ألهم إقبال شخصية الشيخ حسني في فيلم «الكيت كات»، على الحياة، مهندساً مصرياً شاباً، فكرة إطلاق مبادرة لتعليم المكفوفين مجالات غير متاح لهم الدخول فيها، وفي الوقت نفسه، تدور المبادرة حول المجال الذي أحبه منذ الصغر، وهو التصوير.
وأشار المهندس خالد فريد إلى أنه يعتمد في مبادرته «قد التحدي» لتعليم المكفوفين التصوير على تقنيات تعتمد على حواس أخرى غير الإبصار.
ويؤكد أن المبادرة، اختمرت في ذهنه منذ عام 2011، لكنها انطلقت قبل عام، تقريباً، حيث تمكن من تقديم 35 ورشة لتعليم المكفوفين الرؤية عبر الكاميرا.
وأشار إلى أن كل ورشة ضمت 5 أشخاص، الكثير منهم من استطاع اختراق مجال التصوير، والعمل في مجال تصوير المنتجات والأشخاص.
ويعتمد فريد في مبادرته على تعليم المكفوفين التصوير، عن طريق إحساسهم بالمشاهد أو الأشخاص، عن طريق اللمس، وحساب المسافات بين الكاميرا وما يقومون بتصويره، وضبط الكاميرا عبر معرفة اتساع العدسة باللمس، مع الاستعانة بكاميرات ذاتية الضبط.
وأوضح فريد أن هناك تقنيات لتصوير المنتجات، منها مثلاً: تقنية العصا التي يستخدمها المكفوفون لضبط زاوية العدسة على المنتج.
وأضاف أن خطوته القادمة، هي افتتاح استديو للمكفوفين، حيث يعمل فيه مكفوفون فقط، كما يعمل حالياً على افتتاح معرض عالمي لصور المكفوفين، تحت عنوان «مصر بعيونهم» سيضم صوراً بعدستهم، توثق جمال الآثار والطبيعة والمحميات، منوهاً بأن المعرض سيضم صوراً بتقنية شبيهة لـ«ثلاثية الأبعاد»، حيث يستطيع الكفيف رؤية الصورة عبر اللمس، كما ستدعم اللوحات بوصف بلغة برايل، ولأن المعرض سيكون مخصصاً للمكفوفين، لذا لن يستطيع المبصرون فهم الوصف إلا بواسطة كفيف.
وأشار فريد إلى أن المكفوفين استطاعوا شق مجالات مهمة، منها: الإرشاد السياحي والآثار، اعتماداً على حواسهم الأخرى، لافتاً إلى أن أكثر ما يرغب فيه، هو أن يترك بصمة في حياة الآخرين.
وحول برنامج الورشة، أفاد بأن البرنامج عبارة عن شقين: الأول نفسي، يدعم فيه الكفيف لتجاوز فكرة كونه كفيفاً، وبعد ذلك يأتي الجزء العملي من خلال دراسة تقنيات التصوير مرة أسبوعياً، حتى انتهاء الورشة.
وأكد فريد أن العديد من المكفوفين الذين تخرجوا من ورش مبادرة «قد التحدي» كانوا مذهلين له هو، شخصياً، في سرعة التعلم ومستوى الصور التي خرجت من الورشة.
وعبر إعلان لجمعية خيرية لدعم المكفوفين، تعرف محمد داوود الدسوقي على مبادرة قد التحدي، فقرر الانضمام للورشة، ليتعلم التصوير رغم أنه كان يسخر من المكفوفين الذين قالوا: إنهم تعلموا التصوير حتى استطاع هو أن يلتقط صوراً جيدة، ليواجه السخرية نفسها من أقرانه المكفوفين.