بعد مضي 25 عاماً على فكرة دفينة تحولت أفكار الفلسطيني صلاح الدين الكحلوت، والتي يكمن جوهرها في إنشاء مركز متخصص بالحجارة الكريمة والنادرة، ليجد ذاته أمام تحقيق حلمه بمزيج من الإصرار والمثابرة.
ويسرد صلاح الدين 53 عاماً لـ«الرؤية»، حكايته مع المجموعة الهائلة من الحجارة الكريمة والنادرة التي وضعت معالمها في رحاب منزله، لتعود بداية خطواته، حينما قام بأداء العمرة بعام 2000 واستطاع الحصول على جهاز فحص الأحجار الكريمة، ولكن كانت بداية خطواته الفعلية في عملية التجميع والتنقيب بعام 2015.
ويقول لجأت إلى فكرة إنشاء مركز يضم مجموعة واسعة من الأحجار الكريمة والنادرة لإفادة العلوم الإنسانية التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية، ما يعود بالمنفعة العملية على كافة طلاب الدراسات العليا والمحافظة على الرصيد التاريخي بشكل مميز، بالتزامن مع افتقار فلسطين لنظير هذه الأفكار.
ويوضح صلاح الدين أن التوجه في الفكرة حضاري بالمقام الأول، جراء التعرف على التركيب الأيدلوجي لتكوين فلسطين وتكوين الأرض، معتمداً على البحر والجو مصدرين أساسيين في التنقيب على الحجارة، مستغلاً المد والجزر اليومي للبحر والذي بدوره يخرج ما ببطنه إلى الشاطئ.
مرتكزاً في عملية تجميع الحجارة الكريمة على فرق كاملة تعمل على طوال بحر قطاع غزة، ضمن عملية متناسقة بالتنقيب عن الحجارة، وصولاً إلى مرحلة الفرز والفحص من حيث نوعيتها والتأكد من طبيعة الحجارة وجودتها وكثافتها.
ولم يتوقع اصطدامه أمام كمية مأهولة من الحجارة في بداية الأمر، ولكن ذلك دفعه إلى إنشاء مركز فلسطين للأحجار الكريمة والنادرة، لنقل الفائدة لكافة أطياف الإنسانية، لتسود المعرفة في وقت احتياج الجامعات الفلسطينية لنظير هذه المعرفة.
وتضم مجموعته عدداً من الحجارة البحرية أهمها، «العقيق، الياقوت، الزمرد، زبرجد، البريل، أوبال، السلطان، الماس»، وأيضاً مجموعة الحجارة الكونية التي تكون نتيجة الشهب والنيازك، حيث تضم مجموعته حجارة نيازك قمري وكوكبية والتاكتيك، وتضم مجموعته حجارة نادرة جداً منها السجيل وحجر الدم والعطر.