يصنف المصري حافظ عبدالهادي، 54 عاماً، نفسه بآخر «فواخرجي» في مدينة العياط، التي تقع ضمن نطاق محافظة الجيزة، وهو الذي يهندس الفخار لينتج منه طواجن وأبراج حمام وأزياراً للمياه، وغيرها الكثير من المستلزمات المنزلية.
ويقول عبدالهادي: «لم يعد أحد الآن يصنع الفخار، كنا بنعجن الطين ونضعه في الفرن، ونصنع منه أشكالاً كثيرة، ولكن المهنة انتهت، ولم تعد مثلما كانت عليه قديماً».
وعمل حافظ في هذه المهنة منذ أن كان عمره 9 سنوات، وحتى شهور قليلة مضت، قبل أن يترك هذه الصناعة، فلم تعد صناعة الفخار تجلب له ما يكفيه للمعيشة، ولم يعد الناس يستخدمون الأدوات المصنوعة من الفخار كما كانوا، فقد حلت الثلاجات والفريزر وغيرهما محل القلل والزير المخصص للمياه.
وذكر أنه كان يصنع «كانون» وهو كالحلزونة يصنع من الفخار، ويوقد بالخشب والقش لطبخ الطعام عليه، قبل ظهور وابور الجاز، مشيراً إلى أن هناك بعض الناس كانوا يطلبونه، وآخر مرة طلبته منه سيدة كان منذ عامين، حيث كانت تتمنى طبخ محشي عليه رغم أن لديها بوتوجازاً حديثاً.
وأضاف حافظ عبدالهادي: «المهنة ماتت، وحلت أفران الغاز محل الفخار والحطب والفحم، وأصبح يعتمد عليها في خبز العيش، وظهرت الدفايات التي تعمل بالكهرباء، فلم يعد يعتمد على الفخار والخشب والفحم في التدفئة شتاء».
