الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح «القمة البيئية» المصاحبة لـ«إكسبوجر»

شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، صباح اليوم الخميس، افتتاح «القمة البيئية» التي ينظّمها المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» للمرة الأولى، بالتعاون مع الرابطة العالمية لمصوري الحفاظ على البيئة، تحت شعار «إنقاذ المحيطات».

وتسلّط القمة الضوء في 7 جلسات على أثر تلوث البحار والمحيطات على مستقبل الأرض، بمشاركة مجموعة من قادة الرأي والمختصين والمصورين العالميين، وتهدف إلى حشد الجهود العالمية لرفع الوعي بخطر تلوث البحار والمحيطات، ويعرض من خلالها مصورون محترفون وعلماء مختصون تجاربهم التي وثقوا بها عبر عدساتهم تحولات بيئة المحيطات وتأثير ارتفاع نسبة التلوث على الأحياء البحرية.



وألقت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، كلمة أشادت خلالها بالجهود التي بذلها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في تنظيم المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» ودوره في لفت الأنظار إلى القضايا والتحديات المهمة التي يواجهها عالمنا اليوم.

وقالت المهيري: «تتعرض المحيطات لمخاطر متزايدة، بدءاً باستنزاف ثرواتها الحية، مروراً بتلوثها وزيادة حموضتها وانتهاءً بارتفاع درجة حرارتها، وما ينطوي عليه كل ذلك من مخاطر تهددها وتهدد معها حياة مئات الملايين الذين يعتمدون في معيشتهم على ما توفره من موارد وخدمات».

وأضافت: «ما لم نسارع إلى العمل معاً لإيجاد حلول مستدامة لهذه الضغوط والتحديات بما يحقق مقاصد الهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة، فإننا سنكون في وضع شديد الخطورة ونجازف بخسارة أحد أهم شرايين حياتنا».

وتابعت: «تعتبر البيئة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة أهم البيئات وأغناها تنوعاً، وانطلاقاً من إدراكنا لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بذلنا جهوداً كبيرة للمحافظة عليها، وتعزيز استدامة ثرواتها، ومعالجة التأثيرات التي نجمت عن الضغوط المختلفة التي تعرضت لها».

واستعرضت وزيرة التغير المناخي والبيئة عدداً من الجهود التي بُذلت لحماية البيئة البحرية من أشكال التلوث، وتنظيم أنشطة الصيد، والتوسع في استزراع الأحياء المائية، وإقامة المحميات البحرية، ما أهّل الإمارات لتتصدر الترتيب العالمي في معيار المحميات البحرية بمؤشر الأداء البيئي، واستعادة الموائل المتضررة، واستزراع الشعب المرجانية، والتوسع في إقامة غابات القرم، والإعلان عن رفع عدد أشجار القرم في الإمارات من 30 مليوناً إلى 100 مليون بحلول عام 2030.

من جانبها، قدمت علياء بو غانم السويدي مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، كلمة افتتاحية للقمة البيئية، استعرضت خلالها صوراً مؤثرة لشواطئ تضررت من أشكالٍ مختلفة من التلوث البيئي تظهر تضرر الحيتان والأسماك وتلوث البيئة البحرية بأنواعٍ من المخلفات البلاستيكية، وأوضحت أن اتخاذ «القمة البيئية» من «إنقاذ المحيطات» شعاراً لها، يتجسد في مئات وآلاف الصور، لافتة إلى أن بعض القصص لا تكفي الكلمات للاستماع إليها، وبعضها لا يعرف حجمها إلا من خلال مشاهدتها.

ودعت السويدي الجمهور والمشاركين في حفل افتتاح القمة إلى تخيل مشاهد لكائنات بحرية عالقة في لفافات من الأكياس البلاستيكية، مشيرة إلى أن الفطرة الإنسانية السليمة تدعو إلى حماية المحيطات والحياة البحرية، لحماية المستقبل على الأرض.

وقالت مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: «في كل نسخة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» نفتح باباً على حكايات وقصص وقضايا من كل أنحاء العالم، لكننا لا نقرأ كل تفاصيلها بل نراها ونتابع مسيرة أبطالها بالصور وعبر عدسات أفضل المصورين وأمهرهم، لهذا يتطلع «إكسبوجر» لدعم جهود إنقاذ المحيطات في العالم ورواية قصص عن خطر تلوثها، فيفتح منصة أمام المصورين ليكونوا سفراء حماية البيئة، ويحولوا تجاربهم الملهمة إلى رسالة وعي وقوة تغيير».

وبدورها، شاركت كاثي موران النائبة السابقة لمدير التصوير في «ناشيونال جيوغرافيك»، بكلمة في افتتاح القمة، أشارت فيها إلى التحديات البيئية التي تواجه الكرة الأرضية، لافتة إلى تزايد التحركات والتعهدات الدولية للالتزام بحماية المحيطات بنسبة 30%، والتي أظهرت نتائج رائعة على أرض الواقع.

وقدمت موران أمثلة على الجهود المبذولة لتعافي المحيطات من خلال تعهدات بعض الدول في أمريكا الجنوبية بإنشاء ممر بحري لتمكين الكائنات البحرية التي تتعرض للصيد الجائر من التنقل، والتي أسفرت عن حماية العديد من فصائل الأسماك ولم تعد تواجه الخطر المحدق بالانقراض، ما يشير إلى إمكانية حماية المحيطات والحيتان التي تتعرض للصيد الجائر.

وأشارت موران إلى الجهود التي تبذلها إمارة الشارقة في هذا السياق، ولفتت إلى أن لدى الشارقة إحدى أكبر المحميات البحرية التي تضم أسماك القرش، مؤكدة أن الأخطار الناجمة عن تلوث البحار والمحيطات وارتفاع درجة حرارتها تهدد كذلك الشعاب المرجانية وتدمرها. ورغم ذلك وجد الباحثون أن الشعاب المرجانية تتعافى مجدداً، وذلك يبعث الكثير من الأمل لبذل المزيد من الجهود لحمايتها.

وختمت كاثي موران كلمتها بالإشارة إلى عدد من الحقائق الخطيرة منها: أن 80 مليون طن من النفايات تلقى في المحيطات سنوياً، وأن ثلث المصائد البحرية في العالم تخطت قدرتها على توفير الأسماك، وأشارت إلى أن الحياة البرية على اليابسة لا يمكن لها أن تستمر بدون المحيطات والبحار لأهميتها، ولأنها تمنح الإنسان 70% من الأكسجين وتلك نسبة تفوق ما تنتجه أشجار جميع الغابات.