استخدم فنان كندي تقنيات الفوتوشوب وطرق فنية خاصة لكي يخلق صوراً توضح الشكل الحقيقي لأباطرة الرومان قبل 2000 عام، من كاليجولا إلى تيبريوس، في 54 «بورتريه» تجسد هؤلاء الأباطرة.
واستعان الفنان دانييل فوشارت بصور على قطع معدنية أثرية، ورسومات وتماثيل وأيقونات ووثائق تاريخية، كما تحدث مع أساتذة فلسفة وباحثي تاريخ لكي يستطيع أن يتوصل للشكل الأقرب للحقيقة لهؤلاء الحكام.
الأكثر من ذلك أنه استعان بصور أقارب وأبناء أو أحفاد لهؤلاء الأباطرة لكي يتخيل الشكل الحقيقي الأقرب إلى الواقع لهم.
الوباء.. ملهم
ويقول دانييل إن الحجر الصحي بسبب وباء كورونا ألهمه محاولة الوصول إلى الشكل الحقيقي لهؤلاء الأشخاص الأسطوريين، بالاستعانة ببرامج الكمبيوتر لتلوين صورهم والتوصل إلى ملامحهم الأصلية في مجموعة من الصور لم يكن يتصور أن تلفت انتباه المؤرخين وعشاق الفن والهواة أيضاً.
ونشر الفنان الكندي عملاً متكاملاً للأباطرة يحتوي على صور وبورتريهات تغطي 300 سنة من التاريخ الروماني في مزج بين الفن والتاريخ.
العجيب أن عمل دانييل الأساسي هو تصميم أعمال معمارية وأعمال لصناعة السينما، لكن وباء كورونا ألهمه أن يستغل وقته المهدر في مشروع جديد مبتكر، يحاول فيه التوصل للشكل الحقيقي لأشخاص رحلوا منذ أكثر من 2000 عام.
طبق الأصل
واستعان ببرنامج تعليم فني لكي يخلق صوراً وبورتريهات لـ54 من أباطرة الرومان بداية من أوغسطس في عام 27 ق.م، ماكسيموس ثيراكس، وكاليجولا الذي امتدت فترة حكمه من 37 ميلادية حتى اغتياله في عام 41 ميلادية، والذي استعان بتمثاله في غاليري متي لكي يخلق صورة طبق الأصل له.
واستعان بصور وآثار في متاحف عالمية استطاع أن يتجول فيها «افتراضياً» مثل متحف بيرجاموم، بريما لابورتا، المتحف البريطاني، متحف اللوفر، متحف المعمار الكلاسيكي، متحف نابولي الوطني، متحف كابيتولين، متحف ميت، ومتحف لابيكانا.
مربي الفن
وكانت الأداة الرئيسة التي استعان بها الفنان الكندي في ذلك المشروع هو برنامج كمبيوتر يسمى Art Breeder أو «مربي الفن» يستخدم أسلوباً فنياً متطوراً ويضيف عناصر إلى الصور لخلق بورتريهات بالذكاء الاصطناعي تماثل الواقع.
ويقول دانييل: «استطعت أن أحول أو أرمم التشققات والأنوف والآذان المكسورة أو المشوهة، وبقية الأعضاء لنحو 800 صورة لتماثيل وصور نصفية للأباطرة الذين حكموا في الفترة من 27 ق.م حتى 285م».
كما استخدمت إمكانيات البرنامج لتحليل الأشكال وتفسير الملامح، وخلق تأثيرات فنية وواقعية للشعر والعيون وملامح الوجه والسمات الإثنية للبشر في تلك الحقبة.
واستطاع دانييل أن يرسم ويصمم ملامح وجوه هؤلاء الحكام التاريخيين وفق أعمارهم، ما استدعى تحوير بعض أشكالهم لتلائم تغييرات الزمن، واستغرق كل إمبراطور يوماً كاملاً للتصميم قبل التنفيذ.
وعندما أبدع 300 بورتريه، كان يتوقع في البداية أن يبيعها على مدار عام كامل، ولكنه باعها في 3 أسابيع فقط، ما شجعه على عمل المزيد، وأكد له أنه يسير على الطريق الصحيح وأن عمله يسترعي اهتمام الكثيرين.