الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

بالنكتة والتعليقات الساخرة.. رواد «سوشيال ميديا» يرفعون شعار..اضحك..تبدد المخاوف

إخلاص شدود ـ دبي

بدد رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخوف الناتج عن فيروس كورونا المستجد، بإطلاق تدوينات وتغريدات حملت روح الدعابة والمزاح، رافعين شعار "اضحك تبدد المخاوف"، متخذينها بشكل تلقائي طريقا للخروج من ضغط الإحساس بالخوف من الإصابة بالعدوى، فضلاً عن اتخاذها طريقة للترفيه عن النفس في فترة الالتزام بالجلوس في المنازل.

وتنوعت المشاركات ما بين نصوص مكتوبة وأخرى مقاطع فيديو مصورة في حين تناقل البعض أجزاء من مسرحيات أو أعمال فنية درامية للتعليق على الأوضاع عامة وبعضها الآخر كان اجتهادات ساخرة ولكنها جميعها أثارت الضحك.

إحدى تلك الرسائل التي حظيت بتداول كبير التي تقول «إذا مر عام 2020 علينا وعليكم بخير وسلام فيجب أن نضيفه للسيرة الذاتية لأنه يكفي خبرة 10 سنوات».

في حين قال آخر «متى سيظهر البطل ليجد اللقاح وينقذ العالم من خطر كورونا ويخلص الفيلم»، وفي مزحة أخرى «من بعد ما تخلص هذه الأزمة على خير وننتهي من الحجر المنزلي أتمنى أن أجلس أسبوعين بالبيت لأروق أعصابي».

منحة وليست أزمة

وبرر استشاري الصحة النفسية الدكتور أحمد وصال، اللجوء إلى السخرية في مواجهة الأزمات، بأنها نتيجة الضغوط النفسية جراء شعور الشخص بالهلع والخوف والاكتئاب، حيث تدفع الشخص أحياناً إلى خروج تفكيره عن السيطرة وهذا نتيجة الأزمة التي نعيشها حالياً، مستشهداً بأننا كثيراً ما نرى أشخاصاً يلجؤون للضحك كأحد أساليب الدفاع عن النفس والهروب من المشكلة الحقيقية.

وحذر وصال، من أن الاكتئاب قد يصيب البعض نتيجة عدم الخروج من المنزل، لذلك يتوجب على الجميع البحث عن حلول للتخفيف من الضغوط النفسية التي تقع على الأشخاص بعد الأزمات ليس فقط الصحية بل الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد أن النكات البسيطة، قد تخفف الضغوط النفسية وتعزز العلاقات الاجتماعية، داعياً إلى النظر لهذه الأزمة على أنها منحة من الله للأشخاص لإعادة علاقتهم بأسرهم وأنفسهم والجلوس ببيوتهم، داعياً الجميع إلى التفكير بإيجابية والابتعاد عن القلق.

وحذر الاختصاصي النفسي من الانسياق وراء وسائل التواصل التي تنقل الكثير من الشائعات وتزيد التوتر، داعياً إلى الابتعاد عن مطالعة وسائل التواصل بشكل مستمر يومياً بل يكفي اللجوء للقنوات المعتمدة لاستقاء الأخبار والعمل على ممارسة الهوايات المختلفة من قراءة ورسم وتمرينات خفيفة والتغذية الصحيحة واللجوء للتمارين الذهنية التي تساعد على صفاء الذهن وتساعد على التفكير الإيجابي والصحي.

دفاع عن النفس

من جانبه اعتبر الإعلامي الدكتور أحمد طقش هذه النكات حالة من حالات دفاع المجتمع عن نفسه، آلية صد ضد الخوف، درعاً نفسياً يختبئ الخائفون خلفه ويحتمون به.

وأشار إلى أن السخرية كانت شديدة الانتشار والتأثير في بداية أزمة كورونا، أما بعد إعلانه رسمياً من قبل منظمة الصحة العالمية وباء كونياً، فقد لاحظنا خفوت حدة هذه الدعابات التي تصلح في بداية الأزمات، لكنها تغدو كارثية عند استفحال المصيبة وعموم الآلام.