في عام واحد ودع اثنان من أبطال المسرحية الكوميدية الأشهر والأكثر نجاحاً «مدرسة المشاغبين» بعد وفاة نجمة المسرحية الفنانة سهير البابلي، في أحد المستشفيات المصرية متأثرة بمضاعفات غيبوبة السكر التي أثرت على الرئة، واستدعت وضعها لأيام على جهاز تنفس صناعي.
وتدور المسرحية التي عرضت للمرة الأولى في أكتوبر 1973 بعد 18 يوماً فقط من حرب أكتوبر حول 5 طلاب مشاغبين، تقوم وزارة التربية والتعليم بتعيين مدرسة جميلة لهم، وتدور المسرحية حول محاولة تقويمها لهم في الوقت الذي يقع عدد منهم في حبها، في الوقت الذي يرى فيه ناظر المدرسة استحالة نجاحها.
ولم يتبقَ على قيد الحياة من أبطال المسرحية برحيل البابلي سوى النجم عادل إمام الذي قام بدور بهجت الأباصيري زعيم الأصدقاء الخمسة.
وكان آخر أبطال المسرحية الراحلين هذا العام النجم هادي الجيار الذي توفي مطلع العام الحالي جراء إصابته بفيروس كورونا، حيث توفي قبل مشاهدته لآخر أعماله وهو مسلسل «الاختيار 2»
وقام الجيار بدور لطفي عبدالوهاب أحد الأصدقاء الخمسة بالمدرسة.
وفي لقاء تلفزيوني له قال الفنان هادي الجيار إن الجمهور كان يحفظ «الأفيهات» الخاصة بالمسرحية، وإذا نسي أحدهم أي «أفيه» معتاد يطالبهم بإعادته، وهو ما تسبب في طول مدة المسرحية.
طول مدة المسرحية أيضاً بسبب الارتجال كان جزءاً من تصريحات سهير البابلي، حيث قالت إنها ذهبت للعلاج مرتين خلال فترة العرض بسبب الإرهاق.
وقالت البابلي في تصريحات مع الإعلامية فريال صالح بالتلفزيون المصري إنها انساقت إلى الارتجال رغماً عنها في إحدى ليالي عرض المسرحية، بسبب وقوفها أمام 5 كوميديانات يقومون بالارتجال يومياً، مشيرة إلى أنها كانت تترجاهم بعدم الارتجال.
أما أول الراحلين من أبطال المسرحية فكان النجم أحمد زكي الذي قام بدور أحمد الشاعر، وهو شاب فقير يهوى الشعر ضمن مجموعة الأصدقاء، وتوفي في مارس 2007 جراء سرطان الرئة.
ورغم أهمية المسرحية في مسيرة أحمد زكي الفنية، إلا أنه لم يكن راضياً عنها، فطبقاً للناقد الفني طارق الشناوي أن فصلاً كاملاً من المسرحية تم حذفه أثر على دور أحمد زكي، كما أنه تعرض للحزن بعد قيام الفنان الراحل يونس شلبي بإحضار سلم ليضع اسمه قبل اسم زكي، بالإضافة إلى عدم مصافحة العندليب الاسمر لزكي أثناء حضور بروفات المسرحية.
ورغم أن النسخة الوحيدة المذاعة من مسرحية «مدرسة المشاغبين» لا تضم الراحل عبدالمنعم مدبولي، إلا أن دور ناظر المدرسة لم يكن من نصيب الراحل حسن مصطفى، وإنما قدمه مدبولي الذي انسحب من العرض بسبب اعتراضه على الارتجال الذي أطال مدة عرض المسرحية لمدة تزيد على الاربع ساعات ونصف، وهو وقت قياسي، ورحل عن عالمنا في يوليو 2007.
أما الفنان حسن مصطفى فجاءت مشاركته عقب رحيل مدبولي، ورحل عن عالمنا في 2015.
ويمثل النجم يونس شلبي الذي قام بدور منصور عبدالمعطي أحد أهم أسباب نجاح المسرحية بسبب ارتجاله وخروجه عن النص، وتمتلئ مواقع الإنترنت بمقاطع فيديو كوميدية له، خاصة عند عرض المسرحية في السودان، بحسب النجم عادل إمام.
وقال إمام إن يونس شلبي كان تميمة نجاح عرض المسرحية في السودان، حيث تجاوب الجمهور السوداني معه، ولم يتجاوب معهم، إلا أن هذا الأمر انحسر بعد إعادة عرض المسرحية في مصر، بسبب حفظ الجمهور للأفيهات، ما اضطره وصالح لاختراع أفيهات جديدة، بينما لم يستطع شلبي فعل المثل.
أما النجم سعيد صالح فقام بدور مرسي الزناتي رغم أن ترشيحه الأول كان لدور بهجت الأباصيري، إلا أنه رأى أن الدور يليق أكثر بالفنان عادل إمام، وترك الدور له، واختار شخصية مرسي الزناتي بحسب تصريحات سابقة لمؤلف المسرحية الكاتب علي سالم.