انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصة فيسبوك حملة سخرية من الأطعمة الصينية، بعد خبر إلقاء القبض على مجموعة صينيين أثناء سلخهم كمية من الثعابين، وتجهيزها كوجبة غذاء، بعد إبلاغ الجيران عنهم، خوفاً من انتشار الأمراض، قبل أن تخلي النيابة العامة سبيلهم.
وحسب وسائل إعلام محلية، فقد تبين أن الوجبات التي كان يعدها الصينيون ليست ثعابين مشوية، ولكنها أجزاء محددة من بعض الحيوانات، مثل العجل البقري.
وقال المحامي والباحث القانوني علي فرج إنه لا يوجد في القانون ما يجرم طبخ وتناول الثعابين أو حتى الأعضاء الذكرية للحيوانات.
وذكر أن إخلاء سبيل الصينيين الخمسة دليل على ذلك، لافتاً إلى أن أحد جيرانهم اتصل بالنجدة، خاصة في ظل حالة الذعر التي سببها فيروس كورونا المستجد، وأن الصين كانت بؤرة تفشي «كوفيد-19».
بدورها، أشارت أخصائية التغذية الدكتورة بسنت صالح إلى أن كل شعب له ثقافة تميزه، وتدخل العادات الغذائية ضمن هذه الثقافة، مبينة أن الأمر الغريب بالنسبة للمصريين قد يكون طبيعياً في بلد آخر.
وأوضحت أن المصريين يأكلون الفسيخ، وهو عبارة عن لحم سمك متعفن، وهو أمر مقزز لكثير من الشعوب، لكن في نفس الوقت، فإن الفسيخ إذا تم إعداده بشكل صحيح فإنه يحتوي على فيتامين «ك» وهو مفيد للأمعاء، وإلا فإنه يتحول إلى سم قاتل.
وأكدت أن المطبخ الصيني ليس قاصراً على هذه الأكلات الغريبة، والدليل على ذلك أنه منتشر في كل بلدان العالم، ولا يقدمون فيه الخفافيش ولا الثعابين، وأن هناك فكرة خاطئة عن طعام الصينيين تقصره في هذه الأطباق الغريبة.
وقالت إن هناك نقطة أخرى تتحكم في مسألة تقبل الأطعمة المختلفة، ومنها الأحكام الدينية، فالمسلمون لا يأكلون لحم الخنزير أو الجوارح، مشيرة إلى أن بعض المناطق في السعودية يتناول أهلها الجراد كنوع من المسليات.
وذكرت أن هذه الأطعمة تحتوي على فوائد غذائية وصحية، ولا يوجد ضرر في تناولها.
فيما دعت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس الدكتورة سامية خضر، لوقف حملات التنمر على الآخر، معتبرة أنها جريمة وأمر مؤلم، فالاختلاف سنة كونية منذ الأزل، ولا تستدعي التندر أو السخرية من الآخرين لأنهم مختلفون عنا.
وقالت إن المجتمع المصري يحب الفكاهة والنكتة، لكن أن يتحول الأمر للسخرية، فهذا يستدعي وقفة، وخطة للقضاء عليه، أول خطواتها نشر الوعي بتقبل الآخر، والتعريف بالثقافات والحضارات المختلفة.