تميزت الإعلامية الإماراتية منال أحمد، بحضورها الأنيق، والطلة الخاطفة لقلوب المشاهدين، من خلال برامجها الحوارية والاجتماعية التي تمس قضايا المجتمع، وتقترب إلى همومه، محاولة أن يكون ضيوفها ممن يملكون الحلول الحقيقية.
وخلال مسيرتها الإعلامية التي تمتد لأكثر من 10 سنوات، تنقلت بين وسائل الإعلام السمعية والمرئية، فتضاعف رصيد خبراتها ومهاراتها المهنية، بدأت خطواتها المهنية كمتدربة في برنامج الأسرة العصرية على شاشة قناة سما دبي، ومنها إلى قناة رأس الخيمة، التي قدمت عبرها برنامجها «البعيد عن العين»، ومنها إلى أثير إذاعة رأس الخيمة من خلال برنامجها «استديو الشباب»، ثم مذيعة لنشرة علوم الدار على شاشة قناة أبوظبي.
وبين عملها الإعلامي والتطوعي، الذي وهبت له حياتها، تقضي منال أحمد ، التي وجهت دعوة للمؤثرين على سوشيال ميديا بالتركيز على قضايا تصب في إطار صالح المجتمع، يومها، في دعم المرضى والأيتام، لتجد في مساعدة الفئات المستضعفة أسمى معاني الحياة، نالت لقب السفيرة الإعلامية لبرامج جمعية الإمارات للثلاسيميا، وحصلت على وسام جائزة التميز للمسؤولية المجتمعية.
وعن بدايتها، قالت منال أحمد لـ«الرؤية»: «منذ طفولتي، وأنا أعشق عدسة الكاميرا ولا أخجل منها، وأشعر أنها رفيق دربي الذي يرافقني ويحمل بداخله كل الحب لي، لذلك اتجهت لدراسة العلوم والتكنولوجيا قسم إعداد وتقديم، ما زاد علاقتي بالكاميرا، ومع أول وقوف أمامها تولدت بداخلي علاقة العشق لهذا العالم».
وأضافت أنها «في فترة قياسية اكتسبت العديد من المهارات التي يحتاجها بعض الإعلاميين لسنوات طويلة لاكتسابها، فجذبها عالم تقديم النشرات الإخبارية، وتملكها شغف البرامج الحوارية واكتشاف الآخر، ولكنها ما زالت تحلم بتقديم برنامج اجتماعي إنساني قادر على مناقشة قضايا المجتمع، مقدماً حلولاً لتخطي أي أزمة يمكن أن يمر بها».
العمل التطوعي
وتشعر منال أنها تحمل دائماً على عاتقها مسؤولية تجاه مجتمعها، لذلك توجهت للعمل التطوعي لتسخر وقتها لخدمة أبناء الثلاسيميا في الإمارات، والأيتام وكبار المواطنين وتنظيم الفعاليات الترفيهية، وتوزيع الهدايا، وزيارة المرضى ليس داخل الإمارات فحسب، ولكن خارجها، تحت إطار تطوعي ومظلة إنسانية، ومنها مبادرة «هدية فوقها عيدية»، ومبادرة «أم الشهيد أمّنا»، حيث تم تكريمها في جائزة التميز للهلال الأحمر الإماراتي.
ومن يقترب من منال يلمس قلبها الحنون الذي يفيض بالحب لكل من حولها، فمنذ 4 سنوات، عبّرت عن أسمى معاني الحب والوفاء لوالدها عندما قامت بالتبرع له بجزء من كبدها لإنقاذ حياته، ما كلفها الدخول في أزمة صحية كبيرة، ولكنها ضربت مثلاً حياً في حب بنات زايد لآبائهن.
مؤثرو التواصل الاجتماعي
ونجحت منال أحمد في أن تستثمر تواجدها على منصات التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على الكثير من متابعيها من الفتيات والأمهات، لتجعل من صفحاتها ساحة لمناقشة قضاياهن وقلباً يستمع لهمومهن ومشاكلهن وجلسات فضفضة وراحة نفسية لهن.
وأكدت أنه على المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي إدراك أنهم سفراء لدولهم ولا يمثلون فقط أنفسهم، ولذلك فإن مناصرتهم للقضايا الوطنية سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو غيرها تعد واجباً له الأولوية ولا مفرّ منه، وعليهم البحث عن السبل التي تجعلهم مؤثرين حقيقيين، محاولين توظيف الجيد لشبكات التواصل ليخدم قضايا الوطن، وقد تجلى دورهم بوضوح في أزمة الفيروس المستجد كورونا ليكونوا صوتاً للدولة وحلقة وصلها مع الجمهور.
سفير للإنسانية
وأشارت إلى أن المؤثر الحقيقي ليس بعدد متابعيه، ولا بشهرته، وقوة حسابه، بل بحجم القضايا الوطنية التي يتصدى للدفاع عنها وينشرها ويعرف الناس بها، إنه تقع على عاتق رواد التواصل الاجتماعي مسؤولية مجتمعية ووطنية لنشر وتداول الموضوعات التي تعبر عن فطرتنا الإنسانية السوية، وتظهر قيمنا المشتركة المتنوعة، خصوصاً ما يرتبط بتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، في ظل ما يشهده العالم من استشراء خطابات التمييز والكراهية والعنف والعصبية.
مهمة وطنية
ودعت الإعلامية الشابة، أصحاب الحسابات التي تحظى بمتابعة شريحة واسعة من جمهور الإعلام الاجتماعي، وتحديداً المؤثرين الحقيقيين منهم، إلى الحفاظ على مكتسبات ومنجزات الأوطان، وأن يكونوا معول بناء لا هدم، وأن يوجهوا بوصلات قلوبهم وعقولهم تجاه مصلحة بلدانهم، وتماسك المجتمعات فيها، خصوصاً في هذه المرحلة التي يشهد العالم كله ظروفاً استثنائية، تستدعي من الجميع التحلي بروح المسؤولية، لئلا تستغل المواقف والرسائل والمواد المنشورة على الحسابات بطريقة سلبية.