نجحت وحدة مباحث قسم شرطة حلوان في إلقاء القبض على الطفل معاذ عيسى «15 عاماً» أحد نجوم برنامج «ذا فويس كيدز»، بعد شروعه في قتل جاره الطفل حسن شريف علوان بغرس مفتاح سيارة في رأسه، وهو ما أحدث جُرحاً غائراً في الجمجمة تطلب عملية جراحية دقيقة امتدت لـ12 ساعة.
وأُصيب الطفل المُعتدى عليه بكسر في الجمجمة تطلب نشرها وخياطتها 36 غرزة مرة واحدة. وقد عرف الجمهور الطفل مُعاذ من خلال برنامج مواهب الأطفال «فويس كيدز»، بغنائه اللون الشعبي، فغنى أغنية «عيلة تايهة» للفنان أحمد عدوية، وانضم معاذ لفريق الفنان محمد حماقي، وشارك في مرحلة المُواجهة وخرج منها لاختيار حماقي طفلاً آخر.
وقالت شيماء حجازي والدة الطفل المُعتدى عليه حسن لـ«الرؤية»: إن معاذ دائماً ما يفتعل المُشكلات داخل الحي السكني الذي يقيمون به حيث يسكن في بناية سكنية ملاصقة"، مشيرة إلى أنه زميل ابنها بالمدرسة ولا تربطهما أي علاقة صداقة، مجرد زمالة عادية كأي طفلين في مدرسة واحدة، ولكنه كان دائم افتعال المشكلات والتنمر على نجلها حسن الذي كان لا يحب صحبته ويتجاهله، وكان رد معاذ هو التمادي في الإساءة.
وتُضيف شيماء «في البداية كان ابني لا يرد على كلمات التنمر التي كان يُطلقها بشهادة الجميع وأمن المنطقة، ويوم الواقعة وجه له الكلمات نفسها، لكن صديق ابني هو من رد عليه هذه المرة ولامه على سبابه الدائم لحسن دون أي خطأ منه، فما كان منه سوى توجيه اللكمات لصديق حسن، وعندما لامه حسن على ذلك أخرج من جيبه ميدالية مفاتيح وأخرج أكبر مفتاح بها وغرسه برأسه وسط ذهول الجميع، وفر هارباً حتى القبض عليه أمس وعرضه على النيابة».
وتستطرد «توجهنا إلى أحد المُستشفيات الكبرى وكنا في حالة ذهول حتى الفريق الطبي المُعالج لابني لم يتخيل أن يتسبب مفتاح سيارة بكسر في الجمجمة بهذا الشكل، وكان ابني مُهدداً بفقد أحد أطرافه نتيجة دك المفتاح في رأسه والذي ظل في رأسه لمدة 13 ساعة متواصلة حتى استخراجه».
وزادت: وبأمر الأطباء ابني ممنوع من ممارسة أي نشاط رياضي حيث يلعب حارس مرمى لأحد الفرق الرياضية، وأمر الأطباء كذلك أن يبقى تحت الملاحظة الطبية لعدة أشهر".
وتتابع: «حالة ابني النفسية سيئة واستمر دون نطق كلمة واحدة لمدة 3 أيام كاملة، ولكن الآن حالته مستقرة لكنه سيبقى في المُستشفى لفترة».
وعن إمكانية التصالح مع أهل طفل «فويس كيدز» قالت: «تواصل أهله معنا وعرضوا المُصالحة نظير مبلغ مالي كبير لكن هذا لن يحدث فحق ابني لن يضيع، ولن أتنازل عن حق ابني وحق أطفال آخرين كان يمكن أن يحدث معهم ما حدث، فالطفل معاذ ورغم أن الفن يُهذب روح الإنسان إلى أنه اتخذ شهرته التي أحدثتها مشاركته في برنامج «فويس كيدز» وسيلة للبلطجة وفرض السطوة على الناس وهو معروف بذلك في حلوان كلها، وما يقوم به نتيجة لسوء التربية، ولن أهدأ حتى أحصل على القصاص العادل ونحن في دولة تحترم القانون».
جنون العظمة
ومن جانبه قال الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي لـ«الرؤية» إن الأسرة هي أساس تنمية العنف لدى الأطفال بغرس بعض المفاهيم الخاطئة مثل «أخذ الحق بالذراع»، كما أن أنماط التربية الخاطئة كإذكاء روح الغيرة بين الإخوة والأصدقاء تعتبر أحد وسائل تنمية العنف لدى الأطفال.
وأشار هندي إلى أسباب أخرى تؤدي للعنف لدى الأطفال أهمها تقليد الأبوين حال العنف بينهما أو عنف أحد الأبوين الخارجي، وهو ما يسمى بالتوحد بالمشاهدة أو النمذجة، إضافة لرغبة الطفل في لفت الانتباه.
ويضيف «سلوك العنف لا يأتي في يوم وليلة، إضافة لأن التدليل الزائد للطفل وتعطي للطفل نظرة تضخمية، ومما زود شعور الاستعلاء لدى الطفل معاذ مشاركته في برنامج «ذا فويس كيدز»، وساهمت الأسرة في تنمية شعور الاستعلاء بالصمت تجاه سلوكياته الخاطئة، ومن الواضح أنه شخصية سادية تعاني البرانويا وجنون العظمة».