أكدت زوجة العقيد الشهيد المصري أحمد المنسي، منار سليم، أن مسلسل الاختيار الذي يحكي قصته، يجسد 95% من واقع حياته، خاصة وأنها أطلعت طاقم عمل المسلسل خاصة المؤلف باهر دويدار، والنجم أمير كرارة على أدق تفاصيل المنسي الشخصية.
وأوضحت سليم في حوارها مع «الرؤية»، أن أداء الفنان أمير كرارة في المسلسل قريب جداً من شخصية الشهيد أحمد المنسي، واصفة إياه بالشخص المحترم والذكي جداً والمحترف في عمله، إذ حرص على أن يسأل عن كل تفاصيل الشهيد كي يجسدها بشكل صحيح.
وأشارت إلى أن الحلقة الأولى من «الاختيار» استدعت بداخلها مشاعر مختلفة تنوعت بين الفرح والكبرياء، والحنين والانتظار والشوق والفخر والعزة، وألم وحزن وذكريات لم تنقطع ولا توصف.
ونفت أن تكون طرفاً فيما يطالب به بعض أعضاء عائلة المنسي من إيقاف المسلسل ومنع عرضه، مؤكدة أنها لا تستطيع فهم موقفهم، كي توضح الأسباب التي تدفعهم لهذا التوجه.
وتالياً نص الحوار:
هل لعبت دوراً في الإشراف على سيناريو مسلسل «الاختيار» خاصة وأنك الأقرب إلى الشهيد أحمد المنسي والمطلعة على أدق تفاصيله؟
في الواقع لم يكن إشراف على قدر ما كانت مساعدة ليظهر العمل بشكل أفضل، إذ تواصل معي كاست المسلسل كي أمدهم بمعلومات كاملة تساعدهم في سرد حكاية الشهيد، ورحبت بسعادة بالغة بفكرة المسلسل. وبالفعل قدمت لهم كل المعلومات المطلوبة لمساعدتهم في إنجاز هذا العمل الرائع العظيم، كما أني قابلت الدكتور باهر دويدار مؤلف المسلسل وجلسنا يوماً كاملاً، سألني فيه عن تفاصيل حياة الشهيد الشخصية والأسرية، كي يتمكن من كتابة السيناريو وبقي على تواصل معي طوال فترة تأليف المسلسل وكتابة النقاط المهمة للتأكد من صحة المعلومات وما كتب.
إضافة إلى ذلك طلبت مني الشؤون المعنوية متعلقات الشهيد أحمد المنسي الشخصية، ليصنعوا مثلها تماماً، كي تعرض في المسلسل، وبالفعل قمت بإعطائهم كل ما طلبوه ليكون العمل واقعياً لأقصى درجة ممكنة.
وهل استبعدت بعض التفاصيل من نص المسلسل الخاصة بأسرتكم؟
كلا، لم استبعد أي تفاصيل نهائياً، لأن كل هذه التفاصيل تخدم العمل سواء على الجانب الشخصي أو الإنساني أو العمل بشكل عام.
وفعلاً كل ما نراه في المسلسل من واقع حياة الشهيد بنسبة 95%، حتى أنهم أثناء التصوير طلبوا معرفة بماذا كان الشهيد يناديني في المنزل الكنية أو اسم الدلع، ولم يكن لدي أي مانع بأن أخبرهم، ورحبت كثيراً وأخبرتهم بأنه كان يناديني «مشمش»، كي تكون كل أحداث المسلسل حقيقية، وكما عشناها مع الراحل.
وكيف وجدت أداء النجم أمير كرارة الذي يجسد شخصية الشهيد؟ وهل فعلاً الشبه بينهما كبير؟
الفنان أمير كرارة شخص محترم وذكي جداً ومحترف في عمله. أداؤه قريب جداً من شخصية الشهيد أحمد المنسي، وتمكن بعبقرية من التقرب إلى الشخصية جداً.
كما حرص على أن يسأل عن كل تفاصيل الشهيد كي يجسدها بشكل صحيح.
أما الشبه بينهم فهو كبير جداً وأرغب في توجيه تحية تقدير على أدائه الرائع في المسلسل.
وكيف كان وقع الحلقة الأولى من مسلسل " الاختيار" عليك؟ ما هي المشاعر والذكريات التي مرت أمام عينيك؟
مهما وصفت لكم مشاعري وإحساسي في أول يوم رمضان 2020 عندما عرضت الحلقة الأولى من المسلسل، لن أوفي ما شعرت به، كمية من مشاعر الفرح والكبرياء، اللهفة الانتظار الشوق الفخر والعزة، ألم حزن وذكريات لم تنقطع ولا توصف.
والغريب أن كل مشاعري كانت متداخلة في بعضها البعض، ولم أكن قادرة على التعبير، بقيت صامتة، أنا وأبنائي ووالدي ووالدتي وأخوتي وكل ما شعرنا به هو الرغبة في البكاء، خصوصاً أن الحلقة الأولى كانت قوية جداً وفيها مشاعر وأحاسيس عميقة وكبيرة.
وهل كانت هناك جلسات بينك وبين طاقم المسلسل لتدريب أمير كرارة على بعض الصفات الموجودة في الشهيد؟
طبعاً، كان هناك الكثير من الجلسات لتدريب أمير كرارة وتقريبه من شخصية الشهيد، وكانت رغبته في تجسيد الشخصية واضحة جداً عبر حماسه وتجاوبه السريع للمعلومات التي قدمتها لهم، ولديه استعداد كبير أن يتعب من جانبي وجانب أصدقاء الشهيد، الذين قاموا بتدريبه شخصياً، وهم الرائد محمد الوديع بالمعاش، والرائد إسلام العزب من القوات المسلحة، بالإضافة إلى المستشار رأفت بلط صديق الشهيد المقرب جداً في حياته.
وما شعورك عندما سمعت أغنية " قالوا أيه "التي قدمها جنود الجيش المصري؟
الأغنية جميلة جداً، وعملت صدى وتأثيراً كبيراً في مصر الحبيبة، لأن كلماتها معبرة وجميلة ووطنية بكل معنى الكلمة.
وفي فترة من الفترات قرر وزير التعليم أن تغني في مدارس مصر في طابور الصباح، بعد أداء تحية العلم والسلام الجمهوري، لبث روح الوطنية بالطلاب والأطفال في المدارس.
كما أن هذه الأغنية في الأصل هي شعار من ضمن شعارات الصاعقة المصرية التي يرددوها الضباط والجنود أثناء تدريباتهم القوية، داخل وحدات الصاعقة المصرية.
وهل أصبح الشهيد أحمد المنسي أسطورة ستدرس في المدارس والجامعات؟
- أتمنى فعلاً من الله أن يصبح الشهيد أحمد المنسي رمزاً من رموز التاريخ الذي يسطر نفسه ويدرس للأجيال القادمة، والشهيد كان على يقين تام بأن مصر تستحق أن يقدم روحه فداها، وقد قدم بالفعل روحه لها عن طيب خاطر، وذلك حفاظاً منه على شعب مصر الكريم وحقناً لدماء الأبرياء، وها هي مصر وشعبها يلتفون حولنا ويردون الجميل للشهيد وكل شهداء الجيش المصري.
ابنك حمزة هل يشاهد المسلسل؟ وكيف كانت ردة فعل عائلة وأشقاء الشهيد حول الحلقات؟
طبعاً ابنائي الثلاثة حمزة، عاليا، علي، ينتظرون الحلقات يومياً بفارغ الصبر، ويتشوقون لرؤية الأحداث بفرح وسعادة بالغة، لأن العمل يشعرهم بالفخر لبطولات والدهم الشهيد.
أما رد فعل عائلة وأشقاء الشهيد معروف جداً، وتحدث عنه الإعلام المصري وليس خافياً على أحد. هم معترضون على المسلسل ويحاولون جاهدين إيقافه ومنع عرضه. إلا أنني لست طرفاً في الموضوع ولا أستطيع أن أفهم موقفهم كي أوضح لكم السبب.