درس أحمد سالم المطوع هندسة الميكاترونكس وأنظمة الروبوتات بجامعة ليفربول في بريطانيا. ورغم تخصصه الدقيق، فإنه لم ينسَ هواياته التي بدأ ممارستها منذ الصغر، وحاول تطويرها واكتساب المهارات المتباينة منها.
وعن هواياته المتعددة، قال أحمد المطوع: «أؤمن أن الهوايات متنفس للروح، فهي تبعد من يمارسها عن روتين الحياة اليومية، وتساعده على التحكم في حياته، وتمنحه شعوراً بالمتعة والسعادة، لما لها من قوة علاجية رائعة، حيث تقلل من الشعور بالضغط النفسي، وهي مخرج مهم للتخلص من الطاقة السلبية، كما أنها تعمل على تنمية مهارات الإنسان».
ورغم عشقه للرياضة وركوب الخيل والغوص في أعماق البحر، لكنه وجد في عالم جمع العملات طريقه الذي منحه معظم وقته، فدشن متحفاً يحكي تاريخ الدول، والفترات التاريخية المتباينة وعاداتها وتقاليدها المختلفة من خلال العملات الكثيرة التي جمعها على مدار سنوات.
عملات ثم طوابع
بدأ المطوع رحلته في عالم جمع العملات بعد أن سافر إلى الخارج للمرة الأولى، ولاحظ الفرق بين العملات الإماراتية وعملات الدول التي سافر إليها، ودفعه شغفه بهذه الهواية، للبحث عن العملات النادرة وطرق شرائها، ومنها انطلق لعالم جمع الطوابع، حتى أصبح في فترة قياسية واحداً من أهم هواة جمع العملات والطوابع الورقية في الإمارات
متحف خاص
وعن متحفه الخاص، أوضح المطوع أن عشقه للعملات والطوابع بكل أشكالها شجعه على تأسيس متحف لها، وهو ما زال في البداية، وجاءت فكرته بعد رغبته في مشاركة الناس هذه الهواية وتعريفهم على بعض المعلومات التاريخية التي تحملها مجموعة العملات والطوابع التي يمتلكها، محاولاً أن يجمع في متحفه الصغير بين التاريخ والفن والتكنولوجيا
ونجح المهندس الإماراتي في امتلاك كنز يضم أكثر من 3000 طابع تحمل مناسبات وذكريات وتلخص تاريخ الإمارات ونشأتها وقيام الاتحاد والنهضة الشاملة والتقدم والازدهار الذي تحقق على مر السنين.
حلم قديم
وعن أبرز الطوابع التي يمتلكها، قال المطوع إنه يفخر باقتنائه للعديد من الطوابع والعملات، ولكن يعتز بطابع مميز يعود لإمارة عجمان «يصور رحلة فضائية من الأرض إلى المريخ تم إصداره قبل قيام دولة الاتحاد يعود للخامس والعشرين من يناير 1971»، مؤكداً أن هذا يدل على وجود الرؤية والطموح غير المحدود للدولة من عشرات السنين.
وتابع: «لكن لم يكن ينقص هذا الطموح غير الإمكانات، وصار هذا الطابع شاهداً على نجاح الإمارات في تحويل الأحلام إلى حقائق يشهد عليها العالم، وتضيف لرصيد إنجازاتها العلمية إنجازاً جديداً خاصة في مجال الفضاء».
ويرى المطوع أن القيمة المعنوية لجمع الطوابع تفوق بكثير قيمتها المادية، فعشاق هذه الهواية يشعرون جيداً بقيمة الكنوز التي يمتلكونها، فبرأيه هذه الطوابع والعملات ما هي إلا بطاقات دعوة صغيرة تعكس تاريخ الأمم والشعوب، وتبعث في النفس البشرية الكثير من التشوق والتطلع للسفر إلى الأماكن البعيدة من خلال إبرازها صوراً عن بلاد أخرى غريبة.
وهو يرى أن الطوابع والعملات قادرة على أن تحكي عادات وتقاليد الشعوب المختلفة، لما تحمله من صور لمشاهير العالم، وتصور الأحداث التاريخية وتطور العلوم وفنون المعمار، «فالطوابع عالم مفتوح لا نهاية له».