على خلفية خطف شابين مصريين بجنوب أفريقيا من قِبل إحدى العصابات، فاجأ الخاطفون والد الشاب المصري المخطوف مؤمن هيثم كامل باتصال هاتفي طالبوه بدفع مبلغ الفدية البالغ حوالي 6 ملايين ونصف المليون جنيه مصري، وهو المبلغ الذي خفضوه إذ طلبوا في البداية حوالي نصف مليون دولار أمريكي وهو ما يعادل أكثر من 9 ملايين جنيه مصري.
وسيط بلهجة شامية
والغريب أن العصابة أخبرت والد الشاب المُختطف أنهم سيرسلون أحد الأشخاص لمنزله بمصر لاستلام مبلغ الفدية.
وكان الشابان اللذان سافرا لدراسة الطيران بدولة جنوب أفريقيا كانت قد انقطعت أخبارهما لفترة 10 أيام وتحديداً مُنذ 13 مايو الجاري، قبل اكتشاف عائلتيهما لواقعة الاختطاف، وبسؤال أكاديمية «أتيس» للطيران التي يدرسان بها جاء الجواب أنهما خرجا ولم يعودا.
وأشار والد الشاب المُختطف مؤمن أن الوسيط الذي يتحدث معه تظهر بحديثه اللكنة الشامية.
«الرؤية» تواصلت مع أحد الأشخاص من الجنسيات العربية والمُقيم بدولة جنوب أفريقيا وهو من المُشاركين في مفاوضات الإفراج عن الشابين، والذي أكد أن العصابة تضم جنسيات عربية من دول مُختلفة من بينها مصر.
وقال المصدر: «إن الشاب مؤمن 19 عاماً تم استدراجه بواسطة أحد أفراد العصابة العربي الجنسية بحجة مُشاركته سهرة بأحد النوادي الليلية، ونظراً لحداثة سنه لم يُركز الشاب فيما يدبرونه له، فاصطحب زميله فادي معه، وفي منطقة معينة تم اختطافهما وتركا كل أوراقهما الثبوتية داخل السيارة التي كانا يستقلانها».
وتابع: «ليست المرة الأولى التي تقوم فيها العصابة باستدراج أشخاص واختطافهم، فهذا أسلوب العصابة التي تضم جنسيات عربية، وتم القبض فعلياً على أحد أفراد العصابة من قبل لكنها لم تتوقف».
وأوضح: «بخصوص قيام أحد الأشخاص بالتفاوض بلكنة شامية مع والد الشاب المختطف فهذا يرجع إلى أن العصابة تضم جنسيات عربية وهم العقل المدبر في عمليتي التخطيط والخطف وتضم جنسيات عربية من مصر و بلاد الشام كالأردن وسوريا إضافة لباكستان، أما الدعم فهو بواسطة بعض أفراد الشرطة المحلية للأسف، وهو ما يفسر حديث الوسيط مع والد الشاب المختطف باللغة العربية ولكنة شامية، وأحد أفراد العصابة يدعى فرج النجار وهو مصري الجنسية كان قد تم الإفراج عنه بكفالة وما زال يمارس الخطف».
وتابع: «العصابة نفذت وخططت لخطف الشابين مقابل الفدية، وحتى الآن المخابرات الجنوب أفريقية اتخذت خطوات مُمتازة في سبيل الإفراج عنهما».
الجدير بالذكر أن الشاب المختطف مؤمن كان قد سافر يوم 17 مارس إلى دولة جنوب أفريقيا، للالتحاق بإحدى أكاديميات الطيران هناك، بعد أن كان قد أتم دراسة الجانب النظري بفرع الأكاديمية بمصر، ثم سافر لاستكمال دراسته.
وتدخلت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وردت على استغاثة أهل الشابين المخطوفين، وأشارت إلى اتخاذ الدولة المصرية لكافة التدابير اللازمة للإفراج عنهما.