الاثنين - 23 ديسمبر 2024
الاثنين - 23 ديسمبر 2024

عمى الوجوه.. مرض نادر يمنع إسبانية من التعرّف على أصدقائها

عمى الوجوه.. مرض نادر يمنع إسبانية من التعرّف على أصدقائها

جوليا وخطيبها «الصبور»

تتعرض الإسبانية لمواقف محرجة عديدة في حياتها بسبب إصابتها بمتلازمة نادرة تسمى «عمى الوجوه»، تجعلها لا ترى وجه من يتحدث معها، وتنسى شكله بمجرد انصرافه عنها.

وقالت صحيفة صن إن جوليا ديال (31 سنة) تبذل جهوداً ضخمة للتغلب على ذلك المرض، منوهة بأنها تتعرف فقط على وجهي أبيها وأمها، وبعد ذلك خطيبها، ولكنها تجد صعوبة بالغة في التعرف على الأشخاص الآخرين رغم أنها تلتقي بهم أكثر من مرة.

وتشير جوليا المقيمة في جزر الكناري إلى أن أباها وأمها يعانيان نفس المرض، وانتقل إليها بصفتها ابنتهما الوحيدة، ما يسبب لها إحراجات كثيرة، إذ يعتقد البعض أنها تسخر منهم أو لا تريد معرفتهم أو تتجاهلهم.

وتتذكر «عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، وجدت صديقة لي في المدرسة تعاني نفس المشكلة، ما قربنا من بعضنا، لحسن الحظ لم يسبب ذلك أي مشاكل لنا في التعليم والدراسة».

ولكن المتاعب والمشاكل توالت عاصفة بعد ذلك. ففي عام 2010، أرسل إليها شخص صورته للتعارف بغرض الارتباط، ولكنها لم تتعرف عليه على الإطلاق، رغم أنها التقته من قبل أكثر من مرة، فاعتقد أنها رفضته بأدب.

وأوضحت أن أصدقاءها كانوا يلقبونها في البداية بـ«الحالمة»، ويعتقدون أنها شديدة «السرحان» ولكنهم أدركوا بعد ذلك حقيقة ما تعاني منه، ومع ذلك لم يكن الجميع متفهمين طيبين، إذ «يعتقد البعض أنني أتصرف معهم بوقاحة عندما أقابلهم في الشارع وأتجاهلهم، مع أنني في الحقيقة، لا أتذكرهم على الإطلاق».

وبالطبع كانت جوليا تجد صعوبة في الارتباط بقصة حب لأنها ببساطة لا تتذكر وجه حبيبها، ولكن تلك المشكلة حلت أخيراً عندما قابلت خطيبها جون على موقع للتعارف أونلاين.





وعندما أبدى إعجابه بها اضطرت لمصارحته بحقيقتها وتفهم هو الموقف، وأصبح صبوراً معها يجيب عن كل أسئلتها بسعة صدر وسماحة.

وبالمصادفة، قرأت جوليا مقالاً في عام 2017 حول «عمى الوجه»، أوضح أنه عندما يرى معظم الناس وجهاً جديداً، فإن دماغهم تخزن الذاكرة بدقة، وتكون جاهزة للتعرف على الشخص في المرة القادمة - ولكن بالنسبة لمن يعانون عمى التعرف على الوجوه، فهذا لا يحدث.

ويصاب عدد قليل من الأشخاص بتلك الحالة بعد تلف الدماغ أو الصدمة العاطفية، ولكن بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإنها تتطور بمرور الوقت، وفي حالة جوليا فإنها انتقلت إليها بالوراثة.

وبعد قراءة المقال أصبحت الحياة منطقية للغاية بالنسبة لجوليا التي عرفت أن جامعة شرق لندن كانت تجري بحثاً في «عمى» التعرف على الوجوه، وطلبت المشاركة فيه.

وذهبت جوليا بالفعل مع خطيبها للجامعة في الشهر التالي، حيث خضعت لسلسلة من الاختبارات حيث رأيت الكثير من الوجوه، وقابلت أشخاصاً يعانون مثلها، من صعوبة التمييز بين ملامح البشر.

وأدت تلك التجربة إلى استرداد جوليا ثقتها بنفسها، ولم تعد تشعر بالخجل، لأنها عرفت أن ما تعاني منه يتمثل في الطريقة التي يعمل بها عقلها، وخاصة بعد أن علمت أن كثيرين يعانون مثلها، ولكنهم لم يبلغوا عن مرضهم.

وتقول جوليا: «ما أريد أن يعرفه هؤلاء أن يتأكد كل منهم أنه ليس وحده، وأنه إنسان طبيعي».