غرست الموظفة في الدفاع المدني بالشارقة والأم الإماراتية، فاطمة البلوشي، حب الوطن وقيم التطوع والبذل والعطاء والخير لتكون بمثابة خصائل عطرة في نفوس بناتها الثلاث منذ نعومة أظافرهن، حيث تشارك البلوشي في المجالات والأنشطة التطوعية منذ 11 عاماً.
وتؤمن فاطمة البلوشي، الموظفة منذ 21 عاماً، بأن العطاء لا حدود له، خصوصاً أن تعلق الأمر بالوطن ورفعته، ومد يد العون لأفراده من مواطنين ومقيمين.
إدارة الأزمات
وحرصت الأم لثلاثة بنات: بشاير 23 عاماً، مريم 21 عاماً، وحمدة 17 عاماً، على تثقيف نفسها طوال مسيرتها التطوعية خلال الالتحاق بدورات الإسعافات الأولية وإدارة الأزمات وتنظيم الوقت وغيرها الكثير من الدورات التي اعتادت اصطحاب بناتها خلالها كمستعمات، خاصةً أن السن القانوني لمثل هذه الدورات 18 عاماً فما فوق، إلا أنها تفاجأت بتفاعل أصغر بناتها حمدة عندما كانت تبلغ من العمر 11 عاماً، مع حادثة إغماء أحد زميلاتها في الطابور المدرسي، حيث ساهمت بتطبيق ما استمعت إليه خلال دورات الإسعافات الأولية التي حضرتها مع والدتها.
خط الدفاع الأول
ومنذ ذلك الحين، أيقنت البلوشي أن بناتها اكتسبن التطوع وحب مساعدة الآخرين بالفطرة، ولما نشأن عليه برفقتها، فأصبحن أكثر تفاعلاً مع والدتهن ويسعون لمشاركتها في مختلف الفعاليات والمناسبات التطوعية، واليوم انضمت الأم فاطمة مع بناتها بشاير ومريم لمعاونة خط الدفاع الأول بالتطوع في مركز المسح والفحص الصحي للوقاية من انتشار فيروس كورونا.
التصدي لوباء كورونا
وقالت فاطمة: «منذ بداية أزمة فيروس كورونا منذ شهرَين ماضيَين تطوعت أنا وبناتي في كل الفعاليات تقريباً، وكنا نقصد مختلف الإمارات على الرغم من أننا سكان مدينة خورفكان، فشاركنا في توزيع الكمامات، وكذلك الإشراف على تنظيم الأمن والسلامة، كما شاركنا في بعض الأنشطة التطوعية للتصدر للفيروس في المنافذ والمولات والمدارس والمستشفيات، وحالياً نحضر أنا وبشاير ومريم في مركز المسح يومياً من التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، إلا أننا حرصنا على عزل بنتي الصغرى كي تركز في اختبارات الثانوية العامة».
معادلة سهلة
وحول كيفية الموازنة بين الوظيفة والتطوع، ثمَّنت البلوشي تفهم جهة عملها ومنحها التسهيلات كونها موظفة قديمة ومعروفة بمهنيتها العالية، مضيفة أنه فيما يخص الموازنة الأسرية فيمنحها زوجها الدعم هي والفتيات كون التطوع مجال شغفهن الذي وجدن أنفسهن فيه، ما جعل المعادلة سهلة، لافتةً بأنها محظوظة بأفراد أسرتها التي أدركت مدى حاجة الوطن للمتطوعين».
روح الفريق الواحد
وتابعت البلوشي: «علَّمنا التطوع والنظام والالتزام بالوقت، كما جعلنا ننقل روح الفريق التي اعتدنا عليها بالأعمال التطوعية إلى البيت، فنوزع مهام إعداد الإفطار وتزيينه وإزالة الأطباق، كل تلك التفاصيل موزعة على أفراد العائلة، ونتشارك جميعاً فكرة الالتزام بالوقت، دون تذكير أحد منا للآخر».
ثقافة العطاء
وأوضحت البلوشي أنها بدأت تلاحظ روح المبادرة لدى بناتها في المشاركة بتسجيل أسمائهن خلال تنظيم عدد من الأنشطة المدرسية وكذلك الجامعية، الأمر الذي أدخل السعادة إلى قلبها كأم نجحت في ترسيخ ثقافة العطاء في نفوس بناتها.
وأضافت: «أذكر أول فعالية اصطحبت بناتي إليها، وكانت بالشارقة خلال يوم التشجير والزراعة منذ 9 سنوات، وكان بناتي ما يزلن صغيرات، فأحببن الفكرة وأصبحن ملمات بأمور التطوع، ويقبلن على المشاركة في كل مرة أخرج فيها لفعالية تطوعية».
عادات رمضانية
وحول طقوس عائلة فاطمة البلوشي التي حرصت على ترسيخها في رمضان، أشارت إلى أن زينة رمضان أمر ضروري بلا شك، كما اعتادت وبناتها على ارتداء الكندورة المخورة خلال رمضان، إلى جانب المشاركة في المطبخ بتقديم كل منهن إبداعات وابتكارات جديدة على مائدة الإفطار التي تضم أشهى الأطباق يومياً.
وتابعت: «لا أشعر بتعب كبير خلال رمضان كبقية الأمهات، كوني أماً لبنات فأجدهن يعاونني في كل شيء، كما أنني اعتبرهن رفيقات دربي وصديقاتي في كل التفاصيل، فنتشارك الأسرار والضحكات والأحزان وكل اللحظات».