تستعيد فعاليات معرض «نوادر اللؤلؤ» التي انطلقت اليوم الإثنين، في متحف معبر الحضارات بمنطقة الشندغة التاريخية، حكاية فريدة من نوعها تغوص في عمق التراث المحلي عبر قصص وذكريات محفورة في ذاكرة أبناء الإمارات، حيث تجسد تاريخ أبناء الوطن خلال مرحلة تاريخية مهمة، كان فيها اللؤلؤ ركيزة أساسية من ركائز اقتصاد الإمارات.
ويضم المعرض في نسخته الثانية التي انطلقت بحضور الشيخ راشد بن حمدان آل مكتوم، رئيس نادي النصر الثقافي الرياضي، أكثر من 2000 قطعة مجوهرات مصنوعة من اللؤلؤ الطبيعي من مختلف دول العالم.
جواهر نادرة
ويزخر المعرض، الذي يستمر حتى أواخر مايو المقبل، بمجموعة من أندر القطع منها: لؤلؤة يصل وزنها إلى كيلو غرام من إندونيسيا، إلى جانب عقد لؤلؤ خليجي استغرق 50 موسم غوص (أي 50 عاماً) حتى يكتمل، كونه مكوناً من حبات لؤلؤ بنفس اللون والحجم، فضلاً عن مجموعة لآلئ أخرى من أستراليا وأمريكا والهند وإندونيسيا وكوك أيلند.
وتستهدف فعاليات المعرض المساهمة في تعزيز وعي الجيل الجديد بلآلئ التراث، وهدفها المتمثل في الترويج لثقافة الغوص وتجارة اللؤلؤ واستدامته للأجيال القادمة.
تنوع ثقافي
أكد المنسق العام للمعرض نوادر اللؤلؤ مصطفى الفردان لـ«الرؤية» أن التنوع الذي تحمله اللآلئ المعروضة بالمعرض، والتي يتراوح عمرها بين سنتين إلى 150 سنة تقريباً، يعكس مدى التنوع الثقافي الذي تحتضنه الإمارات التي تجمع العالم كله على أرضها، متوقعاً أن ينال المعرض حضوراً من السياح وزوار إكسبو 2020 دبي.
وأوضح أن المعرض يقام بالتزامن مع مهرجان القفال، و«القفال» هي كلمة إماراتية تعني انتهاء موسم صيد اللؤلؤ، والذي يعد من المواسم المعروفة بالبيئة البحرية الإماراتية منذ مئات السنين قبل ظهور النفط.
وتابع: "تأسس مهرجان أو سباق القفال على يد المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم عام 1991، وما زلنا نحتفل بهذه المناسبة، التي لاحظنا أهميتها في تعريف الجمهور بهذا الجزء من التراث الإماراتي، خاصةً وأن صيد اللؤلؤ من المهن البحرية التي كانت مصدر دخل لأهالي المنطقة في الماضي قبل ظهور النفط".
طلب كبير
أكد الفردان أن سعر اللؤلؤ الطبيعي يزيد 10 أضعاف عما مضى في السنوات العشر الماضية، بحكم ندرة وجوده والطلب الكبير عليه، ما يجعل اقتناء اللؤلؤ الطبيعي بمثابة استثمار ومكسب كبير.
وأضاف: تغيرت صناعة المجوهرات كثيراً، حيث أصبحت إمكانية صناعة كل من الألماس الطبيعي والياقوت الطبيعي على سبيل المثال أمراً متاحاً، إلا أن تصنيع اللؤلؤ الطبيعي غير متاح حتى الآن، ولا نحصل فيها على المميزات التي يحملها اللؤلؤ الزراعي الصناعي، ما يجعل قيمة اللؤلؤ الطبيعي تزداد على مر السنوات، فضلاً عن احتفاظه ببريقه الطبيعي.
عروض موسيقية
وشهدت فعاليات افتتاح المعرض، عرضاً موسيقياً فنياً جمع بين أغنيات البيئة البحرية كفن «النهمة» و«يرة المجداف» لفرقة فنون بحرية إماراتية.
وقد تخلل العرض أغنية أوبرالية قدمتها الفنانة آني فولادي البلغارية المقيمة بالإمارات منذ 22 عاماً، والتي حملت توليفة فنية توضح لقاء الثقافات وانفتاح الفن الشعبي الإماراتي على فنون العالم.