أثار أحد البرامج التي أُذيعت على فضائية الحدث المصرية، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قام إعداد البرنامج بتقديم مداخلة هاتفية كاذبة، يدعي فيها أحد الأشخاص أنه جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب، ووصف إعلاميون تحدثت معهم «الرؤية» أن ما حدث كذب وتدليس يُهين الإعلام المصري، ولا بد من وقفة تجاه «البرامج المدفوعة» على الفضائيات المصرية.
تصدقوني لو قلت لكم أن قناه #الحدث_اليوم جايبين واحد منتحل صفة السير مجدي يعقوب !!!!!! والنصاب عامل مداخلة تليفونية معاهم في الحلقة الاولي من برنامج اسمه الحياة احلي !!! اتفرج بنفسك علشان تعرف المذيع والمذيعة نصابين ليه ؟ #hemaida #حاسبوا_قناه_الحدث_اليوم .
Posted by Hemaida Said on Tuesday, February 8, 2022
فبركة ليست الأولى
استطاع الجمهور كشف فبركة المكالمة الهاتفية المُزيفة للدكتور مجدي يعقوب حسبما ادعى فريق البرنامج، والتي تم تداولها أيضاً على نطاق واسع، بل تم اكتشاف أن مذيع البرنامج زيف مُداخلة أخرى للجراح العالمي أيضاً خلال برنامج آخر قام بتقديمه.
الاخ مذيع بير السلم اللى نشرت له فيديو امبارح بتاع الحدث اليوم طلع فعلا عمل مداخلات كتير مع السير مجدى يعقوب المذيف .. ودى قناة الصحة والبتنجان كان واخده هناك برده .. ده طلعت سبوبة مين هيحاسب القنوات دى .. وهل الاعلام هيرجع بقوته تانى ولا هيفضل ينزل لقاع المستنقعات بالشكل ده ؟!
Posted by Mostafa Elstohy on Wednesday, February 9, 2022
عقوبات صارمة
وفي تدخل سريع قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إيقاف البرنامج، وإحالة المسؤولين بالقناة للتحقيق، ومخاطبة نقابة الإعلاميين بالتعامل مع الشق التأديبي الخاص بمقدمي البرنامج.
محاكمة جنائية
الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين قال لـ«الرؤية»: "اكتشفنا أن هناك فرقاً كبيراً بين صوت الدكتور مجدي يعقوب والصوت الذي قام بالمداخلة مع البرنامج، بعد استعانتنا بخبير أصوات.
وتابع سعدة: «بالبحث في سجلات القيد والتصاريح وجدنا أن من يقدمان هذا البرنامج غير مرخص لهما بممارسة النشاط الإعلامي، وليسا عضوين بنقابة الإعلاميين».
وأصدر سعدة قراراً بمنع فريق عمل البرنامج، إضافة لاتخاذ الإجراءات الجنائية ضد هؤلاء الأشخاص واتخاذ الاجراءات الجنائية أيضاً ضد قناة «الحدث اليوم» لسماحها لغير المرخص لهم بممارسة النشاط الإعلامي.
برامج مبيعة
يمكن لأي شخص تأجير وقت على إحدى القنوات الفضائية، بحسب ما تضعه من خريطة أسعار، ويتم تقسيم القنوات لعدة فئات، a b c، وبحسب تصنيف القناة تكون الأسعار.
ويتم تصنيف القناة وفقاً لعدد مشاهداتها، فقنوات التصنيف a هي الأعلى سعراً تليها b ثم c.
ويتم الدفع مقابل ما يتطلبه البرنامج من معدات وبث تلفزيوني وعمالة إذا لم يُتِحها القائمون على البرنامج، أو مُقابل نسبة من الإعلانات التي تأتـي للبرنامج مع التزام القناة بتصوير كل وسائل إنتاجه من كاميرات وعاملين.
وقد يقوم البعض بتأجير 20 دقيقة من الهواء داخل أحد برامج القناة الرئيسية، كبرامج المرأة مثلاً، بتقديم فقرة كدعايا لمُنتج أو طبيب أو مُستشفى، وتدور في حزم مُختلفة بحسب الظهور في الدقائق الأولى أو الأخيرة من البرنامج، وتختلف باختلاف تصنيف القناة، وتراوح ما بين 17 و60 ألف جنيه مصري، باختلاف المُشاهدة من قناة لأخرى.
وتراوح كلفة الظهور في برامج فئة التصنيف c أسعاراً زهيدة مقارنة بالقنوات الأخرى، فتبدأ أسعارها من 2500 جنيه للحلقة 20 دقيقة، وحتى 6 آلاف جنيه، حسب توقيت البرنامج، وتزيد بزيادة الدقائق وحرفية المُشتري في التفاوض، لذا فتلك القنوات هي الأكثر انتشاراً.
أما وقت الذروة في تلك القنوات فقد يرتفع سعر الساعة إلى 25 ألفاً، ويرتفع إلى 35 و50 في القنوات ذات المُشاهدة المتوسطة.
عبث
عبر عدد من الإعلاميين تحدثت معهم «الرؤية» عن غضبهم من «فبركة» مداخلة للجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب، ووصفت الفنانة والمُذيعة المصرية رانيا محمود ياسين، أن ما حدث عبث.
وأشارت إلى أنه طالما وجدت البرامج المبيعة وسمحت للبعض بشراء وقت في البرامج بـ«فلوسهم»، لتقديم إعلام هزيل سيظل هذا العبث، لذا لا بد من ضوابط للبرامج المبيعة على الشاشات.
عقاب رادع
وأيدتها في الرأي الإعلامية سوزان شرارة التي أكدت أن وقف البرنامج المُفبرِك وحده لا يكفي، ولا بد من مُحاسبة كل العاملين في القناة، ليكونوا عبرة لمن يقدمون برامج مُشابهة مبيعة على فضائيات أخرى.
وتابعت شرارة في حديثها مع «الرؤية»: لا بد من عقاب رادع، ما حدث ليس خرقاً لقواعد العمل الإعلامي فقط، لكنه انحطاط وإساءة لمهنة الإعلام كلها، القناة كلها، وقناة الحدث تحديداً تبيع الهواء لكل «من اشتاق وهوى» ولكل من يدفع أكثر نظير تأجير وقت على شاشتها".
واستطردت: «لا أعتقد أن القائمين على البرنامج قد تم تضليلهم بدليل أنها ليست المرة الأولى لقيام مذيع البرنامج باستضافة شخص يدعي أنه السير مجدي يعقوب، هؤلاء أشخاص دفعوا مبلغاً مالياً نظير شراء وقت لعرض برنامجهم ويريدون جمع ما دفعوه بركوب التريند حتى وإن كان بمكالمة مُزيفة».
ضد منع البرامج المدفوعة
طالب الإعلامي أحمد رفعت بضرروة المحاكمة العاجلة للقائمين على القناة، بتهمة انتحال صفة الجراح العالمي مجدي يعقوب.
وعن البرامج المدفوعة يقول رفعت الذي عمل في وقت سابق كمنتج فني لإحدى القنوات الفضائية: «الحل ليس إيقاف أو منع البرامج المدفوعة لأن هناك عدداً كبيراً من القنوات لن تستطيع الاستمرار دونها، حتى إن بعض القنوات أُغلقت بسبب عدم وجود موارد مالية من البرامج المدفوعة أو الإعلانات، لكن لابد أن تقوم نقابة الإعلاميين بدورها في منح التصاريح للعاملين في تلك البرامج ومُتابعة أدائهم، ومنع ظهورهم على الشاشات دون تصاريح منها».
تدريب
ويوافقه الرأي الإعلامي أحمد عبدالعليم قاسم الذي أكد ضرورة تدريب هؤلاء الإعلاميين الذين يظهرون على الشاشات نظير مبالغ مالية، وخضوعهم لكل الاشتراطات التي تحددها «الإعلاميين» للظهور على الشاشات.
ويتابع: «البرامج المبيعة تخلق جيلاً من الإعلاميين الذين يسيئون لمهنة الإعلام، لأن المشاهد العادي لا يستطيع التفريق بين تلك البرامج وما تقدمه برامج على قنوات مُحترفة، ولا بد من تقنين ظهور البعض على الشاشات من جانب نقابة الإعلاميين، لكي يتسنى محاسبة من يُخطئ، وعدم انتظار «التريند» لكي يشعر القائمون على الإعلام أن هناك خطأ قد حدث، بدليل أن مذيع البرنامج استضاف نفس الشخص المُزيف قبل ذلك، ومر الأمر مرور الكرام دون مُحاسبة».