الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

Inventing Anna.. دراما لفتاة ريفية سرقت الملايين من أثرياء نيويورك

Inventing Anna.. دراما لفتاة ريفية سرقت الملايين من أثرياء نيويورك

أضافت منصة نتفليكس إلى محفظتها من الأعمال الدرامية واحداً من المسلسلات التي تروي قصة نصابة حقيقية من الذين تهوى المنصة وشركات الإنتاج ودور النشر سرد قصتهم، وتستثمر في ذلك ملايين تفوق ما سرقوه هؤلاء النصابين!



في عشر حلقات مدة كل حلقة تقترب من ساعة يروي مسلسل "اختراع آنا "Inventing Anna قصة فتاة ألمانية من أصول ريفية في منتصف العشرينيات من العمر استطاعت أن تخدع كثيراً من أبناء «المجتمع الراقي» في نيويورك وأن تسرق عشرات الآلاف من الدولارات كادت تتحول إلى عشرات الملايين قبل أن يتم توقيفها ومحاكمتها وسجنها.



الفتاة اسمها آنا سوروكين، أو آنا ديلفي كما أطلقت على نفسها، وقد تحولت قصتها إلى مقالات في عدة صحف، وكتاب ألفته واحدة من صديقاتها اللواتي عانين من احتيالها، وهناك فيلم من إنتاج HBO يروي قصة هذه الصديقة مقتبس من كتابها، بالإضافة إلى مسلسل «اختراع آنا» المقتبس عن مقال شهير نشرته مجلة "نيو يورك".

مؤلفة ومنتجة المسلسل هي شوندا رايس التي قدمت من قبل عدداً من المسلسلات الناجحة على نتفليكس وغيرها، ويشارك في بطولته جوليا جارنر في دور آنا ديلفي، وآنا شلومسكي في دور الصحفية كاتبة المقال فيفيان كينت، واسمها الحقيقي هو جيسيكا بريسلر، كاتبة مقال "كيف خدعت آنا ديلفي أثرياء نيويورك".

وبريسلر هي أيضاً كاتبة تحقيق The Hustlers at Score الذي تحول لفيلم بعنوانHustlers في 2019، وهي تشارك في إنتاج «اختراع آنا» مع شوندا رايمس بجانب توفير المادة الصحفية.

آنا سوروكين، أو آنا ديلفي، أدينت في 2019 بثماني تهم تراوح بين ارتكاب ومحاولة ارتكاب السرقة والاحتيال. وعلى مدار عدة سنوات، منذ انتقالها إلى الولايات المتحدة في 2016، حتى محاكمتها وسجنها في 2019، راحت ديلفي تقيم في عدد من الفنادق الفاخرة وتغادر دون دفع الفواتير.



كما ذهبت في رحلة سياحية مع بعض الصديقات إلى مراكش بالمغرب مدعية أنها ستتكفل بكل النفقات، حيث أقامت في فندق «المأمونية» الفاخر وتركت إحدى صديقاتها تسدد أكثر من 60 ألف دولار.

آنا ديلفي ادعت أيضاً أنها ابنة ووريثة مليونير ألماني ثروته 60 مليون دولار، لكي تقنع بنوك ومؤسسات مالية بتمويل مشروع سياحي فني بقيمة 40 مليون دولار، ومن القصص العجيبة التي يرويها المسلسل استيلائها على طائرة خاصة لنقل بعض الأصدقاء دون أن تسدد قيمة إيجارها!

من العجيب أن آنا التي سجنت في مصحة تأهيلية في نيويورك لمدة عامين قبل أن يفرج عنها في بداية 2021 لحسن السير والسلوك قامت ببيع حقوق تحويل قصتها إلى مسلسل «اختراع آنا» مقابل 320 ألف دولار! وقد سددت أجزاء كبيرة من هذا المبلغ إلى الفنادق التي نصبت عليها وحكم عليها بضرورة تسديدها.

"اختراع آنا" ليس نقلا حرفيا عن مقال بريسلر أو حياة آنا، ففيه الكثير من صنعة الدراما، من اختلاق بعض الشخصيات أو وضع بعض الشخصيات في أماكن ومواقف لم تحدث في الحقيقة، ولكن مع الحفاظ على الوقائع والشخصيات الأساسية، وقد شارك محامي آن وصديقاتها في المسلسل كمستشارين للسيناريو لتدقيق الأحداث.

الطريف أن كل حلقة من المسلسل تبدأ بعبارة تظهر في مكان مختلف: مرة على حائط مبنى، مرة على لافتة مدخل فندق، مرة عنوان صحيفة على الطريق.. تقول العبارة: "القصة ككل حقيقية تماماً، باستثناء كل الأجزاء المؤلفة تماماً."

يبني المسلسل حكايته اعتماداً على شخصية الصحفية فيفيان كينت التي تربط الحكايات والشخصيات من خلال رحلة بحثها عن الحقيقة في قضية آنا، ويقدمها المسلسل كامرأة حبلى في الأسابيع الأخيرة من حملها، تحمل عبء مقال قديم هدد سمعتها ومستقبلها.



وتحاول كينت أن تثبت كفاءتها بكل الطرق الممكنة، ولذلك تلتقط قصة آنا حيث تشعر بأنها مليئة بالوقائع الغريبة وكاشفة لأنماط من الحياة والسلوكيات وسط مجتمع أثرياء نيو يورك.

وبالفعل يصف المسلسل عالما أقرب إلى الخيال مهووس بالمال لدرجة الوقوع بسهولة ضحية المحتالين الذين يظهرون بمظهر كبار الأثرياء.



ولا يكتفي المسلسل بآنا ديلفي، ولكن على مدار الحلقات يظهر بعض المحتالين الحقيقين الذين كانوا محور حديث الإعلام خلال السنوات الماضية، ومنهم بيلي ماكفاير، مؤسس «مهرجان فاير» الوهمي الذي نصب من خلاله على عدد كبير من الأثرياء، ومارتن شيكريلي، الصيدلي النصاب، المسجون حاليا بتهم فيدرالية، وكلاهما تتقاطع مصائره مع مصير آنا في الواقع، بالإضافة إلى شخصية حبيب آنا الذي يسعى أيضاً إلى بيع الوهم للأثرياء.