تحوّل التشكيلية الشابة نجود المزروعي المشاعر الإنسانية إلى لوحات تجسد في تفاصيلها جمال العيون والوجوه وما يعتريها من أفراح وأتراح أو قلق أو ترقب.
كذلك تجسد الفنانة الإماراتية القضايا الاجتماعية المهمشة تشكيلياً عبر تفاصيل جمالية بتقنية «ستوب آرت» لتبرز ما ينتابها من قسوة لتضيء على أهمية مواجهة هذه المشاكل.
تؤكد المزروعي أنها بحثت عن هويتها كثيراً وتنقلت بين العديد من التخصصات في جامعة الإمارات حتى وجدت نفسها أخيراً في كلية التربية الفنية، فقررت تعلم تقنيات الرسم.
البحث عن الذات
تنقلت نجود بين تخصصات التخطيط المدني والهندسة والعلوم السياسية إلا أنها لم تجد نفسها فيها، فتوقفت عاماً كاملاً تبحث عن ذاتها حتى تم افتتاح كلية التربية الفنية فتقدمت لها على الفور، ولأن سقف طموحاتها كبير، فهي لا ترغب بالعمل في المدارس بل تعتزم التدريس الجامعي لذلك تنوي تعلم أصول التشكيل في الخارج عبر استكمال مرحلة الماجستير والدكتوراه.
اكتشفت نجود موهبتها في الصغر، حينما كان يروق لها معاونة شقيقها الأكبر خلال مزاولة موهبته في مرسمه بالمنزل، حيث تنتمي إلى عائلة فنية بامتياز، فوالدتها وجدّتها وخالها رسامون يعشقون العمل الفني.
اعترفت المزروعي بأنها لم تستفد شيئاً من مادة التربية الفنية أثناء المدرسة، الأمر الذي دفعها إلى الإحجام عن المشاركة في المسابقات الفنية المدرسية كونها لم تلامس ميولها الفنية أو أسلوبها في الرسم، مشيرة إلى أن لوالدتها الفضل في تنمية موهبتها، حيث تعهدتها بالرعاية وهيأت لها البيئة والأدوات التي تلزمها لتنمية موهبتها ومهاراتها في المنزل.
رسائل ومشاعر
وتلفت الفنانة الإماراتية إلى أنها خلال العام الذي توقفت فيه عن الدراسة مارست هواية فنية أخرى هي الرسم على الحقائب والملابس بطلب من صديقاتها الباحثات عن الغرابة في الملابس والإكسسوار، ولقد شجعنها على الخروج بموهبتها إلى حيز التجارة عبر منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تبنته نجود على استحياء وفوجئت باستحسان كبير وردود فعل مشجعة من المتابعين.
وأشارت إلى أنها تهوى تجسيد المشاعر الإنسانية في الوجوه والعيون بشكل أكبر من رسم الطبيعة، وهذا ما يميزها عن غيرها من الفنانات، كما أنها ترى أن مفهوم الرسم يتخطى مجرد لوحة تعلق على الجدار، فهي تسعى للخروج به إلى الناس في شكل مشاعر ورسائل إنسانية.
نداء الروح
وذكرت أنها تبنت طريقة لتوصيل قضايا اجتماعية مهمشة مثل العنف الأسري أو الكلام السلبي، أو هموم المذاكرة أو غيرها من القضايا التي لم تأخذ حقها تشكيلياً، وبالفعل جسدتها عبر تقنية «ستوب آرت» حيث تقوم برسم المشاعر وتصويرها ومن ثم مسحها ورسمها من جديد بتطور ما وتصويرها حتى تصبح مادة مصورة تعبّر عن المعنى الكامل للموضوع الذي أرادته، كما لجأت إلى الرسم بالرمال.
ونوهت نجود بأنها حينما تختلي بنفسها وتنوي رسم لوحة زيتية فإنها تلبي نداء روحها الداخلية وتستجيب لميولها في رسم ملامح الوجه والعيون والبحر.
وتعتزم في الفترة المقبلة تنظيم معرض خاص بأعمالها في متحف الفنون في بيت النابودة بالشارقة، والذي سيضم أعمالاً مستوحاة من الغوص واستخراج اللؤلؤ وتجسيد معاناة الأولين في هذه الأعمال الشاقة.
وتفكر الفنانة الإماراتية في إنشاء معرض دائم بمدينة العين يصبح مظلة لكل التشكيليين في المدينة لعرض أعمالهم طوال العام.
يشار إلى أن المزروعي شاركت في عدد من المعارض في الجامعة ومسابقات مختلفة، وحصدت العديد من الجوائز، ومنها مسابقة الأفلام القصيرة والمسابقة الطلابية الكبرى في جامعة الإمارات.