خسر نحو 24 ألف أمريكي ما لا يقل عن مليار دولار نتيجة عمليات الاحتيال الرومانسي خلال العام الماضي 2021، وفقاً لتقديرات نشرها مكتب التحقيقات الفيدرالية.
وبحسب لجنة التجارة الفيدرالية (FTC)، التي ترصد عمليات الاحتيال المبلغ عنها فقط، فإن العام الماضي شهد أعلى مستويات الاحتيال المالي عن طريق العلاقات الرومانسية على الإطلاق، حيث استدرج المحتالون ضحاياهم لإرسال العملات المشفرة.
وتشير بيانات لجنة التجارة الفيدرالية لعمليات الاحتيال والجرائم الإلكترونية مثل سرقة الهوية، إلى ارتفاع الخسائر الناجمة عن عمليات الاحتيال الرومانسي في 2021 إلى 547 مليون دولار، مقارنة مع 307 ملايين دولار في 2020 و202 مليون دولار في 2019.
ووفقاً لتقرير نشرته «فوربس» جرى دفع نحو 25% من الخسائر المالية المبلغ عنها للجنة التجارية الفيدرالية في العام الماضي بالعملات المشفرة، وبلغ متوسط خسارة الفرد من الاحتيال عبر العملات المشفرة 9.7 دولار.
وبحسب لجنة التجارة الفيدرالية، وهي وكالة مستقلة تابعة للحكومة الأمريكية، فإن العديد من المحتالين خدعوا ضحاياهم بنصائح مضللة بشأن الاستثمار في سوق العملات المشفرة.
الفئة الشبابية
على الرغم من تعرض جميع الفئات العمرية لعمليات الاحتيال الرومانسي عبر تطبيقات المواعدة الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، إلا أن بيانات لجنة التجارة الفيدرالية تشير إلى أن الفئة العمرية ما بين 18 و29 عاماً كانت الأكثر تعرضاً لعمليات الاحتيال.
لكن الأشخاص من هذه الفئة العمرية أبلغوا عن خسائر بمتوسط 750 دولاراً فقط للفرد، مقارنة مع 9000 دولار للفرد من الضحايا الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً فما فوق.
ورغم ارتفاع معدل عمليات الاحتيال عن طريق العملات المشفرة من عام 2020 إلى عام 2021 بخمسة أضعاف، إلا أن الاحتيال عن طريق الهدايا وبطاقات الائتمان كان الطريقة الأكثر شيوعاً خلال هذه الفترة.
واستُخدم الاحتيال عن طريق الهدايا وبطاقات الائتمان خلال العام في 28% من عمليات الاحتيال، مقارنة مع 18% للعملات المشفرة، و14% لتطبيقات أو خدمات الدفع الإلكتروني، ووقع الاحتيال الرومانسي على الضحايا عن طريق التحويلات المصرفية بنسبة 13%.
عزلة الوباء
وتزامن الارتفاع الملحوظ في معدل خسائر الاحتيال الرومانسي مع العزلة الاجتماعية الناجمة عن تدابير الوقاية الصحية المتعلقة بوباء كورونا، والاعتماد أكثر على التكنولوجيا والتطبيقات الإلكترونية للتواصل وتلبية الاحتياجات.
ويتصيد المحتالون ضحاياهم عبر تطبيقات المواعدة، لكن أكثر من ثلث ضحايا العلاقات الرومانسية الافتراضية أبلغوا لجنة التجارة الفيدرالية بأن الاتصال الأول بهم تم عبر فيسبوك وإنستغرام.
وفي العادة ينشئ محتالو العلاقات الرومانسية حسابات مزيفة عبر الإنترنت باستخدام صور مأخوذة من الإنترنت، وغالباً ما يشيرون في النبذة التعريفية عنهم إلى أعذار تحول دون الالتقاء بهم شخصياً، مثل الخدمة في الجيش خارج البلد.
وبمجرد كسب ثقة الضحية يطلب المحتال دفع أموال للمساعدة في حل مشكلة ما، مثل دفع كلفة علاج طفل مريض أو دفع رسوم إجراء للحصول على تمويل.
التدقيق والحذر
وينصح مكتب التحقيقات الفيدرالية كل من يخطط لبدء علاقة رومانسية عن طريق الإنترنت بعدم التسرع في منح ثقته للطرف الآخر، وطريح العديد من الأسئلة التي تضمن له التعرف أكثر على هوية الشخص الذي يتواصل معه.
كما ينصح بالتحقق من الصور التي يستخدمها الطرف الآخر كصور شخصية للتأكد من عدم استخدامها في مكان آخر لهوية أخرى، بجانب تجنب إرسال الأموال والهدايا والعملات المشفرة قبل المقابلة الشخصية.