محاط بالغيوم البيضاء، التي تبدو كحارس أمين يصونه طوال العام، ما يجعل مناخه معتدلاً صيفاً وأمطاره وبرودته تجذب السياح شتاءً، لتكون مشهدية بصرية بديعة تتمثل في الخضرة الحاضرة على قمته وسفوحه طوال أيام العام، إنه الجبل الأخضر، الواقع في الجنوب الغربي من مسقط في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية في سلطنة عُمان.
يقصد الجبل الأخضر آلاف السياح والزوار كل عام للاستمتاع بجمال الطبيعة البكر، ولكن في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، اقتصر زوار هذه المحمية الطبيعية الغنّاء على العُمانيين والمقيمين في السلطنة، مع الالتزام التام بالإجراءات الوقائية والاحترازية.
يبلغ ارتفاع الجبل الأخضر نحو 3000 متر، ويشتهر بهضبته الواسعة التي تقع قريباً من قمته وتستغرق الرحلة من العاصمة مسقط إلى الجبل في محافظة الداخلية 3 ساعات تقريباً، ولا يسمح بالوصول إليه إلا لسيارات الدفع الرباعي.
ويحتضن الجبل محمية طبيعية تعتبر إحدى الكنوز المكنونة، التي تتسم بتنوع التضاريس، فتضم كلاً من: الأودية العميقة، الجروف الصخرية، العيون المائية، والكهوف والغابات الغنية بأشجار العلعلان المعمرة، وهي أشجار عطرية دائمة الخضرة، إلى جانب الزيتون البري، وشجر الرمان.
ويزدان الجبل بأشجار ذات النواة الحجرية المحلية مثل الخوخ والمشمش، وأشجار الجوز الشهيرة وبعض أصناف العنب والتين المحلية، فكل تلك المميزات تجعل المحمية الوجهة الأكثر قرباً لقلوب محبي الطبيعة والاسترخاء.
إلى ذلك، تضم المحمية مجموعة من الحيوانات النادرة مثل الوعل العربي، الذئب العربي، والثعلب الجبلي، إلى جانب عشرات الأنواع من الطيور بما فيها النسر المصري، العقاب الذهبي، وحمام الخشب، وغيرها الكثير من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.