حالة من الجدل أحدثها امتحان اللغة العربية للثانوية العامة بمصر، فرغم صعوبة بعض الأسئلة في الأدب والنصوص والتي اعتمدت على اختيار من متعدد، حيث أجمع الطلاب على صعوبتها، وكان جمع بعض الكلمات الأبرز، فما هو جمع حليب أو نعناع أو وحي أو أخطبوط؟ وما بين الاستهجان والسخرية من صعوبة الأسئلة حاول البعض الحصول على «إجابات» والتي جاءت هي الأخرى متعددة ومُختلفة.
ما جمع كلمة حليب؟ هل هي حلبان أم حلائب أم أحلبة أم حُلب.. أم هي كلمة لا جمع لها؟
أم هي كلمة لم يستخدمها الإنسان العربي سوى بمعناها المتداول «حليب» فلم تُلقِ لها المعاجم المُعتبرة معنى داخل قواميسها.
وعند سؤاله عن جمع كلمة حليب قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم المصري إنه لا يعرف جمعها، وأضاف في مداخلة هاتفية لأحد البرامج التلفزيونية: عند سؤاله من مقدم البرنامج عن الإجابة النموذجية لجمع كلمة حليب: «لا والله أنا مش حافظ الإجابة ولا حاجة.. ولا بنبقى عارفين الامتحان».
تصريحات شوقي جاءت قبل إعلان وزارته أن كلمة حليب لم تأتِ في الامتحان من الأساس، فيما قال أولياء أمور الطلاب إنها جاءت في الامتحان التجريبي لمادة اللغة العربية.
الجدل الذي أثارته كلمة «حليب» جعل وزير التعليم المصري يخرج مرة أخرى في تصريحات صحفية مُؤكداً أن ما أثير حولها جاء بتمويل خارجي وجماعات مشبوهة تُريد فقط التشكيك في خطة تطوير التعليم في مصر، على حد تعليقه.
من ناحية أخرى استرجع رواد التواصل الاجتماعي عدداً من الكلمات التي جاءت في امتحانات سابقة وطُلب جمعها، ومنها نعناع ووحي وأخطبوط، وما بين جمع كلمة نعناع التي قال رواد التواصل الاجتماعي إنه «نعانع»، قال خبراء لغة تواصلت الرؤية معهم إنها اسم جنس لا جمع له، فيما لم يعرف البعض الآخر معاني الكلمات السابقة مُعتذرين عن الإجابة.
صعوبة
حسن أحمد مدرس اللغة العربية بأسيوط بصعيد مصر يقول للرؤية إن امتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية بقسمها العلمي في مصر، جاء تعجيزياً للطلبة، حتى إن بعض الأساتذة، وهو منهم، لم يستطيعوا إجابة بعض الأسئلة، خصوصاً في النحو والنصوص والقراءات الحرة، لأن الإجابة تحتمل أكثر من اختيار من المُتعدد، ناهيك عن أن الوقت المُقرر لإجابة هو 3 ساعات لم تكن كافية لإجابته هو عن الأسئلة التي جاءت في 27 صفحة وتتطلب مزيداً من التركيز، أما النحو في جاء في مستوى الطالب الممتاز.
وعن جمع حليب التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي فيقول للرؤية: «الحليب في المعجم الوسيط والجامع هو اللبنُ المحلوب، ولم يُذكر لها جمع، أما إذا قُصد بالكلمة اللبن أو ما يُحلب من الأنعام فلا يجمع لأنه اسم جنس يصدق على القليل والكثير كما في النعناع، كما أن هناك اجتهاد بأن تجمع حليب على أحلبة كرغيف وأرغفة، أو حُلبان قياساً على قضيب قُضبان».
غياب التدريب
أما رزق الديب مدرس اللغة العربية بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر، فيقول للرؤية إن غياب التدريب على نموذج الامتحان يُعتبر سبباً مباشراً للأزمة التي أحدثها امتحان اللغة العربية في مصر، وهو ما جاء بسبب غياب الطلاب عن المدرسة نظراً لتفشي جائحة كورونا، وعلى عكس ما جاء في حديث حسن أحمد مدرس اللغة العربية بصعيد مصر فإن الديب يرى أن امتحان النحو جاء في مستوى الطالب المتوسط، لكن القراءات الحرة كانت صعبة على الطلبة لغياب التدريب عليها.
أما عن الكلمات المتداولة على صفحات التواصل الاجتماعي مثل «وحي» قال الديب إنها كلمة جاءت في امتحان سابق لكن تم إلغاؤها لصعوبتها على الطلبة، وعن جمعها يقول «الوَحي مصدراً واسماً، فإن كان مصدراً لا يُجمَعُ، فتَقول: وحَيْتُ إِليه الكلامَ وأَوْحَيْتُ ووَحَى ووَحْياً، أما إن استعمل اسماً فيجمع ويُستعملُ اسماً فيُجمَع وُحِيٌّ مثل حُليّ، أما أخطبوط فهي كلمة دخيلة على اللغة العربية وتُجمع على (أخطبوطات)».
وأنتم هل تعرفون جمع «حليب أو وحي أو نعناع أو أخطبوط»؟ شاركونا..