أُطلق في العاصمة اللبنانية الجمعة بناء متحف بيروت للفن الحديث والمعاصر («بِما») الذي سيضم عند افتتاحه المتوقع بعد أربع سنوات ثلاثة آلاف لوحة ومنحوتة لرواد الفن التشكيلي في لبنان من مجموعة وزارة الثقافة، تتولى الجمعية القائمة على المشروع ترميمها.
وشدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال احتفال وضع الحجر الأساس للمتحف في موقع كان خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين العامين 1975 و1990 جبهة بين طرفي بيروت المنقسمة، على رمزية إقامته في هذا المكان، قائلاً "صحيح أن تاريخنا شهد مشاكل ولكن دائماً كنا ننهض".
وأضاف ميقاتي "هذا المكان طريق كانت تسمى خطوط التماس في الحرب التي لا تزال في ذاكرتنا لكنّ اللبنانيين أكدوا أنهم لا يقبلون أي انقسام ولا يقبلون إلا أن يكونوا موحدين".
واعتبر أن هذا المتحف الذي يفتتح سنة 2026 "سيكون أرضاً مباركة لإسعاد الناس جميعاً من خلال الفن والثقافة التي لا لون لها ولا جنس ولا مذهب".
وأشار البيان الصحافي إلى أن متحف «بِما» وقّع مع وزارة الثقافة اللبنانية اتفاقاً "لحفظ وترميم نحو ثلاثة آلاف لوحة ومنحوتة لرواد الفن التشكيلي في لبنان من الأعمال الحديثة والمعاصرة من مجموعة الوزارة بأحدث الطرق التكنولوجية الحديثة وبإشراف خبراء محليين ودوليين، على أن تُعرض المجموعة لاحقاً في المتحف بعد افتتاحه".
ويقام المتحف الذي يتألف من خمس طبقات في أرض وضعتها جامعة القديس يوسف في تصرف جمعية «بِما» صاحبة المشروع، عند نقطة تقع بين المتحف الوطني ومتحف «ميم» للمعدنيّات الذي دُشّن عام 2013 في حرم كلية تابعة أيضاً للجامعة نفسها. وتضم الجمعية التي تأسست عام 2017 شخصيات من القطاع الخاص في لبنان، بحسب البيان.
وقال رئيس مجلس إدارة «بِما» جو صدّي خلال الاحتفال إن الجمعية شاءت أن يكون «هذا الصرح الثقافي مساحة لقاء وحوار عابر للثقافات»، مشدداً على أنه «ليس فعل مقاومة وصمود للبنان المنفتح فقط، بل هو مشروع يتحدّى العنف والتشاؤم والإحباط من باب الثقافة».
أما ساندرا أبو ناضر التي أسست الجمعية مع ريتا نمور فقالت إنه «ليس مشروعاً جامداً يقتصر على عرض مجموعة الوزارة، بل سيكون بمثابة مركز ثقافي تعليمي ومنصة حوار تنظم فيه أنشطة تهدف إلى إشراك المجتمع المدني» في الفن.
وأوضحت أبو ناضر أن الهندسة المعمارية للمبنى المستوحى من عمارات بيروت في ستينات القرن العشرين والتي تولتها العميدة السابقة لكلية الهندسة في جامعة كولومبيا بمدينة نيوريورك المهندسة أمل أندراوس «تقوم على التواصل بين داخل المبنى ومحيطه عبر الواجهات الشفافة».
وتتابع: ويمكن للمارة بذلك رؤية المعروضات في الداخل إضافة إلى أعمال معروضة في الخارج، ليكون الموقع "منصة في متناول الجميع أياً كانت خلفياتهم".