لم يكن يدري الشاب الصعيدي ابن محافظة المنيا مصطفى سعيد أن حياته المهنية ستتغير كلياً بمجرد خروجه في رحلة سفاري بمدينة مرسى علم بالبحر الأحمر، هناك شاهد مصوراً يلتقط صوراً للفوج السياحي المُرافق.
وهنا استدعى الشاب العشريني موهبته وحبه للتصوير وقرر البقاء في مرسى علم تلك المدينة الساحرة التي أبقته فيها مُمارساً لمهنة التصوير لمدة 8 سنوات كاملة.
ابتكر مصطفى وأبدع في تصوير الوفود السياحية فأصبح حديث المصورين بالمدينة، حينها طالبه البعض بتغيير مساره للتصوير في أعماق البحار، والتي كون بها خبرة كبيرة أيضاً مكنته من الانتشار بين الوفود السياحية القادمة لمرسى علم لتنظيم رحلات بحرية يقوم هو بتصويرهم فيها.
ويقول مصطفى لـ«الرؤية»: «أنا مصور تحت الماء، وهي مهنة تتطلب احترافي الغطس قبل أي شيء، وقد بدأتها بالتدريب الذاتي لصقل موهبتي في التصوير وإمدادي بالخبرة في التعامل مع الحيوانات البحرية كالقروش والأسماك والدلافين وغيرها من الكائنات التي تُميز مياه البحر الأحمر، ثم التحقت بإحدى الشركات المُتخصصة في هذا المجال وأصبح لدي صيت واسع فيه».
ويُضيف "ننزل للمياه ونصور رحلة السياح مع الكائنات البحرية، وأرى أن المصور لا بد أن يركز في التقاط صوره خصوصاً أن هناك مواقف تحدث مع السائح لن تتكرر مرة أخرى لأن هناك بعض الكائنات النادرة التي ربما لن يُشاهدها مرة أخرى، وهنا يأتي دور المصور في اقتناص تلك الذكرى".
تتنوع الرحلات البحرية في مرسى علم ما بين منطقة «صفايح» وهي منطقة خاصة بتجمعات الدولفين، وأخرى لأسماك القرش والأسماك النادرة، وهو ما يتطلب عدداً من الضوابط والمحاذير التي يتبعها مصطفى في التعامل مع كاميرته، وحماية عملائه تحت الماء.
ويستطرد: "لا بد أن يهتم المصور بثبات يده أثناء التصوير، ومراعاة حساسية الأسماك التي لن تنتظرني لكي ألتقط صورة، فالخبرة مُهمة جداً بالنسبة للمصور".
إلى جانب الخبرة هناك معايير السلامة التي يتبعها مصطفى في حماية عملائه من ضمنها محاذير التعامل مع سمك القرش.
وعن ذلك يقول «في الغالب قانون الغطس يمنع السائح من النزول في الرحلات البحرية إن لم يكن قد حقق 33 غطسة قبل ذلك، وذلك لحمايته فالخبرة تفرق في التعامل تحت الماء، وفي حال وجود قرش أو النزول لمنطقة قروش نراعي عدة اعتبارات منها الثبات فالقرش عادي لا يُهاجِم إلا إذا أحس بخوف الموجودين، ونمتنع عن وضع العطور والكريمات ذات الرائحة النفاذة لأنها تجذبه أيضاً».
ويعتمد مصطفى عدداً من القواعد لجودة صوره من ضمنها الدقة والثبات واختيار الكادر المناسب وليس مجرد التصوير لالتقاط صورة فحسب.
وعن ذلك يقول «السياح الأجانب يعون جيداً أهمية الرحلات التي يقومون بها في قلب البحر الأحمر، ويهتمون بكل ذكرى فيها، ويهتمون أكثر بالتقاط الصور».