انطلقت مساء أمس السبت النسخة الرابعة والعشرون من المهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدينة مدنين التونسية وسط الإجراءات الاحترازية من الجائحة والتي تفرضها الحكومة على الفضاءات الثقافية إذ لا يسمح إلا بثلث المقاعد في المسارح وقاعات السينما.
ويمثل هذا المهرجان واحداً من أعرق المهرجانات المسرحية في تونس وهو الوحيد المتخصص في المسرح التجريبي ويعد العرض فيه بالنسبة للمسرحيين اختباراً حقيقياً نظراً لطبيعة جمهوره.
وقد أرسى المهرجان تقليد مناقشة العروض بين الجمهور والمشاركين في المسرحيات.
النسخة الرابعة والعشرون خصصت مؤتمرها الفكري لقضية الخلاف بين الكاتب والمخرج.
ويناقش المهرجان إشكالية الكتابة المسرحية والتي ظهرت منذ بداية السبعينات عندما بدأت مجموعة المسرح الجديد أشهر تجارب المسرح التونسي وهي عبارة عن الكتابة الجماعية بالاعتماد على الارتجال مما اعتبر اغتيالاً للمؤلف.
ويتبادل المخرجون والكتاب منذ سبعينات القرن الماضي الاتهامات وفي هذا السياق قال الأستاذ في المعهد العالي للفن المسرحي بتونس الدكتور الفرحاني إن هذا الخلاف بين المخرج والكاتب ليس جديداً ولن يتوقف وهو ليس خاصاً بتونس بل مرتبط بالفعل المسرحي على حد قوله.
وفي ذات السياق قال الكاتب المسرحي لسعد بن حسين لـ «الرؤية» قناعتي أن النص ملك للمؤلف ما دام على الورق أو منشوراً في كتاب وأن تحويله إلى مسرحية تعرض للناس ما هو إلا اقتراح إخراجي من مخرج معين في مكان وزمان محددين ."
مهرجان مرجعي
واعتبر مدير إدارة المسرح والفنون الركحية بوزارة الثقافة منير العرقي هذا المهرجان، مرجعياً نظراً لطبيعة جمهوره الذي يستند لثقافة مسرحية تشكلت خلال سنوات طويلة وقد مر به أهم المخرجين التونسيين ويعد المرور به اختباراً حقيقياً لأي تجربة مسرحية.
ووصف مخرج الشباب حمزة بن عون الذي افتتح المهرجان مساء أمس بمسرحية غربة التي تصور انعدام التواصل في المجتمعات الحديثة ومناخ العزلة واللا معنى الذي يعيشه الإنسان المعاصر وقد عمقته أزمة كوفيد 19، نفسه بأنه الابن الشرعي للمهرجان الذي كان يحضر عروضه وهو في بدايات الصبا وبسببه أحب المسرح واختاره كتخصص في الجامعة وهو مدين لهذا المهرجان.