السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

«المومياء الحامل».. تفسيرات جديدة لعدم اكتشاف مثيلاتها من قبل

قدم فريق البحث البولندي بقيادة فويتشخ إجسموند، تفسيرات جديدة بشأن اكتشاف أول حالة معروفة لمومياء مصرية حامل محنطة، كانت توجد في المتحف الوطني في وارسو أواخر شهر أبريل الماضي.

وكان الباحثون من معهد الثقافات المتوسطية والشرقية بالأكاديمية البولندية للعلوم قد ذكروا في دراسة وثّقت هذا الاكتشاف أنه كان يُعتقد في السابق أن المومياء لكاهن ذكر، لكن الفحوصات كشفت أنها كانت امرأة في المراحل الأخيرة من الحمل.

وأوضح إجسموند مؤخراً أنه لم يوجد أي دليل على موت امرأة حامل محنطة من قبل، حيث لم تظهر الهياكل العظمية للجنين في فحوصات الأشعة السينية، وهي الطريقة المعتادة لاكتشاف الطفل في مثل هذه الحالات. وقد استغرق الأمر العلماء لتطوير تقنية لا تبحث عن العظام.

وقال حسب ما نقل موقع بيزنس إنسايدر: «كان أطباء الأشعة يبحثون عن العظام، لكن في الحالة التي أمامنا كان يجب أن نبحث عن الأنسجة الرخوة ذات الشكل الفريد».

وقدم الباحثون فرضية عن سبب اختفاء الجنين من عمليات المسح في رسالة نُشرت في 30 ديسمبر في مجلة علم الآثار، قائلين إن الأمر يتعلق بشكل أساسي بالتحلل.

وقال إجسموند: «إنها مثل تجربة وضع حمض على بيضة، حيث يذوب قشر البيض ولا يتبقى سوى ما هو بداخلها». مضيفاً «عندما يتبخر الحمض، يكون لديك قدر به بيضة فقط مغطاة بالمعادن». مشيراً إلى أنه ربما حدث شيء مشابه في جسد المومياء.

وأوضح إجسموند"عندما يتحلل الجسم، يبدأ في التحميض بشكل طبيعي ويظهر حمض الفورميك في الدم، ما يجعل البيئة في الجسم أكثر حمضية".

عندما اصطدمت تلك البيئة الحمضية بالجنين الميت، ذابت جميع العظام تقريباً. وافترض العلماء أن بقايا التفاعل الكيميائي، وهي مجموعة من المعادن، كانت مبعثرة في الماء الذي ترك في الرحم. وهذا جعل الجسم الصغير غير مرئي تقريباً لأجهزة مسح الأشعة السينية.

فلماذا إذن لم تذب عظام الأم؟

وذلك لأنه أثناء التحنيط، يُغطى الجسم بملح النطرون لتجفيف الجسم. وأوضح إيجزموند أن عملية تجفيف الجسم حفظت المعادن في مكانها، لذلك لا يزال من الممكن رصد العظام.