لم يسبق أن لاحظ الخبراء انتقال التثاؤب المعدي من الإنسان إلى الحيوان، إلا في حالات اقتصرت على الكلاب وقرود الشمبانزي، ولكن الآن يبدو أن الفيلة أيضاً يمكنها التقاط التثاؤب من البشر، على الرغم من حدوث ذلك فقط مع الأشخاص المألوفين لديها.
وبحسب نتائج دراسة جديدة نشرتها مجلة Frontiers in Veterinary Science المعنية بالعلوم البيطرية، فقد لوحظ أن الحيوانات العملاقة تتثاءب وراء الأشخاص الذي يعيشون معها عن قرب، مثل المدربين أو العاملين في المحميات المعنية بحفظ أنواعها.
ورصدت الباحثة زوري روسمان، من جامعة نيومكسيكو، للمرة الأولى حالة التقاط فيل للتثاؤب من الإنسان، أثناء دراستها لقطيع من الأفيال عام 2017، وأطلقت منذ ذلك الوقت سلسلة من البحوث برفقة فريق من محمية لإنقاذ الأفيال في جنوب إفريقيا، للتحقق حول ما إذا كانت علاقة التقارب بين البشر والأفيال تزيد من احتمال التقاط الحيوان العملاق عدوى التثاؤب.
وحددت روسمان عدداً من الحراس الذين يرتبطون بعلاقة قرب مع الأفيال، وشاهدتهم وهم يؤدون حركات التثاؤب التمثيلية، وراقبت ردود فعل الأفيال تجاه الأشخاص المعنيين برعايتها.
وقالت الباحثة في مقابلة مع صحيفة تايمز: «لقد كان العاملون بارعين للغاية في التظاهر بالتثاؤب، وبدا الأمر مملاً بالنسبة لهم في البداية، لكن مع ظهور تأثيره على الأفيال، أخذوا في تكراره بحماس».
وتعتقد الباحثة أن التقاط الفيلة للتثاؤب من الأشخاص المعنيين برعايتها يثبت أيضاً أن علاقة الترابط بينهما تحتاج لاتباع طريقة متخصصة في الاهتمام بها وإدارة المشاريع المخصصة لحفظها.