في فيلمه «عريس من جهة أمنية» تحدث الفنان عادل إمام في بعض المشاهد عن الإله «بس» الذي حمل لقب «إله المسخرة عند المصريين القدماء»، ربما اعتبر البعض أن هذا الإله ما هو إلا مجرد «إفيه» من وحي خيال المؤلف، لخدمة الموقف الكوميدي فقط، لكن الحقيقة هي أن «بس» أحد الآلهة الذين أثروا تأثيراً كبيراً في الحضارة المصرية القديمة.
وصارت أخيراً حالة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد قرار وزارة الآثار المصرية، بنقل تمثال «بس» من متحف دندرة إلى متحف الآثار الجديد بمدينة الغردقة، حيث اعتبروه تميمة جلب السياح لقنا، حيث لا بد أن يمر السياح على معبد دندرة لالتقاط الصور مع إله المرح والموسيقى، معتبرين أن نقل التمثال سيضعف الرواج السياحي لقنا.
وكانت مديرية آثار قنا، قد تلقت إخطاراً رسمياً من وزارة الآثار بالاستعداد لنقل تمثال «بس» الفرعوني من معبد دندرة، إلى متحف الغردقة الأثري الجديد، خلال أيام، فمن هو «بس»؟
في كتابها «الإله بس ودوره في الديانة المصرية» تقول الدكتورة عزة فاروق السيد، إنه تواجد منذ عصر دولة البطالمة في مصر في عام 333 قبل الميلاد، وكان يتواجد في معبد صغير يسمي بالـ«ماميزي» أو حجرة الولادة، حيث كان يُعتقد بأنه يحمي الإناث أثناء الولادة، ويمنحهم الحياة من خلال إضفاء جو من المرح، على الولادة خصوصاً الولادة المبكرة.
وكان «بس» أكثر الآلهة ملازمة للنساء وصداقة لهن، فهو يحرس جمالهن وأناقتهن وإن كان له شكل مرعب، وكانت النساء يضعنه على قطع الأثاث، لما له من قدرة على الحماية، ودور في صد الأرواح الشريرة، ولم توضع تمائم «بس» للمواليد فقط، بل وجدت أيضاً بجوار مقابر الموتى، خصوصاً المقابر الملكية، لضمان البعث والولادة مرة أخرى، كما اُعتقد أنه يحمي النائمين أثناء النوم، فوضع على الوسائد، اعتقاداً بأنه يحمي رؤوسهم من القطع من قبل شياطين العالم الآخر.
وظهر «بس» الذي لُقب بإله «المسخرة»، والمرح، أو الفكاهة، وهو يؤدي رقصات ترفيهية على بعض المعابد، وللعمال في تل العمارنة، عازفاً على آلات موسيقية كالدف والطبلة والقيثارة، وهو ما تم تصويره على معبد الإله حتحور بفيلة، كما يوجد عدد من الأساطير المرتبطة بإعطاء الرجال القدرة الجسدية، وهو ما جسدته بعض التماثيل القائمة في بعض المعابد المصرية، وهو الاعتقاد الذي يجعل عدداً كبيراً من السياح الزائرين لمصر يعلقونه كتميمة جالبة للخصوبة، ويتبركون بزيارته في منحهم حياة زوجية سعيدة.