الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

أسواق الأضاحي في اليمن.. حيث الزوار أكثر من المشترين

في العادة يقصد أسواق الأضاحي الراغبون بشراء أضاحي العيد أو بيعها، ويندر أن تكون هذه الأسواق المكتضة بالدواب والمواشي وجهةً للزوار والمُتفرجين، الإ في اليمن فإن الأمر يختلف عند كثيرين ممن يقصدون هذه الأسواق المزدحمة قبيل حلول عيد الأضحى بغرض الزيارة لا الشراء.

في سوق «الأحد» عند «وادي الضباب» غربي تعز يتجمع المئات من الناس يومياً بمن فيهم أطفال في الثلث الأول من شهر ذي الحجة بغرض التفرج، قليلون من يأتون للشراء مقارنة بمن يأتون للزيارة، والأسباب وراء ذلك إما غلاء أسعار الأضاحي وشح الوضع المادي، أو الفضول لمطالعة نشاط السوق في ذروة موسمه.

وقال عواد الوهباني لـ«الرؤية»، إنه قصد سوق الأضاحي هذا العام لملاحظة أنشطة البيع والشراء من كثب، والاستفسار عن الأسعار والتجول في أقسام السوق الذي يعد الأكبر في مدينة تعز ويضم أعداداً كبيرة من الأضاحي بمختلف أنواعها؛ مُعتقداً أن الزيارة قد تكون إيجابية كونها لا تكلف شيئاً.



وأضاف الوهباني، أن السكان في مدينة تعز يفتقرون للمتنزهات والأماكن العامة بسبب الحرب ولا يجدون متنفساً للترويح عن أنفسهم، ولديهم شغف كبير بالبحث عن فرص لقضاء وقت استثنائي، لهذا تجد كثيرين في أسواق الأضاحي جاؤوا هذه الأيام للزيارة، ليس لأن هذه الأسواق مهيأة لتكون مزاراً لهؤلاء؛ لكن يمكن فيها مشاهدة مناظر جديدة ونشاط دؤوب عما نلاحظه يوميًا من مشاهد الحرب.

وفي نظر عبدالعزيز قحطان فإن القدرة الشرائية للسكان ضئيلة جدًا مقارنة بأسعار الأضاحي المرتفعة هذا العام، حيث ارتفعت قيمة الأضحية من فصيلة الأغنام مثلًا إلى نحو (320$)، وقد كانت أضحية بنفس الحجم والمواصفات تباع العام الماضي بحدود (150$)، على الرغم من وجود ثروة حيوانية في البلد تلبي الكثير من حاجة هذه الأسواق؛ إلا أنه لا قوانين ضابطة للبيع والشراء في هذه الأسواق.

وأشار قحطان لـ«الرؤية» إلى أنه فضل أن يزور السوق بنفسه ليتفاجأ أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني؛ مُستطردًا: كانت المفاجأة أن المئات من الأشخاص الذين صادفتهم هناك جاؤوا للزيارة أيضاً، بمن فيهم أصدقاء وجدوا فرصة للتنفيس عن أنفسهم في الخروج إلى هذا السوق علّهم يتناسون ضائقة الحرب.

وأكد حُسين المقطري، مدير مؤسسة المسالخ واللحوم في مدينة تعز لـ«الرؤية» أن المسؤولية في ضبط الأسعار وفق نهج محدد تقع على عاتق وزارة الصناعة والتجارة؛ لكنه رأى في ذات الوقت أن الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد له علاقة وطيدة بمسألة ارتفاع الأسعار إلى هذا المستوى الجنوني.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على مدينة تعز وحدها، بل امتدت إلى مدن ومحافظات أخرى، إذ يرى البعض أنهم لا يخسرون شيئًا حال ذهابهم إلى مثل هذه الأسواق للزيارة، بخلاف الذهاب لشراء أضحية تكلف الكثير من المال بينما لا يكون بوسع كثيرين توفيره، وهو ما يفسر قلة المشترين للأضاحي هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية.