الأربعاء - 15 يناير 2025
الأربعاء - 15 يناير 2025

العطلات الأسرية.. حقل ألغام بين الآباء والأبناء

العطلات الأسرية.. حقل ألغام بين الآباء والأبناء

جاءت فترة الإجازة وأخيراً اجتمعت الأسرة بأكملها معاً، إنها فرصة لقضاء وقت جيد معاً في الطهي والأكل والتحدث، إنها فرصة أيضاً لأن يرى الأجداد الأحفاد المحبوبين ويمكنهم الجلوس معهم ليكون أمام الأب والأم فرصة للخروج بمفردهما.



ولكن في الواقع بعد انقضاء 3 أيام فقط يتلاشى السلام والانسجام ويبدأ الجميع في الاختلاف والجدال.

ويقول أستاذ علم الشيخوخة في الجامعة البروتستانتية للعلوم التطبيقية في لودفيجسبورج بألمانيا إكارت هامر، إن هذا لا يدعو للتعجب، مضيفاً: «العطلات هي في الأساس حقل ألغام للعلاقات وليس بين الأجيال المختلفة فقط، ولكن بين الأزواج أنفسهم».





وعلى كل حال هناك مصادر لا حصر لها للخلافات، فالطفل ذو الأربعة أعوام لا يريد الذهاب إلى المتحف والوالدان لا يريدان الذهاب إلى الشاطئ مجدداً، والجد والجدة لا يريدان مراقبة الأطفال طيلة اليوم أيضاً.

ومن ناحية أخرى، لماذا يجب أن يستمر الأجداد في إعطاء الحلوى سراً للصغار طيلة الوقت، أليس الأب والأم صارمين للغاية؟





هناك مشكلة هيكلية تكمن وراء الطريقة التي نتعامل بها في العطلات، بحسب هامر، ويوضح: «في الحياة اليومية نرى بعضنا البعض في المساء أو في عطلات نهاية الأسبوع على الأكثر والآن فجأة نرى بعضنا على مدار الساعة لثلاثة أسابيع».



وبين الأجيال، غالباً ما يكون الاختلاف بين العطلات والحياة العادية أكبر، حيث إن الكثير من الأجداد نادراً ما يرون أطفالهم وأحفادهم لأنهم ببساطة يعيشون بعيداً عنهم للغاية.





عندما تتغير هذه المسافة فجأة لقرب متواصل، حتى أقوى العلاقات تُختبر، حيث يقول هامر: «أهمها أنه غالباً ما يتم إضفاء الصيغة المثالية على العطلة وكذلك توقعات كبيرة».



ولذلك ينصح بأن تكون لكل من أفراد الأسرة غرفته الخاصة وأن يفعلوا الأشياء بمفردهم وبهذه الطريقة سيكون اللقاء مجدداً أكثر متعة.



ويقول المعالج المعني بالشؤون الأسرية هانز بيرفانجر إن العطلات يمكن أن تكون تجربة عاطفية للغاية، كما أنها يمكن أن تكون صعبة للغاية بين الأسرة وبين الأجيال لأنه غالباً ما يكون هناك «خلافات عالقة».