وتوقع خبراء في حديثهم مع «الرؤية» أن تسهم تلك الخطوة في زيادة تنويع المحفظة الاستثمارية للتحالف، منوهين بأنها ستساعد- في الوقت نفسه- على زيادة أرباح قطاع صناعة السينما والدراما والترفيه، مؤكدين أنها ستعزز الاستثمار في مجال الاقتصاد الرقمي.
وأجمع فنانون ومنتجون ومخرجون على أن تلك الخطوة ستسهم في فتح المجال أمام عرض إبداعاتهم على منصة رقمية بارزة في العالم، فضلاً عن مواجهة الاحتكار الغربي لمنصات عرض الأعمال الفنية والبرامجية العالمية. وتطرقوا إلى أن الاستحواذ على المنصات الفنية الرقمية العالمية سيسهم في إجراء الكثير من الشراكات والتعاقدات مع صناع الفن السابع والدراما التلفزيونية وشركات الإنتاج المحلية أو العربية لإعداد وطرح المزيد من المحتويات الفنية الخاصة التي تتماشى مع الفكر العربي وتعكس الرؤى المحلية عبر إحدى المنصات البارزة بالعالم.
40 درهماً للاشتراك
أكدت مجموعة «إي آند الحياة» وشركة «رؤية الإمارات» أن الاستحواذ على المنصة يتماشى مع الجهود المحلية لتسخير المستقبل الرقمي للعملاء عبر باقة من المنتجات المختارة بعناية ومنصات الاتصال الذكية، كما تسهم تلك الخطوة في تعزيز مكانة (ستارزبلاي أرابيا) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها.
جاء ذلك بعد ضخ استثمار بقيمة 420 مليون دولار أي قرابة «مليار و541 مليون درهم» في المنصة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، فيما تقدم خدمات بث الفيديو واشتراكات مشاهدة الفيديو عند الطلب على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تستعين المنصة بأحدث التقنيات لطبيعة الإنتاج وعرض محتوى قوي وجذاب.
وتشهد المنصة التي تمتلك نحو 1.8 مليون مشترك من 20 دولة عربية، عرض عدد من الأعمال الدرامية العربية، حيث انطلق الشهر الماضي بث المسلسل الكويتي الاجتماعي الكوميدي «كيد الحريم»، بالإضافة إلى 3 مسلسلات مصرية تشمل كل من مسلسل «بابلو» و«شغل في العالي» و«وجوه»، المسلسل السوري الاجتماعي «كسر عضم» الذي يسلط الضوء على المهاجرين والنازحين.
وتبلغ قيمة الاشتراك في المنصة عبر «اتصالات» و«دو» نحو 40 درهماً شهرياً، متضمنة 5% ضريبة القيمة المضافة، كما تتوفر خطط دفع متعددة تبدأ من 27.5 درهم شهرياً، فيما يتم احتساب قيمة الاشتراكات بعد 7 أيام من الاشتراك المجاني.
استراتيجية التوسع
واعتبر المحلل المالي والخبير الاقتصادي وضاح الطه قرار الاستحواذ على «ستارز بلاي أرابيا» خطوة تتماشى مع استراتيجية التوسع في قطاع الاقتصاد الرقمي على المستوى المحلي، الذي يحظى بإقبال واسع من قبل المستثمرين ورواد الأعمال محلياً وعالمياً، حيث تزايدت مساهمة ذلك القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لأي دولة خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف: الاستحواذ على المشاريع بصورة عامة يمتاز بالعديد من الإيجابيات بما فيها تقليل المخاطر في المحافظ الاستثمارية للدول كما يسهم في زيادة الدخل والأرباح.
ولفت إلى أن العديد من الإحصاءات الأخيرة تشير إلى وجود انخفاض في اشتراكات بعض المنصات الرقمية العالمية المتخصصة لعرض الأفلام والمسلسلات، الأمر الذي يسهم في بروز منصات أخرى متخصصة في المجال ذاته، ومنها منصة «ستارز بلاي أرابيا»، وعلى الأقل أن تكون منصة «محلية» «إقليمية» ثم تنطلق نحو العالمية.
استثمار مُجدٍ
وصفت هبة السمت، مدير إدارة الإعلام الرقمي للإذاعة والتلفزيون بمؤسسة دبي للإعلام، الاستثمار في المنصات الرقمية والتكنولوجيا الذكية، بالاستثمار المجدي والمهم والأساسي، مؤكدة أن لدى الإمارات منصات رقمية ومنصات بث محتوى رائدة ومواكبة أصبحت تنافس بالجودة والمحتوى والتقنيات، منوهة بأنه حان الوقت للالتفات نحو هذه المنصات ودعمها.
وأكدت أن المنصات الرقمية فرضت أبجدية جديدة في عالم المشاهدة وفرضت سيطرتها ليس فقط في شهر رمضان حصراً، بل في جميع مواسم العام، لذلك الاستثمار في التكنولوجيا الذكية والرقمية والمحتوى أصبح أساسياً. وأشارت إلى أن هنالك اختلافاً تاماً بين نسبة مشاهدة المسلسلات على المنصات الرقمية والشاشة، إذ ليس من الضروري أن يكون ما يُتابع على الشاشة، هو ما يتابع على المنصات وذلك لاختلاف الجمهور.
ولفتت السمت إلى أن عدد المشتركين بمنصة «أوان» التابعة لمؤسسة دبي للإعلام لهذا العام تجاوز الـ500 ألف مشترك، مشيرةً إلى أن شهر رمضان في كل عام يشهد زيادة ملحوظة، حيث يتوافر محتوى جديد ومتنوع، لافتة إلى أن المنصة حصدت نحو 5 ملايين مشاهدة حتى ثاني أسبوع من رمضان.
وتابعت السمت: هنالك مخطط قائم وقيد الدراسة لتحول منصة أوان لمنصة مدفوعة، خاصةً أنها تفردت في السنوات الماضية بمحتوى وإصدارات مختلفة عن التلفزيون مثل محتوى bbc والأفلام المصرية والمسرحيات والكرتون، إلى جانب القسم الخاص بالبودكاست فيها، وسيشهد مشاهدو المنصة قريباً خلال العيد أعمالاً حصرية على المنصة فقط».
منافسة كبيرة
يرى المخرج والمنتج علي المرزوقي، أن الاستثمار في مجال المنصات الرقمية، سيرفع من قيمة هذا السوق، وسيخلق تنافساً كبيراً بين المنصات المختلفة على الفوز بكعكة الجمهور، مؤكداً أن هذه المنصة ستصبح متنفساً جديداً للمواهب المحلية، ولا سيما الشابة منها.
وتابع: أعتقد أن المنصات العربية ما زالت في مرحلة انتقالية، الأمر الذي يتيح الفرصة لستارزبلاي في المنافسة وبقوة من أجل الظفر باشتراكات الجمهور، لافتاً إلى أنه لاحظ خلال الفترة الماضية التوازن الذي خلقته المنصات بين السوق التقليدي لشاشات السينما والفضائيات، والسوق الحديث بالمنصات.
ونوه بأن ظهور مزيد من المنصات الجديدة سينعش الإنتاج وسيضخ له ميزانيات وأعمالاً جديدة، وسيزيد أعداد المشاهدين والجمهور المستهدف.
وتوقع المرزوقي انخفاض قيمة الاشتراكات في المنصات الرقمية، ولا سيما مع دخول لاعبين كبار جدد إلى السوق المحلية والعربية.
كعكة المشاهدة
توقع المخرج الإماراتي طلال محمود، أن يظهر تأثير استحواذ الإمارات على 57% من منصة ستارزبلاي، على مستوى الكم والكيف، حيث يعتقد أنه ستحدث طفرة نتيجة ضخ ميزانيات جيدة لإنتاج أعمال محلية وعربية تستطيع المنافسة على كعكة المشاهدة مع الأعمال العالمية.
واعتبر محمود المنصات متنفساً ومصنعاً للأفكار الجديدة والمغايرة، مؤكداً أنها لن تستطيع الاستمرار من دون التجدد والتنوع.
المعايير العالمية
يرى المخرج يوسف علاري، أن الاستحواذ على منصة ستارزبلاي سيعزز من التعاون المشترك بين المنصة والمنتجين وصناع المحتوى الفني على المستوى المحلي، كما يسهم في طرح المزيد من الإنتاجات العربية عبر المنصات الرقمية وتحديداً من خلال «ستارزبلاي أرابيا».
وأضاف «إن القرار يعزز من أداء الحركة الفنية السينمائية والدرامية العربية ويدفع صناع الفن السابع والدراما التلفزيونية نحو إنتاج محتوى فني عالي المستوى يواكب المعايير الفنية العالمية».
نوعية التصوير
يعتقد الناقد الفني مصطفى الكيلاني، أن الاستثمار في المنصات الرقمية استثمار مربح بصورة كبيرة، مشيراً إلى أن دخول الإمارات على خط المنصات الرقمية سيزيد من حدة المنافسة في هذا السوق الذي يشهد تنافساً كبيراً بين المنصات العالمية والعربية.
ويتفق معه في الرأي الناقد الفني ضياء مصطفى بأن نوعية التصوير أحد أهم عناصر الجذب، إضافة للمرونة في وقت المشاهدة بحيث تكون حسب الطلب.
ويُشير الناقد المصري عبدالرحمن عباس إلى أن أسباب نجاح المنصات يرجع لكون الجيل الحالي جيلاً إلكترونياً أكثر منه تلفزيونياً، لافتاً إلى أن الجيل الحالي مُرتبط بالهاتف واللاب توب، وبالتالي علاقته مع التلفزيون ضعيفة، حتى وإن وفر التلفزيون له كل المزايا التي توفرها المنصات.
أعمال مختلفة
توقعت الناقدة الفنية المصرية مها متبولي، أن تجذب إنتاجات منصة ستارزبلاي، شرائح جديدة من الجمهور المتعطش لكل ما هو مختلف من الأعمال، ولا سيما أن الجمهور وجد في أعمال المنصات ما يتناسب مع أذواقهم ويحترم عقولهم على كل المستويات.
قلة الإعلانات
تشترك علياء أبو شهبة في 3 منصات، مبررة ذلك بأنها تسمح لها بمشاهدة محتوى دون إعلانات، إضافة لأنها تستطيع أن تُشاهد المحتوى في أي وقت تريده.
وتقول: إن مشاهدة الأفلام والمسلسلات عبر المنصات أكثر جاذبية لها بسبب قلة الإعلانات، وهو الأمر الأهم بالنسبة لها.