دبي.
ويعتبر نظام 360 لإدارة المشاريع من أكفأ الأنظمة التي لمسنا فعاليتها في إدارة المشاريع خاصة التسويقية، حيث يُعد دليلاً ومرجعاً يوثق كافة البيانات الشاملة للوجهة المقصودة، وأعني هنا بالتأكيد التسويق لدبي بأفضل ما يمكن تقديمه للباحثين عن التميز والتفرد والتجارب الرائعة.
كما أود أن أشير إلى أن العمل ضمن القطاع السياحي جاذب للكوادر المواطنة، حيث يكسب الموظف خبرة كبيرة، في وقت قصير خاصة، وأن الدائرة تهيئ لموظفيها البيئة الملائمة وتركز على الإمكانيات والمهارات ونقاط القوة لديهم، وتساعدهم في توظيفها وتطويرها بالصورة الأمثل، الأمر الذي يمنح الموظف الفرصة الملائمة والدور الوظيفي الذي يستحقه، لذلك أجد نفسي جزءاً مهماً من هذا القطاع المهم لدبي واقتصادها.
وهنا أتوجه بالشكر الجزيل للإدارة العليا في الدائرة لدعمها المتواصل لجميع موظفيها، حيث تشجع على وجود الكوادر الوطنية من الذكور والإناث ضمن الوظائف المتنوعة التي تتوافر لديها، ومنحهم الفرصة للتعلم والتطور واكتساب الخبرة في قطاع مهم لاقتصاد دبي.
باعتبارك شابة إماراتية تدير منصب مساعد الرئيس، ضمن حكومة تقدر المرأة وتؤمن بإمكاناتها وطموحها اللامحدود، ماذا تخبرينا عن هذا الجانب؟
كوني شابة إماراتية فهذا فخر وشرف كبير لي، ودافع ومحفز لتقديم الأفضل لبلدي الإمارات دائماً، خاصة أن أبناء دولة الإمارات دائماً ما يكونون محط أنظار العالم، وذلك نتيجة الدعم الذي توليه حكومتنا الرشيدة للمرأة الإماراتية ومساندتها لتحقيق طموحاتها وأحلامها خاصة في المساواة وتحقيق التكافؤ في الفرص بين الرجل والمرأة للمشاركة في عملية التنمية المستدامة.
وهنا أود أن أستشهد في هذا المقام بمقولة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "تتمثل مهمتنا في توفير بيئة تُطلق إمكانات المرأة – بيئة تحمي كرامتها وأنوثتها، وتساعدها على إيجاد التوازن الضروري في حياتها، وتُقدر مواهبها وقدراتها. وإذا ما نجحنا في توفير هذه البيئة، فأنا على ثقة من أن المرأة ستفعل المعجزات."
كيف تصفين تجربة دبي في التعامل مع الجائحة؟ وما الخطوات التي اتبعتها كمساعد الرئيس للعمليات الدولية، في التواصل مع الأسواق الخارجية في ظل قيود الجائحة؟
بلا شك أثرت الجائحة على مختلف القطاعات الحيوية في جميع دول العالم، لكن سلكت دولة الإمارات، ودبي خاصة، نهجاً استباقياً ومرناً وأطلقت عدداً من المبادرات التي مكنتها من الحفاظ على مكانتها العالمية باعتبارها وجهة رائدة ومفضلة لدى ملايين الزوار، وذلك من خلال قيامنا في قسم العمليات الدولية ومكاتبنا الخارجية التابعة لـ«دبي للسياحة» بتنظيم ندوات ولقاءات تفاعلية افتراضية تمكنا خلالها من جذب أكثر من 60 ألف مشارك من وكلاء السفر ومنظّمي الرحلات والمؤتمرات والمعارض ومشاركة مجموعة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين أبرزهم «طيران الإمارات» و«إكسبو 2020 دبي»، وكذلك توظيف تقنية الاتصال المرئي لدعم الأنشطة الترويجية واستعراض الإجراءات الوقائية الصارمة التي ساهمت في تعافي مختلف القطاعات في الدولة واستئناف الأنشطة السياحية والاستعدادات لاستقبال السُيّاح وفعاليات الأعمال والعروض والتجارب المتنوعة المتاحة.
كما أثبتت الندوات الافتراضية فاعليتها، وكانت من الخيارات البديلة المثالية للبرامج التي خططنا لها، بما فيها برامج الزيارة، والجولات التعريفية، والمعارض التجارية التي حالت جائحة (كوفيد-19) دون القيام بها.
ما المعايير التي يتم على أساسها استهداف الأسواق؟
تخطو دبي خطوات متسارعة في هذا المجال، حيث إن لديها فريق عمل مهمته الأساسية تفقد جميع المواقع ومحركات البحث التي يستخدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك متابعة الأنشطة الأكثر طلباً لدى شرائح وفئات رواد هذه المواقع.
ويعمل هذا الفريق على التدخل في الوقت المناسب وعرض كلمات مفتاحية جاذبة لتعزيز الفضول لدى الباحثين عن تجارب وخيارات جديدة للتعرف أكثر عن الوجهة، والغرض من الزيارة، فيتم مثلاً عرض كلمات، سياحة علاجية في دبي، وأنشطة ورياضات بحرية، جولات صحراوية، سياحة عائلية، أياً كان الغرض من الزيارة، فمن هنا يبدأ دورنا في توجيههم وتزويدهم بالمعلومات اللازمة، والبدء بالتوصية بالزيارة الفعلية لدبي للتعرف عليها وعلى كل ما تقدمه لمختلف فئات السياح، مؤكدين أنها تناسب جميع المستويات، وكذلك نستعرض قدراتها التنافسية في قطاع الضيافة والفندقة.
كذلك نقدم استعراضاً شاملاً للفعاليات والمناسبات التي تُقام في دبي على مدار العام، وأيضاً نركز على إبراز قدرات الإمارة في مجال السياحة وما لديها من منشآت ووجهات ترفيهية متنوعة.
أطلقتم مؤخراً موقع «ماي سيتي إكسبيرت» لتعزيز تجارب الزوار والمقيمين في دبي بالتعاون مع دناتا، حدثينا عنه، وبماذا يتميز؟
يعتبر موقع «ماي سيتي إكسبيرت» واحداً من أحدث الخدمات التي أطلقتها دبي للاقتصاد والسياحة، بالتعاون مع أحد أهم شركائنا الاستراتيجيين ممثلة في مجموعة دناتا للسفر، لتتيح للمقيمين والزوار مقاربةً جديدة في التعرف إلى دبي.
وجاء تصميمه ليكون «رفيق السفر» المخصص للمستخدمين في دبي، حيث يتيح إمكانية الحجز في الوقت الفعلي لمجموعة تضم أكثر من 1200 جولة ومنطقة جذب وتجربة فريدة.
ويمكن الموضوع المستخدمين من التواصل مباشرة مع الخبراء المقيمين في دبي للحصول على توصيات أو لتنظيم مسارات عبر أهم المعالم المحلية أو زيارة لأي من الجواهر الخفية التي تلبي متطلباتهم، بالإضافة إلى خدمة الكونسيرج عبر الإنترنت، حيث تتاح هذه الخدمة لدعم ركاب الرحلات البحرية بحجوزات الجولات والمعالم السياحية أثناء رسوهم في المدينة من خلال توفير أكشاك في ميناء دبي.
ضمن نطاق عملكم واستقبالكم وفوداً إعلامية ووكلاء السياحة والسفر والوكالات التجارية، ما الذي تقدمونه لهم؟ وما التوقعات التي تأملونها من زيارتهم وتغطياتهم لمجمل الجولات التعريفية في دبي؟!
تهتم دبي بأسواق كثيرة حول العالم، وتقدم للوفود أو الإعلاميين الزائرين لدبي كافة التسهيلات من وقت وصولهم وحتى مغادرتهم، بما في ذلك أماكن الإقامة والمواصلات والرحلة ذهاباً وإياباً وجميع الجولات والأنشطة التي يرغب الوفد بحضورها وتغطيتها.
كما يتم تزويدهم بالمعلومات عن المدينة والتعريف بأحدث الوجهات وأماكن الإقامة التي أطلقت حديثاً، وفي المقابل يكون دور الوفد أو الاعلامي تغطية زيارته لدبي والتوصية بدبي كخيار مثالي للزيارة والتوقف والاستكشاف والاستمتاع بمختلف التجارب السياحية، ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها جهة عمله، أو نشرها عبر حسابه الشخصي كمؤثر وله متابعيه الذين يتأثرون بالنصائح والتوصيات وردود الأفعال الإيجابية.
على الصعيد الشخصي، أين ترين نفسك خلال الأعوام العشر المقبلة؟
لا يمكن لأي منا أن يتنبأ بالمستقبل، ولكن، سأستمر أنا حور ابنة الإمارات التي تؤدي مهامها على أكمل وجه، فحب الوطن والعمل سيبقيان هما أساس التطور الذي يسعى إليه كل إنسان في أي زمان ومكان.