الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

«الفلكلور الفلسطيني» كلمة السر في حصده 80 ألف متابع

حكمة ممزوجة بشيء من السخرية والتهكم، صناعة راجت بضاعتها في جمل قصيرة بليغة توارثها من جيل لآخر، تميزت بسهولتها وجزالتها جاءت تلك الصناعة تعبيراً عن تجربة أصلية أو نتاج لتداخلات التاريخ والثقافة والجغرافيا والأدب والعادات والتقاليد.

ألحان وإيقاعات تتضارب كلماتها على ربابة فتعزف سمفونية أنغام ساحرة تضرب على وتر مشدود ينقطع لتحلق الكلمات من ضلوع القلب فيتردد صداها في لغة مشتركة متجاوزة جميع الحدود.

مشعل محمد أعمير مواليد 1988 من مدينة طولكرم، جعل من تلك الألحان أداة لتغيير الواقع بالرغم من عمله جنباً إلى جنب مع والده في السناسل «تكسير الحجارة وتنظيف الأراضي للفلاحين»، والذي يشد عضده به في أبهى لوحة ارتسمت بين أب وابنه.

أعمير خريج كلية الشريعة، استغل مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد تطبيق التيك توك لتسجيل الفيديوهات والأغاني الشعبية والمقاطع الزجلية حتى بلغ عدد متابعيه على تطبيق «التيك توك» أكثر من 80 ألف متابع.

بدأ حديثه بفرحة عارمة وابتسامة ارتسمت على وجنتيه ممزوجة بشيء من الغرابة، جاءت فكرة نشر مقاطع الفيديو على التطبيق فهي حقيقة من واقع الحياة التي يعيشها الفلاح وما يجابهه من صعوبات في حياته".

ويتابع: «كان الأمر برمته في بداياته نوعاً من التسلية والترويح عن النفس، ولكن مع الإقبال الشديد من المتابعين والطلب المتزايد بالمزيد من الفيديوهات أصبحت هواية أقوم بها».

«اخترنا الأهازيج والأغاني الشعبية دون غيرها من الموسيقى لأنها تعالج الواقع وتروي تفاصيل حياة يعيشها الإنسان مجبراً، وتحبب الناس بالأرض وتذكرهم بأيام البركة أيام ما كانت الناس تهتم بالأرض وتعمرها وتعتني فيها زي «مثل» أولادها»، بحسب أعمير.

تطبيق «التيك توك» بالذات بتنهيدة تخرج بحسرة من قلبه المكتوي بالألم لحال جيل لا يعرف من التراث شيئاً قال: «لأن هناك إقبالاً كبيراً جداً عليه خاصة صغار السن الذين كبروا وترعرعوا على الحداثة وأغلبهم لا يعرفون عن تراثهم شيئاً، فهو وسيلة لتعليمهم بعض من الحضارة».

أكثر ما يفرح الإنسان أن ما يعتبره لهواً يكون له تأثير كبير على من حوله، ويجد الدعم المعنوي الذي يتشكل من تشجيع الأهل والأقارب والأشخاص المحيطين، فهذا يلزمك بمزيد من التقدم والنجاح والأكثر إسعاداً ما يقوله اعمير: «عندما يلاقيك «يقابلك» أحد شاهد فيديوهاتك على الإنترنت ويطلب يتصور معك ويطالبك بالمزيد ويعطيك جرعة من التشجيع، إضافة إلى الرسائل الخاصة التي تصل على الهاتف فلأجل هؤلاء نحن مستمرون إن شاء الله".

«حتى عملنا على مواقع التواصل الاجتماعي فيه بعض من الصعوبات التي نستطيع التغلب عليها، فمنها نظرة الناس على صعوبة تغيير الواقع المفروض منذ زمن طويل والإحباط والتضييق بالتعليقات من بعض الأشخاص» بحسب أعمير.

مهما كبر الإنسان يبقى صغيراً أمام كرامات والديه، فيوضح أعمير أن والده أحد أكبر الداعمين له، وذلك لتأثير الكبير خاصة «وأنه عاش أيام الزمن الجميل التي عاصرها أيام ستي وست ستي ومعرفته بالأمثال النادرة والأغاني التي اندثرت تقريباً».

ظروف البيئة في الضفة كانت أكبر مساعد لي؛ فالجبال والأغوار والبساطة التي تغلب على الحضارة التي نعيشها، فالفلاحة وتعمير الأراضي وجني الزيتون يعتبر من أفضل المواسم التي تساعد عملنا، كذلك زيادة الإقبال على الفيديوهات التي تنشر.