2020-11-05
«ما وراء الطبيعة» هو عنوان سلسلة طويلة من قصص الرعب والغموض تزيد عن 80 رواية قصيرة، للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، الذي يوصف بأنه عراب الجيل، بفضل شعبيته الهائلة لدى الأجيال المولودة بعد 1980، وحتى الآن، وكذلك تأثيره الكبير على عشرات، بل مئات المؤلفين الشباب الذين اتخذوا منه قدوة لهم.
وفي ثالث إنتاج عربي لشبكة ومنصة «نتفليكس» بعد مسلسلي «مدرسة الروابي للبنات» و«جن»، وقع اختيارها على سلسلة «ما وراء الطبيعة» لتحويلها إلى مسلسل عربي طموح، يتسم بضخامة الإنتاج والاعتماد على المؤثرات البصرية والتقنيات الحديثة، وعلى عمل نسخ صوتية ،Dubbing، أو «دوبلاج» وفقاً للمصطلح الفرنسي المستخدم بالعربية، من عدة لغات، حتى يمكن أن يشاهده أي مشاهد لنتفليكس في العالم. المسلسل الذي أنتجته «نتفليكس» بالتعاون مع المنتج المصري محمد حفظي (شركة «فيلم كلينيك») من إخراج عمرو سلامة، الذي ينتمي لجيل المتأثرين بأعمال أحمد خالد توفيق، والذي صنع منذ عامين المسلسل التشويقي المتميز «طايع»، وكان أول أعماله «زي النهاردة» (2008)، من نوعية الغموض والظواهر الفوق طبيعية.
المسلسل الذي بدأ بث أولى حلقاته اليوم الخميس يتكون موسمه الأول من 6 حلقات، مقتبسة عن 6 روايات، لكن الاقتباس الذي قامت بكتابته ورشة كتابة لا يلتزم بالنص حرفياً، ولكنه يدمج بعض الحلقات والشخصيات في سياق واحد متناغم. وأهم التغييرات التي قام بها فريق العمل تتعلق بالشخصية الرئيسية الدكتور رفعت إسماعيل، أستاذ أمراض الدم المتقاعد وهاوي الأشباح، كما يقول نص الروايات، ولكنه هنا أصغر سناً وأكثر جاذبية، ويلعب دوره الممثل الشاب أحمد أمين، مع «ماكياج» يزيد من عمره قليلاً.
اختيار أحمد أمين للبطولة قرار ذكي وموفق جداً من عمرو سلامة، لأن أمين، المشهور بأدواره الكوميدية، صاحب وجه مريح ومرح، كما أنه ممثل ممتاز يجيد إلقاء الحوار وتعبيرات الوجه والجسد. وبشكل عام يتميز المسلسل بفريق التمثيل، حيث يعتمد على شباب لا يزالون في بداية الطريق، ومن المؤكد أن المسلسل سيساهم في شهرتهم ونجوميتهم، ومنهم رزان جمال التي تلعب دور صديقة الدكتور رفعت الاسكتلندية ماجي، وآية سماحة التي تلعب دور خطيبته المصرية.
عمرو سلامة يحب الغموض، ولكنه مخرج عقلاني يتعامل مع موضوعاته وشخصياته بواقعية، وقصص «ما وراء الطبيعة» في الحقيقة ملأى بالمبالغات والتوابل التجارية الشديدة، بالإضافة إلى كونها ترجمة لكل أنواع أساطير الرعب الأوروبية والأمريكية، من دراكيولا، إلى الرجل المذءوب إلى الزومبي..
مثل أعمال الرعب الجيدة يعرف عمرو سلامة كيف يلعب على الخيط الرمادي بين الخيال والواقع، وكيف يحمل المشهد والفكرة كلها بمعان «غيبية»، حيث يصبح للمخلوقات الأسطورية وجود حقيقي، وفي الوقت نفسه يمكن تأويلها «نفسياً» و«علمياً». والدكتور رفعت إسماعيل كما يقدمه المسلسل يهوى الأشباح نعم، لكنه يؤمن بالعلم أكثر!
استطاع عمرو سلامة أن ينقل الأجواء إلى مصر بشكل موفق لحد كبير. في الحلقة الأولى تدور الأحداث في القاهرة وإحدى القرى خلال الستينات من القرن الماضي، وهو ينقل أجواء القاهرة جيداً، لكن الريف مقدم بشكل سطحي وغير واقعي بالمرة، وحتى أداء الأطفال الذين يؤدون أدوار الريفيين يختلف عن بقية أداء الممثلين، كما لو أن شخصا آخر هو الذي صور هذه المشاهد!
بشكل عام مشاهد الرعب مصنوعة بحرفية عالية، تصويراً وتوليفاً وصوتاً، والموسيقى التي وضعها خالد الكمار مناسبة جداً لأجواء العمل، ولكن هناك بعض المبالغات غير الضرورية، مثل كثرة مشاهد انسكاب القهوة وتحطم الأشياء وعبور الأطياف خلف الشخصيات، وكان من الأفضل تخفيفها، لأن المبالغة تفقد الشيء تأثيره.
المؤثرات البصرية والغرافيك ليست عظيمة، ولكنها معقولة بالنسبة للأعمال العربية، وأتمنى أن تزيد دقتها وتعبيرها الفني في المستقبل.
وفي ثالث إنتاج عربي لشبكة ومنصة «نتفليكس» بعد مسلسلي «مدرسة الروابي للبنات» و«جن»، وقع اختيارها على سلسلة «ما وراء الطبيعة» لتحويلها إلى مسلسل عربي طموح، يتسم بضخامة الإنتاج والاعتماد على المؤثرات البصرية والتقنيات الحديثة، وعلى عمل نسخ صوتية ،Dubbing، أو «دوبلاج» وفقاً للمصطلح الفرنسي المستخدم بالعربية، من عدة لغات، حتى يمكن أن يشاهده أي مشاهد لنتفليكس في العالم. المسلسل الذي أنتجته «نتفليكس» بالتعاون مع المنتج المصري محمد حفظي (شركة «فيلم كلينيك») من إخراج عمرو سلامة، الذي ينتمي لجيل المتأثرين بأعمال أحمد خالد توفيق، والذي صنع منذ عامين المسلسل التشويقي المتميز «طايع»، وكان أول أعماله «زي النهاردة» (2008)، من نوعية الغموض والظواهر الفوق طبيعية.
المسلسل الذي بدأ بث أولى حلقاته اليوم الخميس يتكون موسمه الأول من 6 حلقات، مقتبسة عن 6 روايات، لكن الاقتباس الذي قامت بكتابته ورشة كتابة لا يلتزم بالنص حرفياً، ولكنه يدمج بعض الحلقات والشخصيات في سياق واحد متناغم. وأهم التغييرات التي قام بها فريق العمل تتعلق بالشخصية الرئيسية الدكتور رفعت إسماعيل، أستاذ أمراض الدم المتقاعد وهاوي الأشباح، كما يقول نص الروايات، ولكنه هنا أصغر سناً وأكثر جاذبية، ويلعب دوره الممثل الشاب أحمد أمين، مع «ماكياج» يزيد من عمره قليلاً.
اختيار أحمد أمين للبطولة قرار ذكي وموفق جداً من عمرو سلامة، لأن أمين، المشهور بأدواره الكوميدية، صاحب وجه مريح ومرح، كما أنه ممثل ممتاز يجيد إلقاء الحوار وتعبيرات الوجه والجسد. وبشكل عام يتميز المسلسل بفريق التمثيل، حيث يعتمد على شباب لا يزالون في بداية الطريق، ومن المؤكد أن المسلسل سيساهم في شهرتهم ونجوميتهم، ومنهم رزان جمال التي تلعب دور صديقة الدكتور رفعت الاسكتلندية ماجي، وآية سماحة التي تلعب دور خطيبته المصرية.
عمرو سلامة يحب الغموض، ولكنه مخرج عقلاني يتعامل مع موضوعاته وشخصياته بواقعية، وقصص «ما وراء الطبيعة» في الحقيقة ملأى بالمبالغات والتوابل التجارية الشديدة، بالإضافة إلى كونها ترجمة لكل أنواع أساطير الرعب الأوروبية والأمريكية، من دراكيولا، إلى الرجل المذءوب إلى الزومبي..
مثل أعمال الرعب الجيدة يعرف عمرو سلامة كيف يلعب على الخيط الرمادي بين الخيال والواقع، وكيف يحمل المشهد والفكرة كلها بمعان «غيبية»، حيث يصبح للمخلوقات الأسطورية وجود حقيقي، وفي الوقت نفسه يمكن تأويلها «نفسياً» و«علمياً». والدكتور رفعت إسماعيل كما يقدمه المسلسل يهوى الأشباح نعم، لكنه يؤمن بالعلم أكثر!
استطاع عمرو سلامة أن ينقل الأجواء إلى مصر بشكل موفق لحد كبير. في الحلقة الأولى تدور الأحداث في القاهرة وإحدى القرى خلال الستينات من القرن الماضي، وهو ينقل أجواء القاهرة جيداً، لكن الريف مقدم بشكل سطحي وغير واقعي بالمرة، وحتى أداء الأطفال الذين يؤدون أدوار الريفيين يختلف عن بقية أداء الممثلين، كما لو أن شخصا آخر هو الذي صور هذه المشاهد!
بشكل عام مشاهد الرعب مصنوعة بحرفية عالية، تصويراً وتوليفاً وصوتاً، والموسيقى التي وضعها خالد الكمار مناسبة جداً لأجواء العمل، ولكن هناك بعض المبالغات غير الضرورية، مثل كثرة مشاهد انسكاب القهوة وتحطم الأشياء وعبور الأطياف خلف الشخصيات، وكان من الأفضل تخفيفها، لأن المبالغة تفقد الشيء تأثيره.
المؤثرات البصرية والغرافيك ليست عظيمة، ولكنها معقولة بالنسبة للأعمال العربية، وأتمنى أن تزيد دقتها وتعبيرها الفني في المستقبل.