قادت الصدفة شابة مصرية إلى عالم التحف الفنية، لإبداع شخصيات كرتونية بعجينة السيراميك، مشكِّلة مجسمات مُبهرة ممزوجة بشغفها وإصرارها على إنتاج تحف فنية غير تقليدية.
واستعانت روان كمال (البالغة 24 عاماً) بمقاطع فيديو من يوتيوب في بداية مشوارها الفني، حينما شجعها أصدقاؤها على استخدام عجينة السيراميك في بعض الأعمال اليدوية، ليتطور معها الأمر لاحتراف صناعة العجينة نفسها، ثم الأنتيكات والشخصيات الكرتونية.
وقالت روان كمال: «استخدام عجينة السيراميك في صناعة المجسمات ليس بالأمر الهين، فهي تُكوِّن طبقة خارجية في أول ربع ساعة من بداية استخدامها، وهو ما يعني تلفها، لذا فهي تحتاج استخداماً أكثر دقة وسرعة وإتقاناً، فلا يمكن التعديل عليها كما يحدث مع الصلصال الحراري مثلاً».
وأضافت: «تعلمت صناعة العجينة بشكل خاص بفضل فيديوهات يوتيوب، فلا أقوم بشرائها، لأن الأمر كله قائم على تعلمي ذاتياً، واخترتها تحديداً لأنها أرخص من الصلصال الحراري، وهو ما يعني أن المُنتج النهائي سيكون أقل كلفة».
وتروي الشابة المصرية قصة تطور موهبتها، فبعد استخدامها لعجينة السيراميك في كتابة الآيات القرآنية والكلمات المُبهجة كأنتيكات للسيارات اعتماداً على جودة خطها، أخذت موهبتها منعطفاً جديداً، حيث شكلت ميداليات لشخصيات كرتونية، وكان «كورتي البعبع» الشخصية الكرتونية الشهيرة هو أول أعمالها.
وتابعت: «أحسست بأن الأشكال الكرتونية التي صنعتها بعد ذلك مثلت شخصيتي الحقيقية، وبدأت التسويق لعملي عن طريق سوشيال ميديا، وبدأ المتابعون يطلبون أشكالاً كرتونية مختلفة، بعدها ومن خلال مساعدة أحد الأصدقاء كنت أبيع مُنتجاتي في فروع مكتبة ألف في القاهرة، وحققت انتشاراً ورواجاً كبيرين».
ومن الميداليات، تحولت روان إلى صناعة الشخصيات الكرتونية بشكل مجسم يحمل انفعالات مُختلفة للشخصية، وكانت أول «أنتيكتين» لها شخصيتي «كعبول، وعبقرينو»، ومن هنا صممت أن تكون مُميزة أكثر من خلال عملها، فصنعت الفيل «بابار» وشخصيات زيتونة، كونان، وتوم وجيري.
وترى روان أن أهم ما يُميز عملها هو اعتمادها على تشكيل الشخصيات الكرتونية القديمة، وليس الحديثة فقط، ولذلك فهي تعمل حالياً على مشروع لزيتونة بـ6 أوضاع مختلفة، كما تعمل على مشروع خاص بها تجمع فيه كل الشخصيات الكرتونية ذات البشرة السمراء، في رسالة منها لمناهضة العنصرية.